نجح مجمع الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالعليا، في إجراء عملية جراحية نوعية، وذلك لإنهاء معاناة مريضة في العقد الثامن من العمر، مصابة بمرض «نادر جداً»، نتج عنه الشعور بآلام شديدة وضُعف حاد في الأعصاب الحسية والحركية بالأطراف السفلية. ذكر ذلك البروفيسور فوزي الجاسر استشاري جراحة العظام والمفاصل والإصابات الرياضية، رئيس الفريق الطبي المعالج، الحاصل على البورد الكندي. والذي أضاف أن المراجعة زارت العيادة تشكو من صعوبة في المشي والحركة وأداء مهامها اليومية، وعند إجراء الفحص السريري لُوحظ وجود آلام موضعية شديدة في مفصل الركبتين مع محدودية الحركة، بالإضافة إلى ميلان بالساقين وضُعف كامل في عضلات الجسم السفلية، وعلى الفور تم إخضاعها لمجموعة من الفحوصات الدقيقة بالأشعة السينية (Digital X-rays) والتحاليل المخبرية والرنين المغناطيسي وتخطيط الأعصاب . مشيراً إلى أن نتائج الفحوصات أكدت أن المريضة مصابة بمرض نادر جداً يُعرف باسم « شاركوت ماري توث»، وهو عبارة عن مجموعة من الإضطرابات الوراثية التي تسبب خللاً في الأعصاب الحسية والحركية للمريضة خاصة في منطقة الأقدام، بالإضافة إلى خشونة في الركبة اليمين، حيث تم وضع خطة علاجية تقتضي أولاً عمل تأهيل طبي للمريضة قبل التدخل الجراحي ، وذلك من خلال طلب «أحذية خاصة» للقدمين، لمساعدتها في الحركة وإعادة توازنها الطبيعي أثناء المشي. مؤكداً أن نتائج مرحلة التأهيل الطبي كانت مبشرة للغاية، إذ استطاعت المريضة المشي «ومن ثم بدأ التجهيز للمرحلة الثانية من الخطة العلاجية، وهي السيطرة على الخشونة الحادة المسببة للألم في مفصل الركبة ، وعقب اتخاذ كافة التدابير اللازمة لصحة وسلامة المريضة وزيارة أطباء التخدير لتفادي حدوث أي مضاعفات -لا سمح الله-، أجريت لها العملية مستغرقة 3 ساعات باستخدام تخدير خاص يتناسب مع حالة المريضة صحياً، وشهدت الجراحة تغيير مفصل الركبة اليمين وتعديل ميلان الساقين. وفي الختام قال البروفيسور فوزي الجاسر إن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح - ولله الحمد - ، إذ استطاعت المراجعة المشي في اليوم الأول بعد العملية بمساعدة أخصائي العلاج الطبيعي، ونومت بالمستشفى لمدة 7 أيام ، خرجت بعدها إلى منزلها وهي بصحة جيدة، بعد أن انتهى لديها الشعور بالآلام والأعراض السابق ذكرها ، وبدأت تمارس حياتها بصورة طبيعية.