بمشاعر نابضة بالفرحة والسعادة والحبور قدّم أدباء ومبدعو مصر تهانيهم إلى الشعب السعودي بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، مؤكدين أن السعودية تعيش نهضة ثقافية كبيرة وتسير من تطور إلى تطور بفضل الرعاية المتوافرة للثقافة والمثقفين في المملكة بتوجهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ويؤكد الشاعر الكبير محمد التهامي أن الثقافة في المملكة تحظى من جانب المسؤولين برعاية كبيرة، حيث وفروا لها كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي، وهو ما انعكس على المثقفين والمبدعين، وهو ما انعكس ايجاباً على الحركة الابداعية في المملكة التي لوحظ عليها أخيراً تطور غير مسبوق في الحياة الثقافية العامة. ويقول: ان ذلك كله لا يمكن أن يظهر لولا أن هناك رعاية كبيرة سواء على مستوى الدوريات أو الاصدارات الثقافية النشطة المتنوعة التي تعنى بالشأن الثقافي، اضافة إلى المؤلفات التي أصبحت تصدر ليس فقط عن كبار المثقفين والادباء ولكن من المبدعين الشبان. زاوية أخرى يبرزها الشاعر الكبير التهامي في انتشار الملاحق والصفحات الثقافية في صحف المملكة، وهو ما يخلق حالة من التفاعل والتواصل بين المبدعين والقراء وينمي في الوقت نفسه حالة الابداع بين عموم القراء فيجعلهم في حضور دائم ومتواصل مع مثل هذه الملاحق والصفحات الثقافية المتخصصة. ويثني التهامي على حركة العمران والنهضة التي تعيشها المملكة والتي يعتبرها جاءت محصلة لسنوات تراكمية على مدى السنوات الماضية، وهي النهضة التي يرى في أن خادم الحرمين الشريفين سيحرص على الاستمرار فيها خاصة انه يعد خلفا لخير سلف. ويشير إلى أن كل هذه المظاهر الثقافية بالمملكة ما كان لها أن تحدث لولا أنها وجدت الدعم الكافي من كافة دوائر المملكة ممثلة في وزارة الاعلام والثقافة، وان هذه الرعاية نفسها ظهرت قبل عدة سنوات عندما تم درج الثقافة ضمن وزارة الاعلام لتحظى بقدر أكبر من الرعاية والاهتمام. ويقول الشاعر الكبير عبدالمنعم عواد يوسف ان اليوم الوطني للمملكة هو مناسبة تتجدد كل عام ويتجدد معها الشعور بحب هذه البلاد التي حباها الله بكل خير.. وتشهد السعودية كل عام تقدماً ملحوظاً في كافة المجالات.. وبالنسبة للمجال الأدبي فنجد أن المملكة قد خطت خطوات واسعة نحو تحقيق نهضة ثقافية وحضور ابداعي، وهذا لا يتأتى إلا بدعم صادق من قبل المسؤولين عن الثقافة والأدب في الساحة السعودية.. أيضاً هناك ظاهرة المنتديات والأمسيات الأدبية التي تقام بكثرة مما يخلق جواً ابداعياً مثمراً يفرز ابداعات جديدة ومواهب شابة. وتتميز الساحة الابداعية السعودية بالتعايش الايجابي مع جميع التوجهات، فنجد مثلاً القصيدة العمودية لها مكانتها بجوار القصيدة الحديثة، والصراع بين القصيدة العمودية والحديثة صراع محمود، وكل له مبدعوه ورواده. صفحة جديدة ومن ناحيته يرى الناقد الكبير والشاعر حسن فتح الباب ان اليوم الوطني يفتح كل عام صفحة جديدة من التطور والتجديد والعطاء الأدبي والثقافي المتجدد الذي يغمر الحياة المعاصرة في المملكة العربية السعودية، وهو جدير بأن يسجل ويرصد خطواته كل عام بهذه المناسبة الكريمة. ولا شك ان حركة التفاعل في مجتمع ما تقوم باسهام سخي من ابنائه والتجاوب من المعاصرين لهم من العرب، والاسهامات الابداعية للأدباء السعوديين سخية وزاهية وأحدثت تفاعلات كبيرة من واقع الثقافة والمثقفين سواء داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها، وأطلب في هذا السياق تكثيف التجارب من قبل المبدعين والأدباء العرب، والمملكة تبذل كل جهودها في سبيل تدعيم الأواصر والدعم بين المثقفين في جميع أنحاء العالم العربي، ولا يسعني إلا التقدم بكل التهاني للمملكة، وكل عام وأنتم بخير وفي تقدم مستمر. ويقدم الناقد الدكتور يوسف نوفل جُلّ تمنياته الطيبة للمملكة العربية السعودية شعباً وملكاً وحكومة ولمبدعيها، مؤكداً ان الساحة الأدبية السعودية تسير في تواكب مع التطور الحاصل على الساحة العالمية مع الاحتفاظ بخصوصية مبدعيها، فديوان الشعر السعودي ذائع لدى أجياله المتعاقبة، ما يجعلك تقف على حقيقة مهمة وهي ان المبدع السعودي سخي في عطائه ويقوم بدور ملحوظ في حركة الابداع السعودي المعاصر.. لم يخاصم التراث أو المعاصرة بل واءم بينهما في استيعاب فني واع، وقد أدرك الشاعر السعودي المعاصر على سبيل المثال تلك الحتمية الفنية، وهي سيطرة روح التراث على خطوات التجديد الحقة وأدرك الشعراء السعوديون تلك الحقيقة. ويقول الناقد الدكتور مدحت الجيار: أتقدم بأسمى معاني الحب لتهنئة المملكة العربية السعودية باليوم الوطني، مشيراً إلى أنه يوجد نمو في التجربة الابداعية السعودية باستمرار وتتوافر فيها كل عناصر التطور الأدبي سواء كان شعراً أو قصة أو رواية، ويتميز المبدع السعودي بالنضج والتميز لامتلاكه الأساليب الفنية وتمكنه منها بحيث أصبح له طابعه المميز، وأستطيع القول ان الادب السعودي يعيش فترة ازدهار في ظل عناية ودعم المؤسسات في المملكة له، حتى الجيل الجديد من الأدباء يمتلك خيوطه الابداعية الاولى لسبب بسيط هو تمسكهم بالسير على درب الرواد مع محاولات التجديد حتى أصبحت الساحة السعودية ثرية وخصبة ومعطاءة. وهو ما يشير إليه أيضاً جمال الشاعر رئيس قناة النيل الثقافية، مضيفا ان الساحة الثقافية تشهد صروحاً كبرى مثل الصرح الكبير المتمثل في مؤسسة الفكر العربي، وهو يعد صرحاً مشهوداً له بالفاعلية في تحقيق التواصل بين المثقفين والمفكرين العرب من خلال مؤتمراتهم السنوية وندواتها حول كافة قضايا الشأن العربي وليس الثقافي وحده. ويقول الشاعر ان هناك مؤسسات أخرى تجاور مثل هذه المؤسسة مثل مؤسسة الملك فيصل وعدد من الصروح الثقافية السعودية الأخرى التي تساهم في تنشيط الحالة الابداعية في السعودية، فضلاً عن إثراء النشاط الثقافي العربي بالتواصل والتفاعل بين المثقفين والمبدعين العرب. ويضيف ان كل هذا الحراك في الشأن الثقافي السعودي يعد امتدادا لحالة من الحراك المتواصل في العينة الثقافية السعودية؛ لأنه لولا هذه البنية التي تم اعدادها في السعودية لما كانت هناك محصلة ثقافية تشهدها في الوقت الراهن. ويشير إلى أن هذا يأتي اعتماداً على مخزون ثقافي وتراثي كبير منذ المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الذي اعتمد على الثقافة الإسلامية الاصيلة فظهر منها منبع أصيل وهو الثقافة السعودية التي ساهمت في الحضور والتفاعل مع الثقافة العالمية انطلاقاً من هذه الثقافة بتفاعلية لا ترفض الآخر بل تتفاعل معه وتتواصل فتأخذ المشترك وتتحاور مع المختلف، شأنها شأن كل الثقافات التي هي جزء من الحضارات الإنسانية.