أصدرت محكمة شرق العاصمة جزائرية، أول من أمس الخميس، حكماً بالإعدام في حق"المستشار العسكري"لتنظيم"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الذي تحوّل إلى"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"زوغلي السعيد المكنى حركياً"أبو إبراهيم". وبذلك يصل إلى 258 عدد أحكام الإعدام التي صدرت منذ مطلع السنة الجارية من محكمة واحدة ضد أشخاص معظمهم من هذا التنظيم بتهم تترواح بين نشر التقتيل وتفجير مبان حكومية والخطف. وتعاطى قضاة محكمة الجنايات في بومرداس شرق العاصمة الجزائرية سلباً في أثناء جلسة المحاكمة مع رفض"أبو إبراهيم"وصفه بأنه"مستشار عسكري"في"الجماعة السلفية"أو أنه أحد المقربين من زعيمها عبدالمالك درودكال"أبو مصعب عبدالودود". وتقول أجهزة الأمن أن"أبو إبراهيم"نشط طيلة التسعينات ضمن"الجماعة الإسلامية المسلحة"الجيا، ثم صار قيادياً في"الجماعة السلفية"منذ تأسيسها في خريف 1998 إلى جانب مؤسسها حسان حطاب"أبو حمزة". وتقول المراجع الأمنية أنه كان أميراً سابقاً في الجماعة ولعب دور"مستشار عسكري". ووجهت إليه جملة اتهامات منها"تكوين جماعة إرهابية والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والسرقة"، في إطار نشاطه المسلح منذ 1993 تاريخ التحاقه بمنطقة الوسط في"الجماعة المسلحة"حيث نشط بوصفه عنصر اتصال قبل أن يلتحق في 1994 بالجماعات النشطة في جبل"بوزقزة"في بومرداس. وقال مصدر أمني ل"الحياة"إن"أبو إبراهيم"كان من داعمي تأسيس تنظيم جديد يختلف في نهجه عن"الجماعة الإسلامية المسلحة"، وهو ما تمثّل في"الجماعة السلفية للدعوة و القتال"قبل أن تتحوّل هذه الجماعة في بداية 2007 إلى"القاعدة"في بلاد المغرب. وأضاف المصدر أن مؤسس"الجماعة السلفية"حسان حطاب الذي سلّم نفسه إلى السلطات في خريف 2007، عيّنه مستشاراً عسكرياً لكتيبة كانت تسمى"الفتح". وألقي القبض على"أبو إبراهيم"في مكمن قبل نحو ثلاث سنوات أصيب خلاله بجروح بليغة تطلبت علاجاً لفترة طويلة تحضيراً لمحاكمته. من جهة أخرى، انتقد"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"خطوة تعديل الدستور جزئياً في الجزائر. وشكك بيان ل"القاعدة"نشر عبر منتديات جهادية على شبكة الإنترنت، في قدرة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة صحياً على الاستمرار في الحكم لولاية رئاسية ثالثة، كون الدستور المعدّل يسمح له بالترشح إلى ولاية جديدة في حال قرر ذلك. ويقول مراقبون إن موقف التنظيم محاولة لإعطاء مبرر سياسي لنشاطه، إذ تعوّد مسؤولون على القول إن التنظيم"لا يملك غطاء سياسياً". نشر في العدد: 16675 ت.م: 29-11-2008 ص: 18 ط: الرياض