يحيي لبنان غداً الذكرى السنوية الثانية لاغتيال رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري. وتسارعت أمس التحضيرات على المستويات الأمنية والسياسية والشعبية. واستعاد مقهى "اتوال" في ساحة النجمة في وسط بيروت، اللحظات الاخيرة ما قبل تعرض موكب الحريري الى الانفجار الذي هز لبنان والعالم العربي قبل سنتين ولا تزال تردداته العنيفة تعصف بالبلد. ورفعت صورة له على الكرسي الذي جلس عليه قبالة المجلس النيابي وأحيطت بالازهار الزرق والشموع. وتجمعت زوجات نواب ووزراء من قوى 14 اذار متشحات بالسواد، في المقهى المذكور، ثم توجهت الى المكان الذي حصل فيه الانفجار ووقفن دقيقة صمت، ثم انتقلن الى ضريح الرئيس الحريري وتلين الفاتحة. ولم تكن السيدات وحدهن هناك، اذ زار الضريح عشية احياء الذكرى عدد من الوفود والشخصيات وبينها رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت أمين الداعوق على رأس وفد من الجمعية، ونقيب الصحافة محمد البعلبكي على رأس وفد من النقابة. وحض مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني العلماء في لبنان على التعبير عن مشاعر الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري، عبر"المشاركة بكثافة في يوم ذكراه"غداً،"والابتهال إلى الله ساعة اغتياله ظهراً، والدعاء له ولرفاقه الشهداء بالرحمة والرضوان، وان ينزلهم الله جميعاً منازل الأبرار في جنات النعيم، وان يعوض الله على اللبنانيين مصيبتهم في خسارة شهيدهم رفيق الحريري ورفاقه". وأعتبر"أن مشاركة اللبنانيين جميعاً في الذكرى تأكيد على وحدتهم في هذه الذكرى الأليمة، وعلى تصميمهم على إرادة التخلص من كل أنواع جرائم العدوان على الشعوب باغتيال قادتها وإقرار المحكمة الدولية ذات الطابع الخاص التي ستحاكم المجرمين القتلة وتسوقهم إلى ساحة العدالة". وقال:"نجد محاولة جديدة لاستعادة السياسة الكيدية للانقضاض على مسيرة لبنان نحو المستقبل". ودعا الى"نبذ كل أسباب الفتنة ومحاولات الإيقاع بين اللبنانيين والتخلص من كل أنواع الإضرابات والاعتصامات المربكة للحياة العامة". لحود: مناسبة للم الشمل وأعرب الرئيس اللبناني اميل لحود عن أمله بأن تكون الذكرى"مناسبة لاعادة جمع شمل جميع اللبنانيين، ولقائهم حول ضرورة وحدتهم، ونبذ التفرقة والانقسامات بينهم، وتطلعهم الى مستقبل آمن ومزدهر لهم ولوطنهم"، مشيراً الى ان هذه الاهداف"هي التي سعى الرئيس الشهيد الى تحقيقها طوال عمله السياسي والانساني والاقتصادي في خدمة بلده وشعبه". وأكد ان الحرص على وحدة لبنان وحلم الرئيس الشهيد،"يوازيه الحرص على معرفة حقيقة الجريمة المزلزلة التي أدت الى استشهاده مع رفاق له، والتشديد على أهمية انشاء المحكمة الدولية لمحاكمة المخططين والمتواطئين والمرتكبين، بعيداً من التسييس الذي يؤدي في النهاية الى طمس الحقائق وتشويهها، واخفاء هوية المجرمين الحقيقيين، وهذا ما يخدم بالضبط محاولات استغلال هذه المحكمة التي يهدف منها العدو الى ضرب وحدة اللبنانيين، واشعال الفتنة في وسطهم". ووجه رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"سمير جعجع نداء الى اللبنانيين عشية أحياء الذكرى حض فيها على المشاركة"الكثيفة الراقية والحضارية والسلمية، ولا سيما المشاركة"القواتية"في المهرجان الجماهيري الذي سيجرى في ساحة الشهداء اذ لا يزال لبنان في أمس الحاجة الى صوتكم المدوّي، الى ثورة الأرز البيضاء في مواجهة الأطماع السود، الى تحركنا الحضاري المعهود في مواجهة الإجرام، الى روح الحرية والاستقلال والدولة الفعلية القوية القادرة في مواجهة تحويل لبنان الى ساحات مواجهات دامية لا تنتهي". وأعلنت جمعية المقاصد أن جميع المرافق المقاصدية في لبنان وجميع مدارسها ستتوقف عن العمل اليوم الثلثاء في الواحدة إلا خمس دقائق لقراءة الفاتحة عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفاء لذكراه ورفاقه الشهداء، وتعلق الدراسة في مدارسها في المحافظاتاللبنانية كافة وتغلق مرافقها غداً في الذكرى.كما اوصت جمعية مصارف لبنان"المصارف الالتزام بالاقفال". واعلنت الهيئات الاقتصادية مشاركتها غداً"في اليوم التاريخي والتزام الاقفال". وتوالت الدعوات الى المشاركة في احياء الذكرى من نواب زغرتا - الزاوية ونواب عاليه وحزب الكتائب وپ"حركة اليسار الديموقراطي"وحزب"الرامغافار الديموقراطي الليبرالي"وهيئات نقابية في صيدا ومنطقة العرقوب جنوباً، والشمال والبقاع والجبل. وتوقف"منبر الوحدة الوطنية"القوة الثالثة برئاسة الرئيس سليم عند الذكرى"إجلالاً لغياب ذاك الوجه المتميز في الحياة العامة". واقترح"لجنة مشتركة من ذوي الاختصاص يناط بها أمر مناقشة نصوص مسودة المحكمة الدولية ضمن مهلة محددة واقتراح ما يجب من تعديلات عليها بحيث تتأمن مقتضيات العدالة المجردة". وحض رئيس"الكتلة الشعبية"النائب الياس سكاف اللبنانيين في بيان"على استلهام معنى يوم 14 شباط بما يجمع بينهم ولا ما يفرق، ما يحصن وطنهم لا ما يلغيه ويفتنه ويزيل هويته الفريدة والمميزة من الوجود"، وأكد انه يدعم"المحكمة الدولية ذات الطابع الدولي، بحدودها الجنائية لكشف قتلة الرئيس الشهيد وقافلة الشهداء الآخرين والاقتصاص منهم القصاص العادل".