عشية الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري والذين سقطوا معه، زار رؤساء الطوائف الإسلامية مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الدروز الشيخ نعيم حسن، ضريح الرئيس الحريري في ساحة الشهداء يرافقهم مفتو المناطق، ورؤساء المحاكم الشرعية وقضاة شرع وعلماء، وكان في استقبالهم النائبان عمار حوري وغازي يوسف ممثلين رئيس الحكومة سعد الحريري. وبعد قراءة الفاتحة، قال المفتي قباني: «الرابع عشر من شهر شباط (فبراير) هو يوم الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو يوم الوفاء أيضاً لكل لبنان ولجميع اللبنانيين ولحرية لبنان وسيادته واستقلاله». وتحدث عن العلاقة مع الحريري «منذ أن بدأت مسيرة الطائف وبعدما تولى رئاسة الحكومة وبدأت على عهده وبقيادته مسيرة الإنماء والإعمار في لبنان، إعمار مؤسسات الدولة كلها، وصادفته عثرات كبيرة، ووقفنا معه، وجميع اللبنانيين كانوا معه في مسيرته الصعبة حتى واجه المؤامرة الكبرى باغتياله هو وإخوانه الذين يعملون معه، وكان المستهدف أولاً». وتابع: «نحن هنا لنجدد الولاء للرئيس الشهيد وقدرنا أن نتابع مسيرته وأن نواجه مثلما واجه تماماً، ونحن اليوم مع الرئيس سعد الحريري الذي يتابع هذه المسيرة مع إخوانه في الحكومة وجميع اللبنانيين يواجهون كل هذه الصعاب ولكن بحكمة وبروية من أجل أمن وسلامة واستقرار ووحدة لبنان واللبنانيين»، داعياً الجميع الى «وعي ما يدبر في الخفاء لدار الفتوى بالذات، هذه الحملات الشعواء هي جزء من استهداف الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستهداف مسيرة الدولة في لبنان، وكل القيادات الروحية هي في موقع المواجهة سواء المواقع الروحية المسيحية أو المواقع الروحية الإسلامية»، وقال: «علينا أن نكون يداً بيد من أجل لبنان وحريته واستقلاله». ودعا «جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين الى أكبر مشاركة واسعة في يوم الوفاء للبنان والرئيس الحريري رحمه الله ولمسيرة لبنان ووحدته الوطنية». ثم ألقى الشيخ قبلان كلمة جاء فيها: «السلام عليك يا أبا سعد، جمعت اللبنانيين في حياتك وجمعتهم بعد وفاتك في مسيرتك نحبك لا طمعاً بجنتك ولا خوفاً من نارك، نحبك لأنك جمعت شمل اللبنانيين ووحدت صفوفهم وآخيت بينهم، كنت ولا تزال العلم الخفاق في أجواء المنطقة، فقدناك ونحن بأمس الحاجة إليك، ولكن الله يعوض علينا بنجلك وبمسيرتك وبحياتك، وهذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، ولكن سنبقى مشدودين الى الوحدة والى الإلفة والى المحبة سنبقى على خط المسيرة التي سلكتها وسرت عليها، سنبقى معك في حلّك وترحالك وسنحافظ على لبنان محافظة جيدة كي نبقى جميعاً في خدمة الوطن ندافع عن الوطن ونبقى موحدين ضد إسرائيل وضد الانحرافات والانتهازات والبدع، هنيئاً لك في رحلتك ونحن معك في كل ساعة وفي كل زمان». بعد ذلك تحدث الشيخ حسن عن «الرئيس الشهيد الذي غمر بلده بقلب كبير، وأسمع الشعب اللبناني بكل مكوناته نبضات الحب والإخلاص، كان وجه السلم الأهلي والعبور برافعات البناء والنهضة فوق ركام الحرب والصراعات، وكان القوة الدافعة لإعادة عمل المؤسسات الشرعية، وكان الرؤية الحضارية التي أرادت أن تحمل الوطن الجريح الى واقع الحلم الجميل، وكان مفهومه الاقتصادي على يقين راسخ بقدرة اللبناني على تجاوز الصعاب ومواجهة التحديات كان مؤمناً بمقاومة العدو الصهيوني داعماً للقضية الفلسطينية باستثمار العلاقات المثمرة في المحافل عربياً ودولياً». وأضاف: «نحيي هذه الذكرى وإيماننا راسخ في هذه اللحظة المهيبة من تاريخ وطننا وفي اللقاءات والمصالحات المثمرة بعونه تعالى لنؤكد وقوفنا الى جانب الرئيس سعد الحريري وهو القيادي الشاب الطموح الذي نتمنى له التوفيق والنجاح، فتبقى ذكرى الرئيس رفيق الحريري ذخراً لوحدتنا الوطنية». ووضع النائبان غازي زعيتر وهاني قبيسي والأمين العام للمجلس النيابي عدنان ضاهر بعد ظهر أمس إكليلاً من الزهر على ضريح الرئيس الحريري وقرأوا الفاتحة عن روحه وأرواح رفاقه. وقال زعيتر: «كلفنارئيس المجلس النيابي نبيه بري وضع إكليل من الزهر على ضريح الرئيس الشهيد في هذه الذكرى الوطنية الجامعة لكل اللبنانيين، فالرئيس الشهيد كان لكل لبنان على كل المستويات الوطنية والقومية وهذه مناسبة جامعة لكل اللبنانيين من دون استثناء وليست لطائفة أو جهة معينة».