دفن الأمير رينييه الثالث أمس، بعد سنوات طويلة من الوحدة، إلى جانب زوجته الأميرة الراحلة غريس كيلي التي طالما أحبها وتمنى بعد وفاتها عام 1982، اللحاق بها. وأجريت جنازة أمير موناكو في ظل إجراءات أمنية مشددة وفي حضور رؤساء دول وشخصيات ملكية وأعضاء وفود من مختلف دول العالم، شاركوا في قداس الصلاة في كاتدرائية موناكو التي تزوج فيها النجمة الهوليوودية عام 1956. وتميزت الجنازة بحسن التنظيم والبساطة والخشوع. وحمل ثمانية من الحرس الملكي نعش رينييه الملفوف بعلم إمارة موناكو الأحمر والأبيض من القصر الملكي حتى عتبات الكاتدرائية مروراً بشوارع الإمارة التي بدت فارغة من الناس. ثم تقدم ستة آخرون من أفراد الحرس وحملوا النعش إلى داخل الكاتدرائية حيث اجتمع أفراد الأسرة وأضاؤوا الشموع عن روح رينييه الذي توفي في السادس من نيسان أبريل الجاري عن عمر يناهز 81 عاماً، إثر مشكلات في القلب والرئة والكلى. وسارت الأميرتان كارولين وستيفاني باكيتين ومتشحتين بالسواد خلف النعش إلى جوار شقيقهما الأمير ألبرت الذي سيخلف والدهما على رأس إمارة موناكو. وجلس الرئيس الفرنسي جاك شيراك والملك خوان كارلوس ملك إسبانيا متجاورين خلال مراسم الجنازة التي حضرها نحو 60 ملكاً وملكة وأميراً وأميرة ورئيس دولة وممثلوهم. وقال كبير أساقفة موناكو برنار بارسي في كلمته:"في هذه الكاتدرائية عينها قبل 49 عاماً تزوج رينييه من صاحبة السمو الملكي الأميرة غريس التي اختفت عن انظارنا باكراً"، لافتاً إلى أنه"شكل مع الأميرة زيجة رائعة وحد بينهما العقل والقلب". ووقف أفراد الأسرة المالكة وأمسك كل منهم وردة حمراء أو بيضاء أثناء نقل النعش إلى داخل الكاتدرائية. وكان من بين الحضور ملك السويد كارل غوستاف والملكة سونيا ملكة النروج والأمير آندرو ابن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، إلى جانب أعضاء من الأسرة الحاكمة في كل من السعودية والبحرين، وممثلين عن مصر واليونان واليابان وبلغاريا والدنمارك. وغاب عن الجنازة الأمير إرنست أوغست أمير هانوفر زوج الأميرة كارولين أميرة موناكو، بسبب معاناته مع المرض، إذ أدخل إلى غرفة العناية الفائقة في المستشفى قبل يوم واحد من وفاة الأمير رينييه.