تحسم مساء اليوم معركة "سوبر ستار"، وتكشف نتيجة التصويت النقاب عن فوز واحد من مشتركين استطاعا ان يبعدا عن اللقب 15 هاوياً آخرين يتمتعون بأصوات مميزة ويعلن فوز ليبيا أو فلسطين في معركة تحولت، كالعادة، من مسابقة فنية إلى معركة قبلية. وليس مستغرباً أن تتحول المعركة الفنية الى سياسية، فبرامج الهواة التي استقطبت نجوماً من مختلف أرجاء الوطن العربي، أشعلت نار القبلية عند الجمهور المتابع. وبدأ كل منهم يستنفذ طاقاته لانقاذ البطل القومي. قد يقول البعض أن الجمهور سيتعاطف مع عمار لأنه فلسطيني ولأن الأراضي المحتلة تحتاج لممثل في الساحة الفنية يثبت أن النضال قد يكون بالحجر والبندقية وقد يكون بالكلمة واللحن. وقد يؤكد البعض الآخر أن أيمن سينال اللقب لأن ليبيا متحمسة لشاب استقبله معمر القذافي تشجيعاً وشكلت زيارته ومنافسه الى العاصمة طرابلس منذ أيام الحدث الأبرز فحدثت حالة هستيرية في الشارع، ومواكبة أمنية، وحشود غفيرة، وزحمة سير.... ليبيا تشجع أيمن لأنها أيضاً في حاجة إلى صوت شاب يطلق الفن الليبي ويسمح بالتواصل الفني مع سائر البلدان العربية بعد أن ابتعدت ليبيا عن ساحة الغناء. قد يتوقع البعض الحماسة التي تشتعل في الشارع الفلسطيني، وقد يلمس مدى الشعبية التي يلقاها عمار وصوره التي تنتشر على طرق المستوطنات وحال الترقب والقلق التي يعيشها المستمع الفلسطيني قبل إعلان النتائج. إلا أن ما يلفت الانتباه ما يحدث في ليبيا. حين زار فريق عمل البرنامج ليبيا منذ أسبوعين، أكد آن استقبال أيمن وزميله عمار كان منقطع النظير. آلاف جاؤوا خصيصاً لملاقاة النجمين، وقفوا ساعات في المطار ولحقوا بهما الى الفندق. الشوارع العامة كانت مقفلة والمواكبة الأمنية لم تفلح في وصول "النجمين" الى الأماكن المقصودة قبل ساعات من التأخير. زيارات كثيرة ألغيت، المؤتمر الصحافي واللقاءات الإعلامية أيضاً. ليبيا كانت البلد الوحيد الذي استقبل رئيسها النجوم، وإن صرح حينها أن البرنامج يلهي الشارع العربي عن الأزمات السياسة التي يزرج تحت نيرها المواطن. ليبيا كانت البلد الذي سجل أعلى نقاط تصويت في البرنامج كما إن حملات الدعم الإعلامية الرسمية والخاصة التي يلقاها أيمن والتخفيضات في مراكز الانترنت للتصويت هي الأكبر. ليبيا أيضاً تنتظر بشغف وقلق ليلة التصفيات ومعرفة ما إذا كان المشترك الذي فاز بالمرتبة الأولى في مهرجان الأغنية الليبية منذ سنتين سيحصد اللقب. نظرة فنية بعيداً من التداخلات السياسية والأبعاد القومية التي أفرزها البرنامج قد يكون بين المشجعين جمهور يحكم فقط من منظار فني بحت. هؤلاء استبشروا خيراً حينما بدأ "سوبر ستار". وجدوا فيه وسيلة وحدت بعض أبناء الوطن العربي وفسحت المجال أمام هواة ليأخذوا فرصتهم. الأصوات المتميزة التي وصلت الى مراحل النهائيات أكدت أن الفرصة ما زالت سانحة لإنقاذ الفن من الويلات التي تفتك به يومياً، وللنهوض بمحاولات تعيد ولو أجزاء من أيام الزمن الجميل والفن الأصيل. وبعيداً من قضية عمار أو فرصة أيمن، يقارن جزء من الجمهور بين موهبة المشتركين ويعرف كم عانى أيمن للوصول الى لجنة التحكيم وقدرته طيلة حلقات البرنامج على النجاح في تأدية جميع الألوان الغنائية، كما سينتبه إلى التطور الذي أصاب عمار إذ برزت قدرته في التكيف مع المسرح في المرحلة النهائية، وسيعترف بقدراته الصوتية التي جاءت أحياناً أقوى من إحساسه خصوصا في أغاني عبد الوهاب وملحم بركات... في حديث إلى "الحياة" يشرح الفنان أحمد قعبور الذي عمل مع مشتركي "سوبر ستار" وقدم معهم أغنية "غنوا معنا"، قدرات أيمن وعمار الصوتية. يؤكد قعبور أن عمار يتمتع بمساحة صوتية كبيرة وبقدرة على التوغل في المقامات والإيقاعات الشرقية. أما أيمن فبالإضافة إلى امتلاكه روح الطرب، يتميز بالإلمام بالجاز والغناء القبائلي وخصوصية الصوت. ويوضح قعبور أن أيمن يتمتع بالمساحات الصوتية الي يمتلكها عمار إنما بالتفرد بالأداء. ويشدد قعبور على أن الاثنين بحاجة لمن يرشدهما في مسألة الاختزال في الطرب وعدم استعراض الأصوات. في النهاية، ووسط مخاوف "الجمهور الملتزم" والجمهور الفني، تجدر الإشارة إلى أن البرنامج في دورته الثانية لم يحصد "الجنون الجماهيري" الذي طبع المرحلة النهائية من الدورة الأولى: فلم يجن جنون اللبنانيين أو يخيب أمل السوريين أو يستنكر الخليجيون كما حصل في الدورة الأولى. كما علينا الاعتراف بأن المستفيد الأول والأخير من المعركة في أوجهها المختلفة هي قناة المستقبل. فإن فاز عمار أو أيمن لن تربح ليبيا أو فلسطين شيئاً ولن تنفرج أسرارير المدافعين عن الفن الجميل، فديانا كرزون لم تقدم أي إضافة الى الفن الأردني، كذلك رويدا عطية وملحم زين. ويبقى السؤال: لو وصل الى النهائيات احدى اللبنانيتين عبير نعمة أم بريجيت ياغي، أم السوريون هادي أسود وحسام مدنية ومهند مشلح، أم الخليجيان محمد داود وعبد الرحمن محمد، أم المصريان مصطفى الشويخ ورنيم قطيط، هل كانت الأمور ستأخذ مجرى مختلفاً؟ من ينتظر النتيجة يمكنه متابعة أخبار المشتركين وتطورات نتيجة التصويت خلال فقرات عالم الصباح اليوم، كما عليه انتظار حلقة النهائيات التي ستحمل مفاجآت عدة منها الكليب الجديد لأغنية المشتركين "غنوا معنا" والتي حملت توقيع أحمد قعبور والمخرج ناصر الفقيه.