انطلقت منذ أيام الجولة الثالثة من "سوبر ستار 2"، وبدأت معها مرحلة جديدة من التساؤلات والترجيحات والاحتمالات. وإذا كانت إدارة تلفزيون "المستقبل" وعدت منذ الدورة الأولى من البرنامج بأن تقدم نجوماً يعيدون إلى الأذهان أيام الغناء الأصيل ويحاولون النهوض بالفن الغنائي بعد "أن شهد الويلات على يد بعض المغنيين الحاليين"، فإن الدورة الثانية حققت ثمارها المرجوة منذ الآن. لمس المشاهد والمستمع العربي منذ مراحل التصفيات الأولى ظهور أصوات "غير عادية" بدأت تبشّر بنهوض الغناء العربي، وبررت إلى حد ما الحمى التي عصفت أخيراً بالوطن العربي، وكشفت لماذا "الكل بدو يغني" كما يقول شعار البرنامج. الأصوات ال17 التي وصلت إلى المرحلة النهائية من البرنامج هي أصوات قوية تضاهي، من دون شك، أهم الأصوات على الساحة الغنائية اليوم: عبد الرحمن محمد السعودية، عبير نعمة، زاهي صفية، حسام الشامي، رنين الشعار، بريجيت ياغي لبنان، أيمن الأعتر ليبيا، محمد داود الكويت، رانيا شعبان الإمارات، ياسمين الحسيني، رنيم قطيط، مصطفى الشويخ مصر، مهنّد مشلّح، وعد البحري، حسام مدنية، هادي اسود سورية، وعمار حسن فلسطين. بدأت مفاجآت الجولة الثالثة مع أغنية "غنوا معنا" التي حملت تميزاً في اللحن والكلمة، وهي من توقيع الفنان أحمد قعبور. استمرت مفاجآت السهرة الأولى من التصفيات مع أداء لافت للمشتركين جميعاً. وفي وقت حملت حلقة "سوبر ستار - الفرصة الأخيرة" الكثير من الأصوات اللافتة استحقت منذ تلك الليلة أن تحمل اللقب، جاءت السهرة الأخيرة لتطلق شرارة جديدة وتطرح ألف سؤال حول عملية التصويت التي لن تنصف أياً من المشتركين. ودعت البرنامج خلال اول حلقة النتائج، أول من أمس، رانيا شعبان وياسمين الحسيني، وفي وقت غنت كل منهما بطريقة جيدة ولاقت استحسان لجنة التحكيم، جاءت النتيجة ضدهما وأقصتهما بعيداً من لعبة التصويت. وكانت الإماراتية شعبان غنت "جرح تاني". واعتبر بعضهم أن غناءها جاء أفضل من أداء صاحبة الأغنية والصوت المتميز شيرين. أما المصرية رانيا الحسيني والتي غنت لأنغام "سيدي وصالك" بإحساس لافت، فقد أثنى عليها أعضاء لجنة التحكيم. واعتبر الكثيرون أن خروج المتباريتين جاء مبكراً، وأنهما تستحقان الوصول إلى مراحل متقدمة. وأكدت رانيا شعبان بعد إعلان النتائج أن أحلامها لم تتوقف هنا، وأنها ستسعى جاهدة لأن تواصل مسيرتها وتصقل موهبتها وتحقق حلمها في أن تكون مطربة ذات شأن مهم على خارطة الفن العربي. أما الحسيني فاعتبرت أن المشوار لم ينته هنا وأن المسألة ليست في نيل اللقب، وإنما في اختصار سنين طويلة لتعريف المطرب على الجمهور. حل عبدالرحمن محمد ورنين الشعار ومحمد داود في مرحلة الخطر، علماً أن كلاً منهم يتمتع بصوت قوي. وكانت ادارة تلفزيون "المستقبل" وعدت سابقاً بأن تحتضن الأصوات البارزة وتساعدها في متابعة المسيرة. فهل ستستمر عملية التصويت في إقصاء من يتمتعون بالصوت الجيد والحظ السيئ؟ أم إن إدارة "المستقبل" ستكسر القاعدة وتطلب من الشركة الأجنبية المنتجة للبرنامج أن تلغي التصويت وتجعل المستمعين العرب "ينظفون آذانهم" من الهرج والمرج الحاصل على الساحة الغنائية وتبقي أمسيات كل أحد فرصة للتمتع بالغناء الأصيل؟ أمنية لو تحققت لأنقذت الكثير من المشتركين وأخرجت تلفزيون "المستقبل" من لعبة الاستهلاك التي تشوه عالم الفن منذ سنين.