أعرب الكثيرون عن فرحهم لدى إعلان أيمن قيسوني أن "سوبر ستار" سيستضيف المغنية نانسي عجرم. تأهب الصحافيون لتغطية الحدث كما حاول الجمهور جاهداً الحصول على بطاقات دخول. فمشاركة الظاهرة الجديدة في عالم الغناء تشكل مفارقة في برنامج يركز على الأصوات الاستثنائية ويعد الجمهور بعودة أيام الأصالة والزمن الجميل... علماً أن نانسي التي تعتمد أسلوباً شبابياً كانت تميزت قبل ركوبها الموجة الجديدة باللون الطربي. حال استنفار تلفت زائر "استوديوات" ال"بيروت هول" مساء كل أحد. فالطابور المنتظر عند المدخل، والتفتيش الأمني الدقيق لكل من يدخل أو يخرج، مشهدان يذكران بحال الاستنفار التي تضرب شوارع المدن الأميركية حينما تعلن أجهزة الاستخبارات عن حال تأهب إثر توقعها وقوع عمليات إرهابية ضدها... المشهد من داخل الاستوديو لا يختلف كثيراً عما تنقله الشاشة، فالبرنامج أصلاً لا يعتمد على عناصر الإبهار بقدر ما يركز على الفرقة الموسيقية وعزفها المتقن، كما على أصوات المشتركين. فهي الهدف الأول والوحيد من الحلقة. إلا أن الحلقة حملت الكثير من الرتابة وجاءت مخيبة للآمال. فلا نانسي استطاعت أن "تعجرم" البرنامج، ولا الحلقة حملت أي عنصر لافت، ولا حتى أداء المشتركين أو نتيجة أول من أمس. ها هي ضيفة الحلقة تظهر على المسرح. انتظرها جمهور الصالة طويلاً وصفق كثيراً لدى دخولها الاستوديو لتفتتح السهرة بدل أن يقدم المشتركون بأصواتهم "مدلي" من أغانيها كما جرت العادة. فعمر نانسي الفني لا يسمح لمشتركين من أعمارها أن يغنوا وصلة تلخص تاريخها الفني. غنت نانسي وتمايلت الأعلام لم تنتقد الصحافة حضور نانسي عجرم، فحتى من يعتبر أنها صاحبة صوت ضعيف، أو أن موهبتها تعتمد على الإثارة، لا يستطيع التشكيك في ظاهرتها التي حققت نجاحات لافتة، وسجلت أعلى نسبة حضور في مهرجانات قرطاج وجرش. غنت نانسي وتمايلت أعلام لبنان وفلسطين وليبيا وسورية على إيقاع أغنية "لون عيونك". إنه الانتماء الوطني: فالمسألة ليست مشاركة فنية بقدر ما هي قضية قومية تناشد أبناء الأمة الدفاع عن صورة الوطن ونصرة أبنائه وحمل رايته عالياً... الدفاع عن الوطن وحماية صورته في الخارج أمر تحرص عليه العشائر المشاركة في تشجيع الأبطال القوميين ال"سوبر ستارز". صفق الجمهور لنانسي وانتظر طلاتها التي غنت خلالها أغنية طربية، تحدياً لكل من شكك في قدراتها الصوتية. جاء دور المشتركين. غنى كل منهم الأغاني المخصصة للحلقة، تميز أيمن، أجاد عمار، سحر هادي قلوب الفتيات، وأضفى رنيم بحركته بعض الحيوية على الحلقة. لم تحمل الحلقة الكثير من التمييز. نانسي لم تكن تلك المغناج الطروب سوى في الختام. مداخلاتها كانت قصيرة وأجوبتها كانت خفيفة بسيطة وسطحية أحياناً. تعليقات لجنة التحكيم دخلت هي الأخرى دوامة التكرار. لم ينقذ تلك الحلقة سوى احتدام المنافسة بين أربعة منافسين يتمتعون جميعاً، بأصوات جميلة. والرؤية بدأت تتضح: خرج رنيم هذا الأسبوع. فالمشترك المصري الذي يغني في شكل صحيح توقع الكثيرون خروجه نظراً لأن طاقات صوته أقل من ممثلي ليبيا وفلسطين. لم يبق في الميدان سوى هادي أسود، فشكله الجميل يجعله يحتل قلوب الكثيرات. وعمار الجاد حتى في الأغاني العاطفية والذي حمل لواء قضية بلاده وجاء التزامه في بعض الأحيان مبالغاً فيه استغله هو وإدارة البرنامج لقاؤه مع أهله في الأردن استدراراً لعواطف المشجعين، وأيمن الأعتر المشترك ذو الصوت المميز. النتائج أيضاً دخلت موجة الرتابة. وإذا لم تدخل إدارة "سوبر ستار" على الحلقتين الأخيرتين أي عناصر مفاجئة سيخرج هادي الأسبوع المقبل. وتبقى المنافسة بين جمهور "ملتزم" سيشجع القضية، وجمهور فني سيدافع عن الصوت الجميل!