لا حديث للوسط الرياضي السعودي هذه الأيام إلا المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الذي يستعد لكأس الخليج في اليمن ثم كأس أمم آسيا في قطر، وكلها استحقاقات مهمة، و«الأخضر» مؤهل للمنافسة بالبطولتين، بل مؤهل للفوز بالكأسين معاً، أو إحداهما. قرأت واستمعت عبر الصحافة والقنوات الفضائية إلى عدد من الأطروحات وفيها الغث والسمين والبعض تخصص في التنظير، والبعض قادر على دس السم في العسل، والأكثرية يتحدثون بالمنطق والعقل، وهذا هو المهم. لا أعرف ماذا يدور في ذهن المدير الفني للمنتخب السيد بيسيرو ولا أعرف تفاصيل المؤتمر الذي عقده عشية أمس، والذي أتوقع أن يدور في فلك أسباب ضم عدداً كبيراً من اللاعبين وعن نيته في المشاركة الخليجية، هل هي تحضيرية للآسيوية أم هدف من أهدافه المقبلة. بيسرو يملك القناعة التامة بما يقوم به من عمل ويجد المساندة التامة من فريق العمل الإداري ومن القيادة الرياضية، ومن المؤكد أنه يفكر في البطولة الخليجية بجدية تامة في حال إقامتها، وسيفكر بعدها في الآسيوية، ومن المؤكد أنه ضم جميع اللاعبين الذين يفكر في الاستعانة بهم في الاستحقاقين المقبلين، وهذا من حقه، لكن مرحلة التوهان التي فرضتها عليه الظروف بين المشاركة خليجياً بالمنتخب الأولمبي ثم بالمنتخب الأول قد تربك تحضيراته الذهنية، ولكنها لن تكون مؤثرة بشكل رئيسي. بالنسبة للأطروحات الإعلامية فهي ليست جديدة، فهي مكررة قبل وبعد كل حدث رياضي، ولكن تتفاوت بحسب خبرة وقدرات المتعاطي للحدث، وكنت أتمنى أن نجرب ولو مرة واحدة الطريقة الأوروبية في مباريات المنتخبات التي لا تتجاوز خمسة أيام قبل كل مباراة للمنتخب، أي كنت أتمنى استمرار الدوري بعد العيد بحيث نلعب جولتين ساخنتين أفضل من المباراتين الوديتين المتتاليتين، بحيث نلعب جولة ثاني أيام العيد وجولة يوم الجمعة المقبل ويتجمع المنتخب يوم السبت ويغادر في اليوم ذاته. لو جربنا صناعة منتخب بالتفكير الأوروبي نفسه قد نكتشف «منتخباً سعودياً» بالطريقة الأوروبية أي من دون تجمعات ومن دون معسكرات، فقد جربنا المعسكرات الطويلة والقصيرة وكشفنا جوانبها السلبية والإيجابية فلماذا لا نجرب المشاركة ولو مرة واحدة بالطريقة الأوروبية؟ بيسيرو وجنوده اللاعبون سيكونون طوال الفترة التي تسبق البطولتين «ملعباً متسع الجوانب»، وعلى حافتيه يقف الوسط الرياضي السعودي منهم مدربون ومنظرون ومنتقدون ومشجعون ومتعصبون ومتّزنون والبقية عليكم! [email protected]