إن الإحساس بالتناسق الممتع هو الإحساس بالجمال؛ فهناك شيء يشكل ما أسميناه العامل الجمالي والإدراك، وهو استعداد في الإنسان للإحساس أن الهيئة الكاملة لحدث مخبور صحيحة ولائقة، فالوجدانيات التي ترتبط باستعداد طبيعي للاستجابة تعتبر جمالية سواء جاءت أثناء (...)
إن العمل على بعث النظريات العربية القديمة ثم تطبيقها عمليًا قد يخلق نوعًا من التماس الوجداني؛ لأنها نبتة نبتت من طينته وتتلامس معه وتتجاوب مع حسه هو دون غيره، ذلك لأن الإحساس ينتج من أن العنصر في الشيء المدرك يرسل إشعاعاً يتصل بالعنصر المشابه في (...)
اللافت في حملة التبرع بالدم هو مبادرة كل الإمارات والمناطق في المملكة بكل مؤسساتها الصحية والتعليمية والاقتصادية للمسارعة في هذا العطاء، وهو اقتداء بسمو ولي العهد حينما بدأ بنفسه في هذه الحملة، وهذا إن دل فإنما يدل على الحب الكبير والالتفاف الشعبي (...)
المونودراما هي محاكاة لفعل درامي محدد له طول معين لشخصية واحدة يقدمها ممثل واحد مستعرضًا أزمة الشخصية تجاه نفسها أو تجاه الآخرين من خلال المناجاة والجانبية والحوار مع شخصيات افتراضية ومشفوعًا بألوان التزين الفني..
في هذه الأيام يقام مهرجان (...)
لقد اعتدنا دومًا على لفظ «الهُوية» وندافع عنها ونفتخر بها، إلا أنها كانت في عالم المحسوس، ولذلك وجب تتبع كل ما يخص الشخصية السعودية بما يميز هويتها -التي هي أصل العربية- من عادات وتقاليد وملبس ومشرب ومن فنون وعمارة وطبيعة مكان وجميع فنون (...)
الضحك ضرورة حتمية في حياتنا، لما يحفه من صحة نفسية، ولكن الفلاسفة اختلفوا في آلية الضحك وخاصة في الدراما وكيف يكون استدراره بين الجماهير، وقد يعجز المخرجون في هذا الصدد، ما يجعلهم يزرعون ممثلين بين الجمهور يطلقون الضحكات باعتبار أن الضحك بطبيعته أمر (...)
إن صناعة الحب والسلام العاطفي أمر محتم يتوجب على صناع الدراما والفنون إتقانه، ذلك لأن المعرفة بكل أدواتها هي ما تصنع الشارع وتصنع الوعي وتقيم القيم والأخلاق، فجفاف المشاعر الأسرية هو مسؤولية الكُتّاب ومسؤولية الإعلام لاستعادة الحب المفقود..
ما الذي (...)
الضحك والبكاء يؤديان بدوريهما للذة والسرور أو الأسى والكدر، وذلك يدل على التخلص من الطاقة الزائدة في النفس عن طريق التوتر والقلق والترقب الزائد، ما يؤدي إلى الاسترخاء والشعور بالراحة، ومن ثم المتعة نتاج ذلك الأنس الذي تأنسه النفس جراء هذا التوازن، (...)
يعتقد السفسطائيون أن القانون ليس من طبيعة الأشياء، بل هو عُرْف محض، ولهذا قالوا: "إن الأشخاص الأذكياء لدرجة تكفي للتملص من القوانين ليس لديهم أي التزام أخلاقي للتقيّد به، ووصف أفلاطون سقراط بأنه عارض السفسطائيين لأن أفكارهم كانت غامضة ومتناقضة، (...)
ثقافة السلام باتت ملزمة وموجبة لما تنضح به وسائل الإعلام لما نحياه اليوم من نتح مخيف من العنف في الإنتاج المتلفز والسينمائي وكذلك الخطاب الإعلامي، وهذا ما ينتج بطبيعة الحال ثقافة العنف، سواء كان على مستوى الأفراد أو حتى على مستوى الدول والمؤسسات، (...)
بلادنا حفظها الله وحفظ قادتنا الذين يدركون مدى أهمية هذه الحرف وهذا التراث، خشية أن يزحف عليه الزمن، وتزحف عليه المدخلات الخارجية، مما جعلهم يحتفلون هذا العام بعام الحرف، لأنها لا تمثل مجرد الاحتياجات اليومية لأسلافنا، وإنما تحمل في طياتها تاريخاً (...)
أنشأ العرب أنفسهم الأسواق بحكم الحاجة، فصارت مع الزمن تمثلهم أصدق تمثيل في عاداتهم في البيع والشراء والخصام والدَّين والزواج والحقوق، ولا يشرف عليها إلا سراة أهلها، وهي مرآة العرب في الجاهلية، وبها نستطيع أن نعرف ما كان عليه العرب تقريباً في (...)
عندما نتحدث عن الناقد ودوره في العملية الإبداعية، فإننا نتحدث عن عصب مهم في مهمة المبدع وأثره على المتلقي وبالتالي المجتمع حتى يصل الأمر إلى الفرد الواحد داخل البنية الاجتماعية، فالناقد هو تلك القناة التي يتم من خلالها فهم وتوصيل الرسالة، ثم صياغة (...)
تنزح معرفة عصر المعلومات إلى الجماعية، ويشهد على ذلك شيوع عدد من المصطلحات التي لم تكن تذكر إلا لماماً فيما مضى، من قبيل العقل الجمعي، والذكاء الجمعي، والذاكرة الجمعية، والوعي الجمعي، والتعلم التكافلي، والتعلم المؤسسي، والإبداع الاجتماعي.
قضية (...)
لا يوجد الآن توجه مؤسسي لتشكيل الذوق العام لأن هذا التوجه والحرص يستلزم وضع استراتيجية وآليات تنفيذ وميزانيات وقائمين على التنفيذ، فوفرة العروض وتنوعها هو ما يشكل الذوق العام، وتعاني القطاعات الفنية الآن من خروج عدد كبير من الفنانين على المعاش مع (...)
الرأي الفلسفي نجده لدى بعض النقاد والمحللين العرب مثل شاكر عبدالحميد في كتابه الفكاهة والضحك حيث يقول: الضحك والبكاء نتيجة انفعال وأن السرور والكدر يكون في آن واحد نتيجة هذا الانفعال، أي أن البكاء يسبب سعادة بينما قد نضحك حينما نكون كدرين، وهذان (...)
الإنسان حين يملك أن ينظر إلى المظاهر جميعها متصلة سوف يدرك أن ثمة تياراً خفياً يسيطر عليها جميعاً ويضفي عليها جمالاً متميزاً ويجعل الإنسان يخشى من هذه القوى الخفية ويحاول استرضاءها، ولذا أقام الشعائر والممارسات الدينية ليعبر عن حاجاته ودوافعه إزاء (...)
الإنسان الفرد، بعقله وابتكاراته، وسعيه الحثيث صوب الأصوب والأشمل والأعمق والأجدى، كان -وسيظل- مصدر المعرفة على مر العصور، وتدين الإنسانية بالفضل إلى أولئك العظام من الرجال والنساء ممن أقاموا صروحاً فلسفية شامخة، واكتشفوا حقائق علمية مبهرة، أو أبدعوا (...)
إذا ما اعتبرنا أن الاغتراب نقيض الأنس، وأن السعادة مرهونة بالأنس المعرفي، وأن الاغتراب مرهون بالكدر والاضطراب، فإن تقدم الشعوب والأمم هو بالأنس ومن الأنس.. تلك الدائرة المغلقة هي نواة الإبداع، كما أن تقدم الشعوب بذواتها هو ما يحقق الأنس والاستقرار (...)
لم تخل الديار العربية من النقش على الجدران، وقد اعتبره العامة نوعاً من الفنون الجمالية، لكنها فيما وراء ذلك هي لغة أبستمولوجية عرفها العرب عبر التراكم الحضاري، وقد ظهر ذلك في الاهتمام الملحوظ بالأبواب وما لها من دلالات ومعانٍ مضمرة ومتفق عليها (...)
لقد جاءت كل محاولات المسرح المعاصر من مسرح العبث، والغضب، والمسرح الحي، للتأكيد على أن النفس البشرية حياة كامنة وثرية مليئة بالمتناقضات ومخاطبة اللاوعي الإنساني الجماعي والتركيز عليه بدلاً من اللاوعي الفردي ورغبتها في التواصل..
منذ بدايات المسرح (...)
لم تعد النظريات التي ظهرت في القرن الثامن عشر مثل الحداثة، أو حتى الحديثة منها والمعاصرة، سوى نظرات مقنعة تنسلخ من نصها الأدبي وتخرج بدوافعها الابستمولوجية إلى سلوك الأفراد طواعية، لما للأدب من تأثير سيكولوجي على حياة الفرد ثم السلوك المجتمعي، بحيث (...)
لم يعد في الوقت بقية في ظل حتمية تاريخية نمر بها، وفي ظل تلاطم أمواج عالمية عالية الموج، وفي ظل تحديات ثقافية بارزة تصنع هذا الخلل الواضح في تعاطي الكلمة، وفي بناء قاعدة عامة ينبغي أن تعي حدودها، وتعلم على أي أرض تقف عليها..
الكتابة هي كلمة، والكلمة (...)
منذ أن بدأت السعودية الحديثة دورها في اتخاذ موقعها العالمي أصبحت رمانة الميزان في هذا العالم كدولة عظمى، استنادًا لموقعها الجغرافي، وقوة اقتصادها، ولعاداتها وموروثها، ولقواعد وأحكام وأخلاق الدين الإسلامي الذي يأبى الجور والظلم والتعدي ولا يمتثل إلا (...)
«الرياح الأربع» مشروع درامي توثيقي للأستاذ الدكتور حسام عطا يكشف فيه عن أصل المسرح ومنبعه كتاريخ توثيقي للوعي البشري للمسرح الذي ظل طيلة هذه الأزمنة السحيقة أنه إغريقي، محاولًا استرجاع هذا المجد التليد للتربة العربية والفرعونية من قبلها.. وذلك في (...)