لم تكن فكرة إنشاء قسم كامل لإدارة شئون المرأة في مجال الاستثمار في تطوير العقارات لتخطر على بال أحد قبل سنوات من الآن أو تحديداً قبل أشهر معدودة من الآن لا لشيء إلا لأن دخول المرأة مجال الاستثمار في العقار كان مستغرباً بحكم هيمنة الرجل على ذلك المجال في المقام الأول وثانياً لعدم توافر كوادر نسائية متخصصة في مجال العقار تستطيع أن تشرح وتوصل إيجابيات الاستثمار في هذا القطاع إلى المرأة المستثمرة وتوجه أموال النساء المجمدة في غالبها كودائع في البنوك إلى وجهة قد تحقق لهن الفائدة. " رابعة بنت سعود الشبيلي مديرة أول قسم نسائي للاستثمار في تطوير العقار والتي تتطلع لزيادة مجالات استثمار المرأة في قطاعات الأعمال إيماناً منها بأن المرأة السعودية لا تقل عن غيرها في إدارة مشاريع استثمارية بملايين الريالات طالماً توافرت الضوابط الشرعية فيها بدأنا الحديث معها عن دخولها مجال العقار والذي يبدو مجالاً غريبا على أن ترتاده امرأة والصعوبات التي قابلتها فقالت: اتفق معك في أن مجال العقار من المجالات البعيدة عن مشاركة المرأة ولكن لننظر للموضوع من ناحية الأخرى ففي رأيي أن الغريب وغير المعقول أن تحتار المرأة السعودية في كيفية دخولها مجال الاستثمار في مجال العقار لعدم وجود توعية كافية لها. ويعود عدم الوجود هذا إلى سبب رئيسي يتمثل في سيطرة الرجل على القطاع العقاري ومن هنا وإذا أردنا أن نحقق هذه التوعية للمرأة فمن الأفضل والأجدر أن تقوم امرأة مثلها بدور الموجه والمرشد ولك أن تتخيلي أن ما يقرب من 70 في المائة من إبداعات البنوك هي أموال مجمدة تعود لنساء ينقصهن التوجيه والتحاور المباشر وشرح إيجابيات وسلبيات ومخاطر ومزايا الاستثمار العقاري. مما سبق وجدنا أن من المناسب أن يكون هناك قسم نسائي متكامل لتقديم كل ما تحتاجه المرأة من معلومات ودراسات في مجال الاستثمار العقاري. وعن إنشاء القسم النسائي للمجموعة ومهامه تجيب: افتتح القسم النسائي بمجموعتنا قبل حوالي أربعة أشهر وهو أول قسم نسائي تابع لمجموعة عقارية على مستوى المملكة ولذلك فنحن نعتبر أنفسنا رواداً في هذا المجال. ومن أبرز مهام القسم لدينا تزويد العميلات بخلفية مسهبة عن مشاريع المجموعة بكافة جوانبها وكيفية المشاركة فيها والاستفادة منها ومن الطبيعي فطموحنا دائماً أن نستقطب أكبر عدد من السيدات لفتح المجال أمامهن للدخول في الاستثمار العقاري وذلك بتقديم كافة السبل والتيسيرات بعيداً عن الروتين مع الاحتفاظ طبعاً بالسرية التامة لكافة العميلات سواء من حيث المعلومات الشخصية أو حجم الاستثمارات لدينا. وتتحدث عن دخول المرأة السعودية مجال الاستثمار وكيف يمكن أن نعمق روح المغامرة ونأصلها لدى سيدات الأعمال في الاقدام على خوض مجالات بات من الملح أن تقتحمها سيدة الأعمال لمصلحة المرأة في نهاية الأمر فتقول: وجود المعلومات المتكاملة والحديثة عن أي قطاع أعمال في المملكة شيء من المهم بمكان لضمان تعرف سيدة الأعمال على طبيعة القطاع التي تريد الدخول في الاستثمار فيه وأعني بذلك أنه متى ما أردنا أن نشجع الاستثمار في أي قطاع وهذا على السواء لرجل الأعمال أو لسيدة الأعمال فلابد من وجود بنك للمعلومات الاقتصادية متاح لمن يريد أن يطلع على طبيعة الاستثمار ومقدار المخاطرة فيه وعلى حد علمي فإن الهيئة العامة للاستثمار وعلى موقعها الالكتروني وفرت مثل هذا البنك ولكنه مازال بحاجة الى تعاون اكبر من قبل الجهات التي لديها المعلومات كل جهة فيما يخصها من قطاعات الأعمال لتحديث تلك المعلومات. أما عن العوائق التي ترين أنها تقف في طريق نمو وتطور مساهمة المرأة في مجال فترى أنه رغم تلك العوائق فمساهمة المرأة في مجال الأعمال تتطور وبسرعة وأن العوائق الإدارية هي العائق الأكبر وحلها سهل جداً وهو أن تنشأ أقسام نسائية في كافة الجهات الحكومية والخاصة التي تحتاجها سيدة الأعمال وتكون هذه الأقسام بصلاحيات كاملة لتسيير أمور سيدات الأعمال وهذا هو ما ينقص سيدة الأعمال في المملكة ولا يعني هذا تقديري لبعض البوادر المشجعة على هذا التوجه لدى بعض الجهات. وفي سؤال حول ما يمكن أن يوفره القطاع العقاري من الوظائف للفتيات السعوديات تقول الشبيلي: من خلال تجربتي وجدت أن لدى الفتاة السعودية إمكانيات هائلة وقدرة كبيرة على العطاء والتفاعل مع متطلبات المجتمع ولا نبالغ اذا أرتأينا أن السيدة السعودية تتفوق على مثيلاتها سواء في هذا المجال أو غيره بحكم تعليمها العالي وثقافتها المتميزة وفي اعتقادي ان القطاع العقاري يعتبر قطاعا بكرا وغير مطروق بالنسبة للسيدات السعوديات ولدي قناعة تامة بأنه متى توافرت الفرص فإنها سوف تبدع فيها وتعطي شيئا بديعا. أما إذا أردتم أرقاما فأقول: إن حجم قطاع تطوير العقار في المملكة يفوق العشرة مليارات ريال ولك أن تتخيلي من الوظائف كما ونوعا يحتاجها قطاع بهذا الحجم المالي ولذلك فان عشرات الآلاف من الوظائف سيوفرها هذا القطاع الذي يشهد نموا مستمرا وبالطبع فان جزءا منها سيذهب للفتيات متى ما توسعت فكرة الأقسام النسائية وأنا متأكدة من ذلك. وفي نهاية حديثها ترى ان ما ينقص الفتاة السعودية لتكون قادرة على الاطلاع بمسؤولياتها في العمل هو التدريب والتأهيل.