تشهد مدينة جدة مشهدًا ثقافيًا متجددًا مع تزايد إقبال الفتيات على تعلم العزف على الآلات الموسيقية، غير أن ارتفاع أسعار المراكز التدريبية، التي تصل إلى 1500–2000 ريال، أصبح عائقًا رئيسيًا أمام شغف الكثيرات، ورغم الرغبة المتزايدة لدى جيل جديد من السعوديات في التعبير عن الذات وتوسيع آفاقهن الفنية، فإن محدودية المراكز المتخصصة وارتفاع التكلفة يدفع بعضهن للانتظار أو اللجوء إلى مدربين خاصين بكلفة أعلى. آراء الفتيات تقول فاطمة سعيد إن فكرة أن يكون هناك مكان تتجمع فيه الفتيات لتعلم العزف على الآلات الموسيقية جعل الكثير يتوافد على تلك المواقع، والتي تكون داخل معاهد الموسيقى والاستديوهات الخاصة، حيث تصدح أصوات البيانو والكمان والعود، وتلتقي فتيات من أعمار مختلفة، بعضهن بدافع الهواية وأخريات بحثًا عن مسار أكاديمي أو احترافي. وتوضح سارة العمري، طالبة جامعية في العشرين من عمرها، أنها بدأت تعلم العزف على الكمان منذ عام واحد فقط، وتصف التجربة بأنها تفتح أبوابًا جديدة للخيال وتمنح شعورًا عميقًا بالسلام الداخلي، وتضيف أن الموسيقى لم تعد ترفًا، بل وسيلة للتواصل والتعبير عن المشاعر، وترى أن هذا المجال أصبح أكثر تقبلاً من المجتمع، مؤكدة أن أسعار المراكز مرتفعة تصل إلى 1500 ريال، وطالبت بزيادة عدد المراكز حتى لا يقتصر الأمر على مركز أو مركزين. مراكز تدريب متنامية تشير المدربة، رنا محمد، من أحد مراكز تعليم العزف إلى أن جدة شهدت في السنوات الأخيرة افتتاح عدد من المراكز الموسيقية المرخصة، إضافة إلى دورات تقيمها جمعية الثقافة والفنون، هذه المراكز تقدم برامج متنوعة لتعليم العزف على البيانو والعود والكمان والجيتار وحتى الغناء، كما أنها لا تقتصر على التدريب فقط، بل تتيح للطالبات المشاركة في حفلات وعروض موسيقية، مما يعزز الثقة بالنفس ويصقل المهارات. شغف متجذر ومستقبل واعد يؤكد المدرب الموسيقي، ناصر فهد، أن اهتمام الفتيات بالعزف على الآلات الموسيقية يعكس وعيًا متزايدًا بقيمة الفن كجزء من الهوية الثقافية، فالموسيقى أداة حضارية تصنع فرقًا في شخصية الفرد، وتمنح الفتيات وسيلة راقية للتعبير عن أحلامهن وطموحاتهن، ومع دعم الجهات الثقافية الرسمية وازدياد الأنشطة الفنية في المملكة، يبدو أن جدة ماضية نحو ترسيخ مكانتها كحاضنة للمواهب الشابة، حيث تصدح ألحان الفتيات بأحلام جديدة وملامح مشهد فني متجدد. معاهد متخصصة توضح المتدربة، سمر أحمد، أن المراكز الحالية لا تغطي أعداد المقبلين على تعلم الموسيقى، لذلك تضطر بعض المراكز لاستقطاب عدد محدود فقط، بينما يبقى الباقون في قائمة الانتظار، وتضيف أن الفتيات اللاتي لا يجدن مقعدًا يلجأن إلى التعاقد مع مدرب خاص بمقابل مالي قد يصل إلى 2000 ريال لجميع الجلسات التدريبية. التحديات أكد عدد من الهواة أن هناك تحديات تواجه الراغبات في تعلم العزف، أبرزها قلة المعاهد المتخصصة، مما يرفع من أسعار التدريب، كما أن قلة عدد المدربين وارتفاع الطلب يضاعف من صعوبة الحصول على فرصة للتعلم، وطالبوا بإدخال تعليم العزف على الآلات الموسيقية في المدارس من باب الترفيه وتنمية المواهب. إقبال واسع للفتيات في جدة على تعلم الموسيقى رغم التحديات. المراكز الموسيقية تقدم برامج متنوعة وفرصًا للمشاركة في العروض. محدودية المراكز المتخصصة تفرض قوائم انتظار طويلة. الفتيات يلجأن أحيانًا إلى مدربين خاصين بكلفة مرتفعة. دعوات لإدخال تعليم الموسيقى في المدارس لدعم المواهب. ارتفاع أسعار التدريب على العزف لتصل بين 1500–2000