بقلوب يعتصرها الحزن، ووجدانٍ ينوء بفقد الأحبة، نودع الصحفي القدير والزميل العزيز سعود بن سلطان العتيبي، الذي ترك الدنيا مخلفًا أثرًا لا يُمحى، وسيرةً معطّرة بالصدق والوفاء. كان – رحمه الله – يعرّف نفسه بعبارة موجعة: «أنا من ضيّع في الإعلام عمره»، لكنها في حقيقتها شهادة عشق وإخلاص لمهنةٍ نذر لها حياته، فكان القلم رفيقه، والصدق دليله، والبحث عن الحقيقة رسالته، كتب في مجلة اليمامة وصحيفة الرياض، فترك وراءه صفحاتٍ تنبض بالحكمة، وكتاباتٍ تستضيء بها الأذهان. ولم يكن الإعلام وحده عالمه؛ بل كان الأدب والشعر غذاء روحه وسر ألقه. حفظ عيون القصائد، وردّدها في مجالسه بعذوبة لسانٍ وألق بيانٍ، يُبهج جلساءه ويؤنسهم، يفتح أمامهم نوافذ على الجمال والمعرفة، وكان في عشقه لنادي الهلال مثال المحب الوفي؛ يراه بابًا من أبواب الفرح، ومتنفسًا لبهجة الروح، وسلوة في زحمة الحياة. رحل سعود، لكن بقي صوته حاضرًا، وحديثه العذب في المجالس يتردّد، وبقيت ابتسامته المضيئة تروي القلوب، وسيرته الطيبة تظلّلها بظلال الوفاء. رحمك الله يا أبا طلال، وغفر لك، وأسكنك فسيح جناته مع الأبرار والصالحين، وجعل ما قدّمت من كلمةٍ صادقة وعملٍ نافعٍ في ميزان حسناتك. وإنا لله وإنا إليه راجعون.