* خلطة"الذكاء الثاقب، وعمق الإحساس، والحضور الطاغي" تشع من بين عينيها الساحرتين، والحيوية الناطقة ترسم ظلالًا لامعة على جبينها، وحب الحياة يتملكها تمامًا، وشغفها المتدفق بالعيش في أحضان السعادة يدفعها لطرد الروتين وتغيير البرامج والبحث عن لحظات بهجة عابرة مع أنها تُضفي نكهة لا تقاوم في كل مكان تدخله، وما إن تخرج من باب إلا ويبقى عطر بريقها الفواح مقيمًا بالمكان، فيرتوي الجميع دهشة على يد غصن جمال لادن ريان . * عندما رن الهاتف لتخبره أنها داخل العربة تنتظره على ناصية شارع منزله المزدحم بالسيارات والمحلات التجارية بضاحية (الدقي) بالقاهرة لم يكن يعلم أن الدهشة دخلت الشارع من أوسع الأبواب، هبط من أعلى البناية الناصية التي يسكن فيها بتأنٍ، في الوقت الذي كان فيه معدل سعادة الشارع يرتفع بنسبة قياسية. قد تسأل نفسك، هل الشوارع تشعر بالبهجة عندما يدخلها سلاطين الجمال؟ سؤال تختلف إجابته بين الفلاسفة والأدباء، ولكن المؤكد تمامًا بالنسبة له أن شارع (يثرب) الذي يقطنه كان ليلتها ينتشي طربًا، ويرقص فرحًا، وكأنما لم تطأ ترابه أقدام زائر من قبل. فضلًا لا تندهشوا من قوله هذا طالما أنه لم تكتحل عيونكم برؤيتها، ولم تسمعوا دقات قلب الشارع وفاء لهذا السحر الأخاذ شكلًا وروحًا ومضمونًا و(الشوارع لا تخون). هل كان شارع منزله (خفيفًا) أكثر من اللازم عندما ازدادت- عند مقدمها- دقات قلبه على عجل؟؟ سؤال يجيب عليه بلا تردد:"ليس دفاعًا، ولكني لا أظن أن شارعنا (خفيف ولفيف) إنما الزائرة من أصحاب الوزن الجمالي (الثقيل).. زائرة من النوع الذي تنتظرها الطرقات لتفخر بها وتضعها قلادة ماس تباهي بها المارة". تحرك نحوها لتصافحه، بينما تجمدت الدماء في عروق المباني، قبل أن تمد كفها للسلام، كانت الابتسامة تشكل لها وفد مقدمة رفيع. ثقتها بنفسها تبدو واضحة في زيها الأسود الكامل ونظراتها الثاقبة ودوزنة نفحاتها، وإيقاع خطواتها. تتحرك نحوه في رشاقة وتناسق، تمشي على خطى الكبرياء، تعلو هامتها حتى تحسب أنها ستخترق طيات السحاب، ويخيل لك أنها ستطبع قبلة على عنان السماء، فيا لها من أنثى تضيء النوافذ أمام بصرك وإحساسك وهمسك وسرك وبوحك، وتفتح الأبواب مشرعة أمام حلمك وأملك وطموحك، وتقتحمك بلا استئذان حتى تمتلك حواسك ونبضك وروحك. * لو رآها مصور محترف حينها لاعتبرها (لوحة العمر) الفوتوغرافية، فالحُسن عنوان المكان، وجمالها الباذخ يخطف الانتباهة، ويحتل الوجدان، يا ترى من قال لها إن الزي الأسود الكامل يمثل عيدًا للمصورين؛ إذ إنه يساعد في تجنبهم تشتيت الضوء؟؟ بربكم من قال للبنت التي شعت ألقًا أن هذه (اللبسة الفريدة) تمثل عنوانًا للثقة والقوة والرشاقة والجاذبية والأناقة الفورية ؟؟ من أخبرها أن ما ترتديه كان يشير لهيبتها و(غموضها) في آنٍ واحدٍ، بينما (الواضح) أن الأجواء عمومًا في ذلك اليوم على موعد مع حضور شامخ. * كثيرة هي الأحداث التي وثقتها عدسة الخاطرة، ولكنه ينوي التوقف هنا ليعود لاحقًا للحديث عن وجود (أنثى مهرجان) داخل حفل غنائي، وحكاوي سمر برفقة صديقاتها، وتداعيات يوم أسدل ستاره ليستقبلوا اليوم التالي معًا، وهي تشرق هناك بشارع موازٍ في موقع ليس بعيدًا عن ذلك المكان، لتخرج مضيئة تنافس الشمس بريقًا، وتعيد للذهن رائعة د. معز عمر بخيت: قبل الشمس شروقك بطلع وشمس الدنيا تقيف ترجاك وأنت الشمس العالي مقامها وأنت ريان أيامنا هواك نفس أخير * روح تضمد الجراح، وللعطر افتضاح.