- الرأى - رؤي مصطفى - الرياض : أقام نادي وسم الثقافي، بالشراكة الأدبية، مساء أمس، أمسية شعرية بعنوان «قصاصات المطر»، أحياها الشاعر عبدالوهاب الفارس، وذلك في مقهى السبعينات بمدينة الرياض، وسط حضور ثقافي لافت جمع مهتمين بالشعر والكتابة والتجربة الجمالية. لم تكن الأمسية مجرد قراءات شعرية متتابعة، بل جاءت بوصفها لحظة إنصات جماعي للنص، حيث بدا الشعر كأداة تأمل في معنى الإنسان وعلاقته بالزمن والذاكرة. قدم الفارس نصوصًا اتكأت على لغة مكثفة وصور مفتوحة الدلالة، جعلت من «المطر» رمزًا فلسفيًا يتجاوز دلالته الطبيعية، ليغدو استعارة للتطهير، والانتظار، وبدايات المعنى الأولى. وتحركت القصائد بين الذاتي والإنساني، وبين الحنين والسؤال، في إيقاع هادئ أتاح للمتلقي أن يكون شريكًا في بناء المعنى، لا مستمعًا عابرًا. وقد أسهم هذا التواشج بين الشاعر والجمهور في خلق حالة ثقافية خاصة، اتسمت بالتفاعل والقراءات التأملية التي أعقبت النصوص. وتأتي هذه الأمسية ضمن برنامج نادي وسم الثقافي الذي يحرص على تقديم الشعر بوصفه فعلًا معرفيًا وجماليًا، ومساحة حوار فلسفي مع اللغة والوجود، بما يعزز حضور المشهد الأدبي، ويعيد الاعتبار للأمسيات الثقافية كجسر حي بين النص والمتلقي.