ما تزال ميليشيا حزب الله في لبنان تواجه مآزق سياسية ومالية وعسكرية، وذلك بعد بدء فرض العقوبات الأميركية على إيران التي بدأت بالتراجع في سورية ومحاصرتها في اليمن والانتفاضة ضدها في العراق، ولم يبق لها سوى الساحة اللبنانية للضغط عليها، وذلك بالتزامن مع بركان التظاهرات والغضب الشعبي ضد سياساتها وتدخلاتها الخارجية، التي لم تنتج سوى الفقر والعوز للشعب الإيراني. اللعبة النهائية يرى المراقبون أن إيران باتت تدرك أن لعبتها النهائية هي لبنان، ومن أجل ذلك، توعز إلى «حزب الله» بالتصلب وعدم القبول بحلحلة عقد التشكيل ومساعدة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على تجاوز أزمة التشكيل، فالحزب إلى جانب الحليف «التيار الوطني الحر» يرفع معارضاته للحصول على ثلث معطل في الحكومة، ويصر على تمثيل درزي وسني من فريقه لتكبير حصة فريق 8 مارس، وعدم السماح لحزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، بالحصول على حصة توازي الحجم التمثيلي لهما الناتج عن الانتخابات النيابية الأخيرة. وأوضح المراقبون أن هذه الخطوات تدفع نحو إعادة الانقسام اللبناني إلى ما كان عليه قبل التسوية الرئاسية، أي الانقسام بين فريقين سياسيين هما 8 و14مارس، بعد إصرار الحريري على تمثيل عادل «للقوات» و»الكتلة الجنبلاطية»، لا بل ورفض لعبة الفصل بين حصة رئيس الجمهورية، وتكتل لبنان القوي، والوقوف بوجه تشكيل حكومة أكثرية والاتجاه إلى حكومة مناصفة.
الاهتمام بالشأن الداخلي وفق المصادر المطلعة فإن حزب الله سيضعف تأثيره بعد التفاهمات الدولية، وسيفقد من هيبته الإقليمية وسيضع حدا لتدخلاته، وهو ما بدأ يظهر في إعادة بوصلته إلى الاهتمام بشؤون لبنان الداخلية ومنها شعارات محاربة الفساد والالتفات إلى الأوضاع المعيشية والخدماتية في مناطق هيمنته، والقيام بتغيرات في وضعه التنظيمي بشكل يتماشى مع المرحلة الجديدة. وأشارت المصادر إلى أن الحزب سيفقد المبادرة، لاسيما وأن الدعم الإيراني له ماليا لن يكون كما هو الحال عليه سابقا، رغم أنه جرى تخفيضه مرات عدة، لكن في ظل التطورات الحالية، حتى الدعم السياسي سيكون من الصعب الحصول عليه. وتلفت المصادر إلى أن قوة حزب الله العسكرية في ضمور، فهناك خسائر له تقدر بمئات ملايين الدولارات دمرتها إسرائيل في قاعدة «تيفور»، ومجموعة القواعد العسكرية الإيرانية التابعة للحرس الثوري ولحزب الله، الذي فهم طبيعة الرسالة من الصمت الروسي والدولي على الغارات الإسرائيلية على مواقعه في سورية.
تعنت حزب الله في وقت يتهم «حزب الله» بأن من يعوق تشكيل الحكومة دول إقليمية تضغط على الحريري، إلا أنه من الواضح أن من يضغط هي إيران، بعد المتغيرات في المنطقة، فالحزب ينتظر إلى ما ستألو عليه الأمور لاحقا، بعد تحجيم الدور الإيراني في سورية، وسيتبع ذلك تقليص تأثيرها في الملفات الإقليمية الأخرى، بدليل المطالبة بسحب حزب الله من الحدود بين لبنان وسورية، لنشر الشرطة الروسية في هذه المنطقة. وتتوقع مصادر أن حزب الله سيتجه إلى التشدد أكثر في رفض أي تشكيلة حكومة يقدمها الحريري، وهو يزيد من شروطه، ليس فقط للهيمنة وإنما خوفا من مستقبله بعد التغيرات في المنطقة، فأي حكومة جديدة ستطرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي تعني وضع سلاحه على طاولة الحوار، وإذا لم يكن ممسكا بقرار الحكومة عبر ثلث معطل، فهو لن يستطيع التهرب من قرارات تطاله أو الدفع نحو تحالفات إقليمية في المحور السوري الإيراني، خصوصا وأن لبنان التزم خلال مؤتمرات الدعم، وبعد الانتخابات النيابية ببحث الاستراتيجية الدفاعية ومعالجة سلاح حزب الله.
ملفات حاسمة يتوجس منها الحزب 01 مصير السلاح والتدخل في سورية
02 المصارف والأموال التابعة له 03 تراجع التمويل الإيراني نتيجة العقوبات 04 خفض الدعم السياسي الإقليمي
الخطوات المتوقعة من الحزب التشدد ورفض الخروج من سورية رفض تشكيلات الحريري الحكومية جمع المزيد من التمويلات الشعبية التركيز على الشأن الداخلي برفع شعارات محاربة الفساد