تُوُفِّي زوج أم محمد من قرية الكلابية في الأحساء، في بداية عقدها الثالث، وقد تحلت بالصبر والجلد وربت بناتها الخمس من خلال عملها على بسطتها في السوق الشعبي منذ عشرين عاماً، في مجال حياكة الصوف. حادث سير تقول أم محمد: «تُوُفِّي زوجي في حادث سير، وترك لي مسؤولية خمس بنات، ولم يترك لنا عائداً مادياً، فقد كان يعمل مزارعاً أجيراً، وأحمد الله أن منزلنا الذي نسكنه إرث من والده، وقد كنت أتقن حرفة الخياطة وحياكة الصوف، وبدأت بالعمل فيها عملاً متواصلاً وبيعها في الحارة بالبداية، حتى اقترحت عليّ إحدى جاراتي البيع في السوق الشعبي، وقد استطعت عن طريقها تربية بناتي الخمس، وزوجت أربعاً منهن بعد أن أتممنَ تعليمهن، وبقي لدي ابنتي الصغيرة التي تدرس في الكلية حالياً وتساعدني في عملي». أحب عملي وأضافت «رغم أن اثنتين من بناتي قد توظفتا وطلبتا مني التوقف عن عملي؛ لأرتاح، إلا أني أحب عملي وبسطتي التي أصبحت جزءاً من حياتي، وتشير أم محمد إلى أنها واجهت في البداية مصاعب كثيرة، منها نظرة المجتمع، والتوفيق بين رعاية خمس بنات والعمل، ولكن الصبر والإرادة يهزمان أقوى المصاعب، وأشارت إلى أن من الأزمات التي مرت عليها وما زالت تذكرها هي حريق السوق الذي وقع قبل عدة سنوات، حيث ألحق بها بعض الخسائر هي وزميلاتها في السوق، ولكنهن كن يداً واحدة وعوضنّ الخسارة.