استشهد وأصيب عدة فلسطينيين جراء غارات نفذها جيش الاحتلال على مناطق متفرقة في قطاع غزة، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وتعد هذه الغارات أولى الخروقات الإسرائيلية المسجلة منذ إتمام صفقة تبادل الأسرى الأخيرة. وأكدت مصادر محلية أن الغارات أدت إلى دمار جزئي في المباني والبنية التحتية، فيما هرعت فرق الإسعاف والطوارئ لتقديم الإسعافات الأولية ونقل الجرحى إلى المستشفيات، وسط حالة من الذعر بين المدنيين. ويأتي هذا القصف في سياق استمرار الهجمات الإسرائيلية على المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ما يفاقم معاناة السكان ويزيد التوتر في المدينة. وفي خامس أيام اتفاق وقف إطلاق النار، وبعد مرور 735 يوما من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أفادت تقارير إسرائيلية بأن الاتفاق لم يحدد عدد جثامين الأسرى الإسرائيليين التي ستُعاد في اليوم الأول من عملية التبادل، وذلك ردا على تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي زعم أن حماس لم تلتزم بتسليم الجثث التي تحتجزها. طواقم الإنقاذ تستخرج أكثر من 250 جثمانًا منذ وقف العدوان في أول خرق يسجل منذ سريان الاتفاق، فتح جيش الاحتلال، فجر أمس، نيرانا كثيفة من آلياته المتمركزة في محيط منطقة الشاكوش شمالي مواصي رفح، بالتزامن مع تحليق منخفض لطائرات الاستطلاع، كما شهد حي الشجاعية شرق غزة قصفا مروحيا مكثفا. ورغم هذه الخروقات، بدأت مؤشرات انفراج جزئي تظهر في القطاع، مع دخول أولى شاحنات المساعدات الإنسانية تنفيذًا لبنود الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة الماضية. ويأتي ذلك بعد أكثر من عامين من الحصار الخانق والحرب المدمرة التي دفعت سكان غزة إلى حافة الجوع وانهيار الأوضاع المعيشية. وقال المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، إن الوقت حان ل"السماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى قطاع غزة"، واصفا تبادل الأسرى والمحتجزين ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق بأنه "بصيص أمل بعد أكثر من عامين من الظلام". وفي الضفة الغربيةالمحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال منازل عدد من الأسرى المحررين، وأزالت صور الشهداء والأسرى من ضاحية شويكة في طولكرم، في خطوة اعتبرها ناشطون خرقًا سياسيًا ومعنويًا للاتفاق. وبموجب الاتفاق، أفرجت حماس عن 20 أسيرا إسرائيليا، مقابل إفراج إسرائيل عن 1968 أسيرا فلسطينيا، بينهم 154 أسيرا تم نقلهم إلى مصر تنفيذا لقرارات الإبعاد. وفي مدينة شرم الشيخ المصرية، اختتمت القمة الدولية التي شهدت مراسم توقيع اتفاق إنهاء الحرب، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أكد أن "الاتفاق سيصمد" بموجب الخطة التي طرحها لإنهاء الحرب على غزة. وتنص خطة ترمب على أن المرحلة الأولى، التي تشمل إعادة تموضع القوات الإسرائيلية، والإفراج المتبادل عن الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية، تمهد تلقائيا للمرحلة الثانية، التي ستتناول ملفات الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وسلاح المقاومة، ومستقبل حماس، إضافة إلى شكل الحكم في اليوم التالي للحرب وملف إعادة الإعمار. 9 شهداء أعلنت مصادر طبية أن حصيلة الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع، الليلة الماضية بلغت تسعة شهداء. وأوضحت المصادر أن ستة شهداء وصلوا إلى مستشفى المعمداني، وثلاثة شهداء إلى مستشفى ناصر، فيما لم تُسجَّل حالات في مستشفيات الشفاء، الأقصى، والعودة. وبيّنت أن من بين الشهداء سبعة استشهدوا أمس، واثنين متأثرين بإصابات سابقة. وفي السياق، انتشلت فرق وطواقم الإنقاذ أكثر من 250 جثماناً منذ وقف العدوان، بعضها كان في الشوارع، حيث تواجه الطواقم عجزاً كبيراً في المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص تحت الأنقاض. كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن جاهزية طواقمها الطبية من خلال لجنة إدارة جثامين الشهداء، لاستلام الجثامين المتوقع الإفراج عنها من قبل سلطات الاحتلال، مؤكدة أن فرق الطب الشرعي والإسعاف والطواقم التمريضية والفنية جاهزة لإتمام عمليات الاستلام والفحص والتوثيق والتسليم إلى ذوي الشهداء، بما يليق بقدسية الموقف وكرامة الشهداء الأبرار. وشددت الوزارة على أن كوادرها تواصل أداء واجبها الإنساني والمهني رغم الظروف القاسية والإمكانات المحدودة، وفاءً لرسالتها في حفظ كرامة الإنسان حياً وشهيداً. 15 ألف حالة حذرت منظمة الصحة العالمية من تدهور الوضع الصحي في قطاع غزة، مؤكدة أن أكثر من 15,600 مريض بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل لتلقي العلاج خارج القطاع. وأوضحت المنظمة أن أكثر من 15 ألف شخص بترت أطرافهم جراء الحرب الأخيرة، داعية إلى تعزيز مراقبة تفشي الأمراض والفيروسات نتيجة تردي الوضع الصحي والبنى التحتية المتضررة. وشددت الصحة العالمية على ضرورة إعادة فتح الممرات الطبية إلى خارج قطاع غزة، لضمان وصول المرضى إلى مراكز العلاج المتخصصة وتوفير الرعاية الطبية الطارئة، محذرة من تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في حال استمرار الإغلاق والتأخير في تقديم الدعم الطبي. 70 مليار دولار قال برنامج الأممالمتحدة الإنمائي إن تقديرات تكلفة إعادة إعمار غزة تصل إلى 70 مليار دولار. وأوضح البرنامج في بيان له أمس، أن التقديرات تشير إلى وجود ما لا يقل عن 55 مليون طن من الأنقاض في غزة. وأضاف "لدينا مؤشرات جيدة للغاية بشأن تمويل إعمار غزة". وذكر أن 425 ألف وحدة سكنية تضررت أو دمرت بشكل كامل في قطاع غزة، جراء الحرب. وتوقع البرنامج أن يتم اكتشاف جثث كثيرة خلال عملية إزالة الحطام في القطاع. وأكد أن تعافي قطاع غزة مسار طويل ومعقد، ويحتاج إلى وقت كبير وجهود دولية منسقة تشمل إعادة البناء والبنية التحتية والخدمات الأساسية. وشدد البرنامج الأممي على ضرورة بدء العمل في إطار خطة شاملة ومستدامة. ثمانية آلاف مستوطن يقتحمون ساحات المسجد الأقصى نقص مستلزمات الإيواء قال مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا، إن هناك عشرات شاحنات المساعدات لا تزال تنتظر الدخول عبر معبر كرم أبو سالم. وأكد الشوا في تصريح صحفي، أمس، أن مستلزمات الإيواء لم تدخل بعد إلى قطاع غزة، رغم الحاجة الملحة لها، خصوصًا في ظل دمار واسع طال آلاف المنازل. وأشار إلى أن الركام المنتشر في مدينتي غزة وخانيونس يعيق بشكل كبير جهود الإغاثة، ويحد من قدرة الطواقم على الوصول إلى المتضررين وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم. وعلى مدار سنتين من الإبادة الجماعية، منعت "إسرائيل" دخول الغاز والوقود إلى الفلسطينيين في قطاع غزة. ويستثنى من ذلك كميات محدودة جدا وصلت خلال فترة الهدنة في يناير الماضي، وكميات شحيحة لمؤسسات دولية لتوزيعها على قطاعات حيوية منها المستشفيات والمخابز. إسرائيل تلاعبت بالصفقة قال الرئيس السابق لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، قدورة فارس، إن إسرائيل، "اتبعت نفس التقاليد البائسة التي تطبقها على كل اتفاق؛ كانت هناك مجموعة من الأسرى من المفترض إطلاق سراحهم إلى فلسطين، إلى رام الله، إلا أن إسرائيل تُبعدهم خارج فلسطين، وهذا دليل على أن إسرائيل، كعادتها، لا تحترم الاتفاق". واعتبر فارس، في تصريح صحفي له، أن إسرائيل "استعجلت مبادرة ترمب بشأن غزة، وأن بعض القضايا لم تُناقش بالقدر الكافي، وأن هناك تساؤلات كثيرة حول ترتيبات غزة"، وأن "إسرائيل كعادتها، تتحين الفرصة باستمرار لانتهاك الاتفاقات والتلاعب". ووصف فارس عدم الإفراج عن شخصيات مثل مروان البرغوثي، وأحمد سعادات، بأنه "خطأ كبير"، مشددًا على أن إسرائيل "تدرك جيدًا الدور المهم" الذي يمكن أن يقوم به الأسرى المستبعدون "لا سيما في استعادة وحدة الشعب الفلسطيني، إذا أُطلق سراحهم من السجن". وذكر فارس أن "مبادرة ترمب" تضمنت إطلاق سراح 250 سجينًا فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، لكن هناك 300 فلسطيني في السجون الإسرائيلية بهذه الأحكام". وأوضح أن "أول ما خطر ببال إسرائيل هو كيفية عدم إطلاق سراح مروان البرغوثي، وأحمد سعادات، وإبراهيم حامد، وجمال أبو الهيجاء، وعبدالله البرغوثي". ولفت إلى وأنه "عند إبرام أي صفقة، تدرس إسرائيل البنود التي ستنتهكها، بمعنى آخر، لديهم نية مسبقة لانتهاك الاتفاقات، ولديهم قدرة عالية على التفاوض على التفاصيل". اقتحام الأقصى اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، صباح أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، برفقة مجموعات من المستوطنين، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وبذلك وصل إجمالي عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى خلال أيام "عيد العرش" اليهودي إلى نحو 8 آلاف مستوطن، فيما اقتحم بن غفير المسجد مرتين خلال هذا العيد، ليصل مجموع مرات اقتحامه منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 11 مرة، و15 مرة منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية. ورافق بن غفير في الاقتحام كل من بنتسي جوبشتن مسؤول تنظيم "لهاڤا" والصحافي أرنون سيجال، الذين نفذوا جولات استفزازية في ساحات المسجد لما يقارب نصف ساعة. وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن الاقتحام تم من جهة باب المغاربة، في آخر أيام "عيد. العرش". وأكدت مصادر مقدسية أن عدد المقتحمين هذا العام ارتفع بنسبة 24% مقارنة بالأعوام السابقة، ما اعتبره مراقبون تصعيدا خطيرا وأكبر اقتحام في تاريخ موسم الأعياد التوراتية. ويأتي هذا الاقتحام في إطار الدعوات المتطرفة لتكثيف الاقتحامات خلال الأعياد اليهودية، وسط تحذيرات فلسطينية من محاولات فرض واقع جديد في الأقصى. وشهدت المدينة خلال العيد انتهاكات واسعة، منها: تقييد دخول المصلين الفلسطينيين، نشر الحواجز، منع دخول الحراس، وإبعاد المرابطين، فيما أدى المستوطنون طقوسهم التلمودية داخل المسجد وخارجه، ورفعوا قرابين نباتية في محيط البلدة القديمة. ويستمر عيد العرش لمدة سبعة أيام، ويعد مناسبة لدى المستوطنين لتكثيف الاقتحامات للأقصى، خاصة مع الدعم الذي تقدمه وزارات وجمعيات استيطانية لهذه الاقتحامات. في سياق متصل أطلقت مليشيات المستوطنين أمس، برفقة جنود الاحتلال النار واحتجزت عددًا من الأهالي في قرية دوما جنوبي نابلس بالضفة الغربيةالمحتلة. واقتحمت مجموعات من المستوطنين المسلحين قرية دوما جنوب نابلس، بمرافقة جنود الاحتلال الإسرائيلي، وأطلقت النار باتجاه منازل المواطنين. وأفادت المصادر بأن الاعتداء تخلله احتجاز عدد من الأهالي في المنطقة، وسط اعتداءٍ عليهم. وشوهدت قوات الاحتلال وهي تؤمّن تحركات المستوطنين خلال الاعتداء، فيما سُمع إطلاق النار في أكثر من موقع داخل القرية. وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة اعتداءات متكررة ينفذها المستوطنون في قرى جنوب نابلس تحت حماية قوات الاحتلال. وانطلقت دعوات فلسطينية واسعة، للتصدي لإرهاب المستوطنين واعتداءاتهم المتصاعدة بالضفة الغربية. كما ناشد أهالي قرية المغير شرق رام الله جميع الشباب والأحرار بالتوجه الفوري إلى منطقة الخلايل، للتصدي لاعتداءات المستوطنين التي تستهدف عائلة أبو همام. وأفادت مصادر محلية أن قطعان المستوطنين اقتحموا المنطقة صباح أمس، واعتدوا على أفراد العائلة، وسكبوا مياه الخزانات على الأرض، في اعتداء همجي متواصل. وأكد الأهالي أن الاعتداء ما زال مستمرًا حتى اللحظة، وسط محاولات المستوطنين الاستيلاء على أراضٍ زراعية تابعة للعائلة، في ظل حماية من قوات الاحتلال. وتتعرض منطقة الخلايل بشكل متكرر لهجمات المستوطنين، ضمن سياسة تهدف إلى تهجير الأهالي والسيطرة على أراضيهم الزراعية. الدمار يعم غزة بعد عامين من الحرب المتطرف بن غفير يقتحم الأقصى