عرب رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون عن أمله في أن تلتزم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية المستمرّة ضدّ لبنان ليبدأ مسار التفاوض. وقال الرئيس عون خلال استقباله وفد جمعية الإعلاميين الاقتصاديين الاثنين، إن "إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر". وأضاف "طالبنا مراراً بتدخل أميركي وفرنسي لكنها لم تتجاوب. والآن نأمل أن نصل إلى وقت تلتزم فيه إسرائيل بوقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لأن هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب ألا نعاكسه". وأكد رئيس الجمهورية أنه سبق للدولة اللبنانية أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية وأممية،" ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة "اليونيفيل" في الناقورة"، وتساءل، "ما الذي يمنع أن يتكرَّر الأمر نفسه لإيجاد حلول للمشكلات العالقة؟" ورداً على سؤال عما إذا كان لبنان في خطر قال رئيس الجمهورية "لبنان ليس في خطر إلا في عقول بعض الذين يتخذون مواقف نقيض الدولة"، مشيراً إلى أن "كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية، ووزير الاقتصاد يتوقع نمواً قد يصل إلى 5 % آخر السنة". وعن الانتخابات النيابية المقبلة، قال الرئيس عون "إن دور رئيس الجمهورية هو السهر على تأمين إجراء الانتخابات، وأنا مصرّ على إجرائها لأنه استحقاق دستوري"، لكن وفق أي قانون، فالأمر متروك لمجلس النواب الذي له دور أساسي ويجب أن يلعبه". وعن مسألة حصر السلاح، قال الرئيس عون "السلاح ليس الأساس... بل النية في استعماله هي الأساس، ذلك أن الذخيرة مثل الدواء لها عمر وفعالية، ومتى تجاوزت العمر المقدر لها تصبح خطرة على من يقتنيها"، معتبراً أن "المهم هو نزع وظيفة السلاح، وهذه مسألة تأخذ وقتا وليس على قاعدة "كوني فكانت". ونفى الرئيس عون رداً على سؤال، أن "تكون المساعدات التي وافق عليها الكونغرس الأميركي والتي تبلغ 190 مليون دولار للجيش و40 مليون دولار لقوى الأمن الداخلي، مرتبطة بمسألة سحب السلاح". وأوضح أنه "لا مساعدات مالية بالمعنى المباشر، بل شراء أسلحة وآليات وتجهيزات تسلَّم إلى الجيش وقوى الأمن". وقال "إننا نراهن على انعقاد المؤتمر الذي سيخصص لدعم الجيش والقوات المسلحة الذي لم يحدّد مكانه بعد. لكن الثابت هو وجود قرار بمساعدة الجيش، وهناك تقدير كبير لدوره وللمهام التي يقوم بها". إلى ذلك، قال قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، إن المؤسسة العسكرية هي الضامن لوحدة البلاد. واعتبر هيكل خلال تفقّده قيادة لواء المشاة العاشر بلدة كفرشخنا في شمال لبنان أن أمن لبنان:" مُصان بفضل احتراف العسكريين وصلابتهم وعزيمتهم وإصرارهم على أداء الواجب عن قناعة وإيمان رغم صعوبة المرحلة الحالية". ولفت قائد الجيش إلى تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على المواطنين، واستهدافه الممتلكات والمنشآت المدنية، وآخرها في منطقة المصيلح في الجنوب، مشيرًا إلى أن هذه الاعتداءات تتسبب بسقوط شهداء وتُخلّف أضرارًا مادية كبيرة، وتمثل تهديدًا مستمرًا للبنان، وخرقًا فاضحًا للقوانين الدولية واتفاق وقف الأعمال العدائية. وشدّد قائد الجيش على أن "الجيش يجسد الأمان بالنسبة إلى المواطنين وأنه لن يتوانى عن تقديم التضحيات من أجل خلاص لبنان" متوجهاً للعسكريين بالقول "لكل منكم دوره الأساسي في استمرار الجيش الذي يتولى مهمات جسام ونوعية في الداخل وعلى امتداد الحدود، فلا مجال أمامنا للضعف أو التهاون".