تُعدّ الكلمة الطيبة طاقةً إيجابية عظيمة الأثر، قادرة على انتشال الإنسان من حافة السقوط ورفعه إلى قمم العطاء والنجاح ، فهي تزرع في النفس الأمل، وتمنح التقدّم، وكأنها جسرٌ يعبُر به الإنسان فوق العقبات نحو أهدافه بثقة وسلام. لقد أولى ديننا الإسلامي الحنيف أهمية بالغة للكلمة الطيبة، حتى أنه جعلها صدقة، لما تحمله من أثر نفسي واجتماعي عميق، فهي تفتح القلوب، وتبث الطمأنينة، وتُعيد للإنسان ثقته بنفسه، وحين ندرك قيمة ما ننطق به من كلمات، نصبح أكثر وعيًا بتأثيرها على من حولنا، فنُسهم في بناء أجيال واثقة، مشحونة بالإيجابية، تتعامل بلطف واحترام في حياتها اليومية. ومع الأسف، باتت بعض المجتمعات تميل إلى استخدام الألفاظ الجارحة بين الأهل والأصدقاء ، ظنًّا منهم أن في ذلك دلالة على القرب والمودة، بينما يُختار أجمل الكلام للغرباء، وهذه الظاهرة، وإن كانت تبدو بسيطة، إلا أنها تنعكس سلبًا على الذوق العام والتعامل الاجتماعي، من هنا، تبرز الحاجة إلى نشر الوعي بأهمية الكلمة الطيبة عبر منابر الجمعة، والبرامج التوعوية، ووسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لتصبح ثقافة راسخة وسلوكًا يوميًا يعبر عن احترام الذات والآخرين. إن كلماتنا مسؤوليتنا، فهي ملكٌ لنا ما لم ننطق بها، فإذا خرجت من أفواهنا أصبحت سلاحًا ذا حدين؛ إما أن تبعث الأمل، أو تزرع الألم ، فلنحرص أن تكون كلماتنا بلسمًا شافيًا لا سمًّا جارحًا، وأن نغرس هذه القيمة في أبنائنا وبناتنا داخل البيت والمدرسة والمجتمع.