باختتام فعاليات معرض «إكسبو 2025 أوساكا» رسمياً في اليابان، يوجه العالم بوصلة اهتمامه صوب المملكة، التي تستعد حالياً لاستضافة معرض «إكسبو الرياض 2030»، وفيها يترقب الجميع ما وعد به سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - بأن المملكة ستقدم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ هذا الحدث العالمي، بأعلى مراتب الابتكار والإبداع. وإذا كانت فعالية «من أوساكا إلى الرياض» التي شهدتها ساحة «إكسبو أوساكا» قبل أيام أشارت إلى تسليم الراية إلى المملكة، وبدأ العد التنازلي لانطلاق إكسبو الرياض 2030، فإنها تعني في الوقت نفسه أن «معرض إكسبو» في نسخته المقبلة سيكون ذا بصمة سعودية خالصة غير تقليدية أو مكررة، تعكس دور المملكة الريادي والمحوري في العالم، وقدرتها على الإسهام بأداء دورٍ فاعلٍ وإيجابي لغدٍ مشرق للبشرية؛ من خلال تسخير أحدث التقنيات، وتفعيل الاستثمار الأمثل للفرص، وطرح الحلول للتحديات التي تواجه كوكب الأرض. ولم تكن فعالية «من أوساكا إلى الرياض» مجرد فقرة تقليدية ضمن فقرات معرض إكسبو 2025، وإنما كانت فرصة عظيمة، بلغ فيها الشغف ذروته، إذ دفع 15 ألف شخص لحضورها، للتعرف عن قرب على ملامح المجتمع السعودي، وتاريخه العتيق، وثقافته النابعة من الصحراء، وشاهدوا كيف امتزجت الفنون السعودية واليابانية في مشهد احتفالي متميز، تخللته عروض بصرية باهرة بتقنيات الليزر والهولوجرام، وفقرات فنية تفاعلية عكست روح التعاون بين البلدين وأبرزت التبادل الثقافي بينهما في أجواء من الإبداع والتنوع. ومخطئ من يعتقد أن استعداد المملكة لاستضافة إكسبو الرياض 2030 يبدأ مع انتهاء إكسبو أوساكا 2025، وإنما بدأ منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها عن اختيار المملكة لتنظيم هذا الحدث، في نوفمبر من العام 2023، ويؤكد ذلك شعار النسخة، وهو «رؤية للمستقبل» الذي يحدد مبكراً مسار اهتمام الفعاليات، ومواقع إقامتها، التي تمتد على مساحة ستة ملايين متر مربع، عبر خمس مناطق رئيسة، تسلط الضوء على موضوعات تشمل أحدث الابتكارات التقنية والتنمية الشاملة والحفاظ على البيئة. ويتزامن استضافة المملكة لإكسبو 2030 مع عام تتويج مستهدفات وخطط رؤية المملكة، وهو ما يجعل المعرض فرصة رائعة أمام المملكة لاستعراض تجربة وإنجازات رؤية 2030، وكيف نجح ولاة الأمر في إعادة بناء المملكة على مرتكزات صلبة، وأسس قوية، تنطلق منها نحو عالم مزدهر ومتطور، يلهم الدول كيف تنجح الإرادة والعزيمة في تحويل المستحيل إلى واقع ملموس.