عُقدت قمة رعاية العيون الخامسة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وروسيا، في القاهرة وضمت نخبة من أساتذة واستشاريين وأخصائيين العيون في المنطقة لمناقشة أحدث المستجدات في طب العيون وعلاج الاحتياجات غير الملباة للمرضى. ويُعد التجمع بدوره فرصة للتفاعل مع عدد كبير من أطباء العيون من مختلف التخصصات الفرعية في مكان واحد. واشتمل المؤتمر على عدد من المحاضرات وورش العمل وذلك بهدف دمج المعارف والخبرات ونقل آخر التحديثات في مجال طب العيون وذلك تحت رعاية شركة آبفي، الشركة العالمية المتخصصة في الأبحاث وتصنيع الأدوية البيولوجية، وأكد أستاذ جراحة العيون بكلية الطب، جامعة القاهرة الدكتور هاني حمزة، أن مؤتمر رعاية العيون في دورته الخامسة يُمثل قمة رائدة لعرض أحدث المستجدات في طب وجراحة العيون، وأضاف بآن المؤتمر قد ناقش الاحتياجات غير الملباة في مستوى الرعاية الحالي لمرضى الوذمة البقعية السكرية، وهي إحدى المضاعفات الشائعة لمرض السكري التي تصيب العين، وتُعد من أهم أسباب ضعف البصر وفقدانه بين البالغين المصابين بالسكري. وتُعد هذه الحالة من أبرز مضاعفات اعتلال الشبكية السكري، وهي مؤشر على تأثر الأوعية الدقيقة في العين بارتفاع مستويات السكر في الدم على المدى الطويل. وشارك أخصائي الجلوكوما في مستشفى الزهراء دبي الدكتور أحمد شبانة، في ورشة العمل بعنوان "جسور بين اختصاصيي الجلوكوما والشبكية"، حيث تناول أساليب التعاون في إدارة المرضى ذوي الحالات العينية المعقدة والمتداخلة. بالإضافة إلى ذلك، قدم الدكتور شبانة عرضاً خاصاً حول "تأثير علاج الجلوكوما على مرض سطح العين"، حيث أبرز النتائج الحديثة حول كيفية تأثير علاجات الجلوكوما المختلفة على صحة سطح العين، وأكد على أهمية استراتيجيات العلاج المخصصة لتحسين نتائج المرضى بشكل عام. أشاد استشاري طب العيون، أخصائي الشبكية والجسم الزجاجي بدبي، الدكتور عمرو فريد، بالتنظيم الكبير للمؤتمر وأهميته في نقل وتبادل الخبرات العلمية، وأكد على أهمية تصميم استراتيجيات علاجية مناسبة لإدارة الوذمة البقعية السكرية حسب الحالة المرضية لكل مريض. كما أشار إلى أهمية التدخل المبكر والتبديلات العلاجية في الوقت المناسب مما لها من دور هام في تحسين النتائج السريرية لمرض الوذمة البقعية السكرية. حيث أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في اختيار العلاج المناسب، بل في توقيته. فكل يوم تأخير في التدخل قد يعني فقدانًا دائمًا في الرؤية لدى بعض المرضى. من جانبه، أشار الأستاذ المساعد واستشاري الشبكية والجسم الزجاجي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عمرو أبو خشبة ، إلى الدور الأساسي لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين أطباء العيون في المنطقة في إدارة الوذمة البقعية السكرية. وأوضح أن ورش العمل التفاعلية التي تضمنها المؤتمر وفرت للمشاركين تجربة عملية مباشرة على أحدث الممارسات السريرية والبروتوكولات العلاجية الخاصة بالوذمة البقعية السكرية. وقد أتاحت هذه الجلسات تبادل الخبرات حول كيفية التعامل مع التشخيص وتصميم استراتيجيات علاجية مخصصة للمرضى المصابين ب الوذمة البقعية السكرية. وفي هذا السياق، رحب البروفيسور ماتياس إيجليكي، طب وجراحة العيون وجراحة الشبيكة بالأرجنتين، بالقيمة العلمية للمحاضرات التي تم نقاشها في المؤتمر مثل دور الالتهاب في التسبب في الوذمة البقعية وانسداد الوريد الشبكي، وأوضح أن التعامل مع العيون التي خضعت لاستئصال الزجاجية يفرض تحديات فنية دقيقة، لكن التطورات الحديثة في الأدوية والتحليل البصري تتيح اليوم وضع خطط علاجية أكثر دقة وفعالية.