لم يعد قطار الرياض مشروع بنية تحتية ضخم فحسب، بل تحوّل إلى عنصر مركزي في السردية الجديدة للعاصمة، سردية تتسارع فيها خطوات التحول العمراني وتتقاطع فيها الفلسفة الجمالية مع الحياة اليومية، وفي نسخة هذا العام من احتفال «نور الرياض»، بدأت خطوط القطار ومسارات الضوء تشترك في مهمة واحدة هي إعادة تعريف علاقة الإنسان بالمدينة عبر الحركة والاتصال والدهشة. ومنذ اللحظة الأولى، كان شعار «في لمح البصر» تعبيرًا دقيقًا عن هذا التلاقي بين النقل والفن؛ فالمدينة التي تتحرك بإيقاع سريع لم تعد تفصل بين العبور المادي والتجربة الحسية، بل بات الزمن نفسه جزءًا من المشهد الفني، وما يحدث داخل المحطات وخارجها هو نوع من الانخطاف البصري الذي يرافق حركة القطار؛ ولحظة يتداخل فيها الضوء مع الذاكرة، ويتحوّل فيها الانتقال اليومي إلى تجربة تأملية تضع الزائر أمام سؤال الزمان والمكان معًا.