قال الأخصائي النفسي والمعالج السلوكي عبدالرحمن الخيران أن الطلاق الصامت اصبح من انماط بعض العلاقات الزوجية ، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الانفصال يحدث رغم استمرار الزوجين تحت سقف واحد، ولكن دون تواصل أو مشاعر أو حضور فعلي للطرف الآخر. وأوضح الخيران أن خطورة الطلاق الصامت تكمن في كونه لا يُسجَّل في المحاكم ولا يُعلن للناس، ورغم ذلك يمثل انفصالًا فعليًا قد يكون أكثر قسوة من الطلاق الرسمي، لأنه يُبقي الطرفين عالقين في علاقة لا هي مستقرة ولا منتهية مضيفا أن بداية هذا الشكل من الانفصال تتكون عادة من خلافات صغيرة مهملة لا تُناقش، تتراكم بمرور الوقت، فتتشكل طبقات من الصمت والفتور، ويتحوّل المنزل تدريجيًا إلى مساحة للسكن المشترك بلا روح. ومع استمرار التجاهل، تتراجع القدرة على التعبير، وتذبل المشاعر، ويصبح كل طرف غريبًا عن الآخر. وشدّد الخيران على أن الآثار النفسية للطلاق الصامت عميقة؛ إذ يعيش الزوجان مشاعر وحدة رغم وجودهما معًا، وتتزايد حالات القلق والإحباط وفقدان الأمان العاطفي. ومع امتداد هذا النمط لفترات طويلة، قد يستنزف الطاقة النفسية ويقلّل الرغبة في التواصل، مما قد يفتح الباب لاضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو التوتر المزمن وبيّن أن الأثر الاجتماعي لا يقل خطورة، فالأطفال حتى وإن لم يفهموا التفاصيل يلتقطون الجو المشحون والصمت المتكرر، مما يزرع في داخلهم الحيرة والارتباك العاطفي، وقد يؤثر ذلك لاحقًا على شخصياتهم وقدرتهم على بناء علاقات صحية. كما يصبح كل طرف من الزوجين أكثر انعزالًا عن محيطه الاجتماعي، وأقل تفاعلًا مع الآخرين نتيجة شعوره الداخلي بعدم الاتزان وقال انه رغم صعوبة هذا النوع من الانفصال العاطفي، لكن العلاج ممكن متى ما وُجدت الرغبة الحقيقية لدى الطرفين في الإصلاح، مشيرًا إلى أن إعادة بناء الحوار، واللجوء إلى مختص نفسي أو مرشد أسري، ومراجعة احتياجات كل طرف تمثل خطوات قادرة على إعادة الحياة للعلاقة، أو مساعدتها في الوصول إلى قرار واضح وصحي لكليهما.