رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته أخونا وصديقنا وحبيبنا معالي الدكتور محمد العقلاء، فقد كان رجل دولة وإنسانية من الطراز الأول، اتسم بخصال وأعمال نادرة ومشرفة تجاوزت محيطه ومحيط من يمت له بصلة، لم يبخل بجاهه ولا بمكانته في خدمة الناس والمحتاجين، عرفهم أم لم يعرفهم، فهو من الذين اختصهم الله كما أعلم بقضاء حوائج الناس في كل مراحل حياته، ولا غرابة في ذلك فهو وليد أسرة معروفة بالعلم والأخلاق والإخلاص والعطاء، حيث كان والده الشيخ علي العقلاء رحمه الله معروفا بالعلم والحكمة والفضيلة وحسن التربية والتعليم، ربى أولاده ونشأهم أفضل تنشئة نموذجية دينية ووطنية واجتماعية، فالشيخ فراج رجل الدولة المعروف رحمه الله بالخصال الحميدة والأفعال المجيدة، يشهد له بها كل من عرفه من ولاة الأمر إلى أبسط رجل عادي، وكذلك الدكتور عبدالعزيز رحمه الله ثم الأستاذ عبدالرحمن أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية، ثم أخيرا معالي الدكتور صالح رئيس الجامعة الإسلامية حاليًا. وتلك إلماحة على البيئة الأسرية التي عاش وتربى وتعلم في كنفها معالي الصديق الحبيب أبو طارق رحمه الله والذي تشرف بمعرفته كل من تعامل معه. ولعل ما تركه من آثار وأعمال في جامعة أم القرى أو الجامعة الإسلامية، وأينما حل أبو طارق رحمه الله وأسند له منصب أو عمل أو لجنة أو استشارة أبدع وأخلص وتفانى وبذل فكسب محبة كل من عمل معه وتعامل، فأينما حل نفع، فوالله إن ما تمتع به فقيدنا رحمه الله من صفات وأعمال يغبطه عليها الكثيرون، فهنيئا له بما حباه الله من مزايا ومن أهمها الصبر على البلاء والشدة والبذل والعطاء وكسب محبة الآخرين وما أكثرهم، والولاء والوفاء لوطنه وولاة أمره، وروح الفكاهة وتفريج هموم الآخرين، فضلا عن التربية الحسنة النموذجية لأبنائه وبناته وكل من تولى أمرهم، فطارق وعقيل وعبدالله والبنات نماذج وصور من تربية محمد العقلاء. وقبل الختام، أتوجه إلى الله السميع العليم، أن يرحم الحبيب والصديق والعالم معالي الدكتور محمد بن علي العقلاء، وعزائي لنفسي ولأبنائه البررة وأخي وحبيبي وصديقي الأستاذ عبدالرحمن، ومعالي الدكتور صالح، والأسرة كافة، ومحبي وأصدقاء أبو طارق، فهذه المشاعر غيض من فيض، أردت أن أعبر بها عن جزء مما أكنه وأحمله وأعرفه عن أبو طارق. رحمه الله فحقه علي وعلى كل من أحبه وتعامل معه يقتضي أن أفرد له بعضا مما يستحق، قريبا بإذن الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.