يعتقد بعض الإعلاميين، بناءً على اجتهادهم الشخصي وعاطفتهم الجياشة، أن صندوق الاستثمارات العامة استحوذ على الأندية الأربعة الجماهيرية ليأخذها في رحلة دراسية، ومن خلالها يضع شهادة تقدير لها، بمعنى -على حسب تفكيرهم- أن من كان ناجحًا في زمنٍ ما، نجعله ناجحًا في الأزمان الأخرى مكافأةً له، والراسب في سنوات سابقة نجعله في مكانه السلبي عقابًا له! هذا الرأي تحديدًا منتشر إعلاميًا كانتشار النار في الهشيم، وحتى بعض الجماهير تتداول هذه الفكرة العاطفية وكأنها معلومة أكيدة وحقيقة من المصدر الرسمي لصندوق الاستثمارات العامة. وأقول: حقًا، لهؤلاء، فرّقوا بين الفترات، واعرفوا ما هي أهدافها المناطة بها، كي تعلموا الهدف الرئيسي للارتقاء بالدوري السعودي إلى مصاف الدوريات العالمية سريعًا عبر الأندية الجماهيرية تحديدًا. في عرف المنافسة -يا من تترددون في عدالتها- لا يوجد من هو دائم على حالٍ جيد أو وضعٍ سيئ. فمثلما تحقق البطولات في فترة، قد تغيب في أخرى. النصر مرّ بفترة زمنية كان فيها متسيّدًا للبطولات، والاتحاد كان مهيمنًا عليها، والأهلي مرّ بفترة ذهبية لا تُنسى، وكذلك الهلال تاريخه مرصّع بالإنجازات. الماضي فيه من الفرح وطعم الحلاوة، وفيه من الحزن وطعم المرارة. الصندوق ومسؤولوه دخلوا على الأندية الكبيرة بعد أن استحوذوا عليها بنسبة 75% بفكرة التطوير، لا التدمير للكيانات، كما يصوّرها البعض بالتمليح المفهوم، من ناحية الحوكمة الإدارية والمالية، واستدامة الدعم، بدلًا من الاعتماد على جيوب أعضاء الشرف الذين إن أحبوا دعموا، وإن لم يحبوا شحّوا بأيديهم. المشروع، منذ بدأ عهده قبل سنتين، شهدنا فيه تطورًا هائلًا للدوري من سنة إلى أخرى، من ناحية زيادة قوة رقعة المنافسة بين الأندية، وامتد أثره إلى تحقيق أحد فرقه المستهدفة للنجاح، وهو النادي الأهلي، بطولة النخبة الآسيوية. ومع ثقتنا الكبيرة بأن القادم سيكون أجمل وأجمل! ختامًا: المجال الرياضي تعبير إنشائي للإعلام والجماهير، والكل يقول منهم ما يشاء من فكره وثقافته. ولكن التخطيط الإداري بعيد المدى يختلف اختلافًا كليًا عن أي حديث نابع من عاطفة جياشة وحب أعمى.