يُعد الصقر من أهم الطيور وأحبها إلى الانسان لما يتميّز به من ذكاء وقوة وشجاعة واقدام وجمال, وهو أحد أنواع الطيور الجارحة التي تمتاز بأجنحة طويلة مدببة وذيول طويلة، بصر حاد جدًا، ومناقير قوية ومعكوفة، وقدرة على الطيران بسرعات فائقة والانقضاض على الفرائس بدقة، ويتغذى على الثدييات الصغيرة والطيور الأخرى, وتعود العلاقة بين الانسان وبين الصقور من الاف السنين وقد لعبت دوراً مهماً حيث كانت وسيلة يعتمد عليها في جلب الطعام بعد أن يدرّبها على الصيد، ويستخدمها في مطاردة وجلب الفرائس ولأنّ الصقار يمتلك قدرة عالية على تحمّل الشدائد والمواقف الصعبة دون انزعاج فينشئ صداقة مع الصقر والمعاملة الرقيقة والرفق به لأنه يحتاج إلى مدة طويلة حتى يتعود على الإنسان ولا يتنّكر من صاحبه فيسهل عليه تدريبه على فنون القنص. وقد وجدت صور للصقر قد نحتت على الصخور منذ العصر الحجري. والصقر أنواعه متعددة وهي: الحر، الشاهين، الوكري، الهيثم، المعرجي، القطامي، الأسعف، الزهدم، وقد أحب العرب هذا الطائر العجيب، وشبهوه برجالهم وأولادهم فهو لا يسكن إلا في الأماكن الشامخة من الجبال العالية، ويتملك الذكاء القوي الذي مكّنه حتى من معرفة الاسم الذي ينادى به، وكذلك معرفة صاحبه بعد تدريبه، وأيضاً يفهم لغة الإشارة, وما زالت الصقور تستخدم ليومنا هذا لنفس السبب الذي كانت تستخدم به سابقاً كهواية بالصيد بل إن الإنسان قد طوّر هذه الهواية لتصبح رياضة يستمتع بها الجميع, وقد أولت المملكة العربية السعودية هذا الإرث الحضاري اهتمامًا كبيرًا منذ زمن طويل, والذي يشكِّل جزءاً من تاريخها ورحلة تأسيس البلاد قبل ثلاثة قرون، إذ يُعد الصقر عنصراً مهماً من عناصر الثقافة السعودية، وشعار يوم التأسيس في هويته البصرية بوجود "الصقر"، ضمن خمسة عناصر ورموز جوهرية، إلى جانب العلم السعودي والنخلة والخيل العربية والسوق، حيث كان يُستخدم الصقرُ كهدايا بين شيوخ القبائل، بوصفه رمزاً للصلح في حل الخلافات بينهم، كما دلّت عليه النقوش الأثرية التي اكتشفت في ربوع المملكة قبل أكثر من 9 آلاف سنة قبل الميلاد، وذلك في آثار حضارة (المقر)، التي أظهرت استئناس العرب للصقور والخيل، وكانت مصدر فخر ورفعة لصاحبها، حتى عصرنا الحاضر, كما اشتهر السعوديون بالصيد بالصقور، إلى جانب رواج هواية الصيد بالصقور في مجتمع الجزيرة العربية، وكانت أيضاً رافداً اقتصادياً للكثيرين، ورمزاً للفخر والعزة والكبرياء. وفي عام 2017م صدر الأمر الملكي والقاضي بتأسيس نادي الصقور السعودي، على أن يكون صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مشرفًا عامًّا على النادي، وتشكيل مجلس إدارته برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية – وفقهما الله -والذي يهدف إلى المحافظة على التراث التاريخي، والتقاليد المرتبطة بثقافة الصيد بالصقور، حيث يشجع النادي على التمسُّك بهذا الموروث الأصيل والعريق، وما يحمله من أبعاد اقتصادية وثقافية وبيئية, وليبقى إرثًا تتوارثه الأجيال، وذلك تحقيقًا لأهداف رؤية المملكة 2030, كما ينظم النادي سنوياً أكبر مسابقة صقور في العالم حيث يشارك بها الصقارين السعوديين في الفعاليات التي يقيمها النادي ومنها مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور الشهير الذي دخل موسوعة غينيس ثلاث مرات من حيث عدد الصقور المشاركة، وكذلك " كأس العلا للصقور" الذي اختتم بداية عام 2024 كأغلى مسابقة للصقور على مستوى العالم، كذلك يقام "معرض الصقور والصيد السعودي الدولي" سنويًا حيث يُعد الأكبر من نوعه عالميًا، ويهدف المعرض إلى توفير أفضل وأكبر مجموعة من الصقور وأدوات ومستلزمات الصيد في المملكة، إضافة إلى أسلحة الصيد النارية والهوائية، والأسلحة الفردية، كما يستهدف الزوار جميع شرائح المجتمع، وتتضمن الفعاليات لهذا العام 2025 مجموعة من الأنشطة التراثية والترفيهية والتجارية، بما في ذلك سباق الملواح، ومزاد الصقور والهجن، وعروض الفروسية والفلكلورية، بالإضافة إلى تجارب الدفع الرباعي وركوب الهجن، وميادين الرماية المختلفة، وورش عمل تفاعلية وحرفية، ومنطقة مخصصة للأطفال "صقار المستقبل".