يواصل الاحتلال الإسرائيلي تجويع مليونين ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، عبر فرض حصار شامل، ومنع إدخال الكميات المطلوبة من المساعدات، بالتوازي مع عدوان بري بحري جوي، ومجازر يومية ضد العائلات والنازحين وطالبي المساعدات، وكل من يحاول تأمين وصولها. وتعرضت مناطق غرب وشمال غرب النصيرات، الليلة الماضية، لقصف إسرائيلي مكثف جوي ومدفعي، أسفر عن محاصرة عدد من العائلات داخل منازلها نتيجة شدة الاستهدافات وضراوتها. وأفاد مستشفى العودة في النصيرات بوصول 30 شهيدًا إلى المشفى صباح أمس، غالبيتهم أشلاء ممزقة، جراء سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الليلة الماضية منازل المواطنين في منطقة المخيم الجديد شمال النصيرات، وسط قطاع غزة. كما أُصيب عدد من الفلسطينيين في قصف مدفعي شمال المخيم، بالتزامن مع غارات جوية ومسيرات استهدفت الأحياء السكنية، حيث شنت طائرات الاحتلال غارة جديدة شمال المخيم، وتزامن ذلك مع إطلاق نار من مسيّرة إسرائيلية على المنازل في المنطقة ذاتها، إضافة إلى فتح آليات الاحتلال نيران رشاشاتها شمال جسر المغراقة. وقد انتشل الفلسطينيون ثمانية شهداء، معظمهم من النساء والأطفال، إثر استهداف منزل عائلة أبو عطايا في المخيم الجديد شمال النصيرات. وشهدت المنطقة استمراراً في القصف المدفعي والغارات الجوية، تركزت شمال وجنوب المخيم، كما أطلقت مدفعية الاحتلال قنابل دخانية بكثافة في محيط المخيم الجديد. في مدينة غزة، واصلت قوات الاحتلال تصعيدها، حيث استهدفت المدفعية حيي الزيتون والشجاعية شرقي المدينة، وأسفرت الغارات عن سقوط شهداء وجرحى، خاصة في قصف طال شقة سكنية قرب دوار حيدر غرب المدينة، حيث استُشهد فلسطينيان وأُصيب آخرون. كما شنّت طائرات الاحتلال المروحية غارة على المدينة، وسط تقارير عن تدمير منازل سكنية بالكامل في الجهة الشرقية من المدينة. في جنوب القطاع، شنّ الاحتلال غارة مروحية على مدينة خان يونس، كما أسفر قصف مباشر عن استشهاد أربعة فلسطينيين داخل خيمة تؤوي نازحين في منطقة الميناء بمواصي خان يونس. وفي شمال غرب غزة، استشهد عدد من الفلسطينيين وأُصيب آخرون خلال قصف استهدف منتظري المساعدات في منطقة السودانية، بينما أفادت الطواقم الطبية بانتشال شهيد وإصابة عشرة آخرين من نفس الموقع. تشديد الحصار رغم تعثر المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وإعادة الرهائن، والتي توقفت منذ نهاية الأسبوع الماضي، لم تعلن الحكومة الإسرائيلية بعد عن خطة واضحة لحل الأزمة أو بديل عملي لاستعادة الأسرى، على ما أفاد تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية أمس. ويأتي ذلك في ظل تصريحات من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، التي تفيد بأن حماس "غير معنية بالتوصل إلى اتفاق"، مما يدفع إسرائيل إلى النظر في "خيارات بديلة" لتحقيق أهدافها المعلنة. وخلال زيارته لقاعدة تابعة لوحدة الاستخبارات، جدد نتنياهو تمسكه بالأهداف المزدوجة للعملية، قائلا: "لدينا عمل علينا إنجازه: القضاء على حماس وإعادة رهائننا، هذان هدفان مترابطان، ولن نتخلى عنهما لحظة". كما دعا رئيس الحكومة الاسرائيلية وزراء المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر "الكابينيت"، إلى اجتماع خاص، قيل إنه خصص لمناقشة تداعيات الجمود في المحادثات، إضافة إلى استعراض خطط الجيش لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة وتشديد الحصار مستقبلا. من جانبه، صرح وزير التعليم يوآف كيش بأن المحادثات حول صفقة الأسرى قد انهارت بالكامل، ولم تعد مطروحة على جدول الأعمال. وقال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية الرسمية: "إمكانية إعادة المختطفين من خلال اتفاق محدد معدومة، هذا هو الواقع، علينا أن نواصل الضغط على حماس ونبحث عن سبل أخرى لإطلاق سراحهم وإخضاع الحركة". وأكد كيش أن هذا التقدير لا يقتصر على الموقف الإسرائيلي، بل يشاركه فيه كل من الوسيطين القطري والمصري، إضافة إلى المبعوث الأميركي ويتكوف. وأضاف: "حماس تراجعت عن كل ما تم الاتفاق عليه، ونحن لن نغير أدوات الضغط المتاحة لدينا"، موضحًا أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يهدف بالأساس إلى تخفيف الضغط الدولي على إسرائيل، لا أكثر. في السياق نفسه، كشف عضو الكنيست عن حزب الليكود، موشيه سعادة، عن توجه جديد لدى نتنياهو، يتمثل في فرض السيطرة المباشرة على غزة وإنشاء منطقة إنسانية. وفي تصريح له عبر الإذاعة الإسرائيلية، قال: "نتنياهو يتحدث عن احتلال غزة، وإنشاء مدينة إنسانية نوفر فيها الطاقة والغذاء والرعاية الصحية، ثم نسمح للهجرة منها. هذا واقعي وممكن"، على حد تعبيره. في المقابل، صعد رئيس المعارضة يائير لبيد لهجته ضد الحكومة، قائلاً إن "الحملة العسكرية في غزة خرجت عن السيطرة". وفي بيان وجهه للجمهور، حمّل لبيد الحكومة المسؤولية عن استمرار الحرب دون أفق سياسي واضح، مشيرا إلى أن استمرار العمليات لن يعيد المختطفين، بل سيؤدي إلى خسائر بشرية متزايدة في صفوف الجيش، وتعاظم الكارثة الإنسانية، وتزايد عزلة إسرائيل الدولية. شهيدان بالخليل استُشهد شابين، أحدهما برصاص مستوطن في قرية أم الخير بمسافر يطا، وآخر برصاص جيش الاحتلال، في مدينة الخليل جنوبيالضفة الغربية، في جريمة جديدة ضمن تصاعد اعتداءات المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب برصاص الاحتلال عند مدخل مدينة الخليل الشمالي. وكانت مصادر عبرية تحدثت في وقتٍ سابقٍ، عن إصابة شاب برصاص الاحتلال قرب مدخل رأس الجورة في مدينة الخليل؛ بزعم إلقائه حجرًا كبيرًا تجاه الجنود. واستشهد الشاب عودة الهذالين، برصاص مستوطن في قرية أم الخير بمسافر يطا، جنوب الخليل. والشهيد الهذالين، كان أحد الكوادر التدريسية في مدرسة "الصرايعة" الثانوية في البادية بمسافر يطا، ووالدًا لثلاثة أطفال، أكبرهم يبلغ ست سنوات. وكان ناشطًا في مواجهة الاستيطان بالمنطقة، وشارك في التصدي لاعتداءات المستوطنين خلال أعمال تجريف نفذها الاحتلال في خربة أم الخير. وخلال المواجهة، أطلق مستوطن النار عليه وأرداه شهيدًا، فيما اعتدى مستوطن آخر على فلسطيني باستخدام "شاكوش الجرافة"، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة. وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين مسلحين هاجموا الفلسطينيين أثناء تواجدهم في أراضيهم ومنازلهم، وأطلقوا النار صوبهم، ما أسفر عن إصابة شاب بالرصاص، نُقل من قبل قوات الاحتلال إلى جهة غير معلومة، بينما نُقل المصاب الآخر إلى مستشفى يطا الحكومي بواسطة طواقم الهلال الأحمر، قبل أن يُعلن عن استشهاد أحدهما لاحقًا. وتشهد مناطق الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة تصعيدًا مستمرًا في وتيرة الاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنون، يتخللها اعتداءات ميدانية واعتقالات يومية، ما أسفر عن ارتقاء مئات الشهداء واعتقال آلاف الفلسطينيين، بالتزامن مع عدوان إسرائيلي مدمر على قطاع غزة متواصل منذ 7 أكتوبر 2023. الخارجية الفلسطينية تحذر حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من مخاطر مخططات الاحتلال التي ناقشها بالأمس المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) بشأن الضم التدريجي لقطاع غزة، واعتبرتها حلقة في مؤامرة التهجير القسري لشعبنا في القطاع، وتقويضا لفرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض. وأكدت الوزارة في بيان، صدر امس، أنها تواصل جهودها على المستويات كافة، لوقف جرائم الابادة والتهجير والضم ضد شعبنا عامة، وطالبت الدول ومكونات المجتمع الدولي التعامل بمنتهى الجدية مع تلك المخططات، واتخاذ ما يلزم من الاجراءات لوقفها فورا. وأكدت أن الوقف الفوري لجرائم الإبادة والتهجير والضم وادخال المساعدات الانسانية بشكل مستدام وتمكين دولة فلسطين ومؤسساتها من ممارسة ولايتها القانونية والسياسية على كامل أرض دولة فلسطين هو الطريق الصحيح والأقصر لإنهاء معاناة شعبنا، وتحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال، وفق وصف البيان. هجمات المستوطنين قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن المستوطنين نفذوا حوالي 1400 هجوم واعتداء في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاي، استشهد على إثرها 7 فلسطينيين. وأوضحت الهيئة في تصريح صحفي أمس، أن 29 فلسطينيًا استشهدوا في هجمات مستوطنين على الضفة الغربية منذ بداية حرب غزة. كما أقام المستوطنون 29 بؤرة استيطانية جديدة على أراضي الضفة الغربية منذ مطلع العام الجاري. وتصاعدت حدة اعتداءات المستوطنين على المواطنين ومنازلهم في الضفة الغربية، لا سيما في القرى والبلدات المحاذية للمستوطنات. عمليات هدم في القدس نفذت آليات الاحتلال الإسرائيلي صباح امس، عملية هدم جديدة في حي عين اللوزة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، وعدة قرى في مناطق النقب. وأفادت مصادر مقدسية أن آليات الهدم اقتحمت الحي "عين اللوزة" برفقة قوات كبيرة من قوات الاحتلال، وشرعت في هدم منشآت سكنية، بذريعة البناء دون ترخيص. ويأتي ذلك ضمن سياسة ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني في مدينة القدس وضواحيها. وفي سياق متصل، اقتحمت آليات الاحتلال مناطق في النقب جنوبفلسطينالمحتلة، ونفذت عمليات هدم طالت عدداً من القرى الفلسطينية، في استمرار لسياسة تهجير السكان الفلسطينيين في الداخل المحتل. وترافقت عمليات الهدم مع مصادرة معدات وإنذارات بإخلاء أراضٍ بحجة "عدم الترخيص" أو "الاستيلاء غير القانوني". وتشهد مناطق النقب تصعيدًا متواصلاً من قوات الاحتلال التي تستهدف القرى غير المعترف بها، رغم أنها قائمة منذ عقود ويسكنها آلاف المواطنين الفلسطينيين من الداخل المحتل. وتأتي هذه العمليات ضمن سياسة احتلالية توسعية تهدف إلى إحكام السيطرة على الأرض، وفرض مزيد من التضييق على الفلسطينيين، سواء في القدس أو في الداخل المحتل. اعتقال أسرى محررين تواصل قوات الاحتلال الإسرائيليّ تنفيذ حملات الاعتقال بحقّ المواطنين في الضّفة الغربية، في إطار العدوان الشامل على الفلسطينيين وعمليات الانتقام الجماعية الممنهجة، حيث شنت منذ الليلة الماضية وحتّى فجر أمس، حملة اعتقالات وتحقيق ميداني، طالت 30 مواطنًا على الأقل. وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، أن من بين المعتقلين ثلاثة من الأسرى المحررين من محافظة قلقيلية، الذين أفرج عنهم ضمن اتفاق "وقف إطلاق النار"، الذي تم في شهري يناير وشباط من العام الجاري. يُشار إلى إنّ إعادة اعتقال الأسرى المحررين والمفرج عنهم في الصفقات تحديداً، يأتي في سياق سياسة ممنهجة يستخدمها الاحتلال، وخرق واضح وجديد للصفقة، ورسالة لكافة المحررين، أنهم سيبقون في دائرة الاستهداف، والملاحقة. إلى جانب ذلك تركزت عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني الليلة الماضية في مخيم الفوار في محافظة الخليل، فيما توزعت بقيتها على محافظاترام الله، وبيت لحم، ونابلس، وطوباس، وسلفيت، وطولكرم، وقلقيلية. فيما يواصل الاحتلال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب إطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل، واستخدام المعتقلين رهائنا، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني، وعمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين. يُشار إلى أنّ عدد حالات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة المستمرة في الضفة بما فيها القدس، بلغ أكثر من (18,000) حالة، وهذا المعطى لا يشمل حالات الاعتقال في غزة، والتي تُقدّر بالآلاف، علماً أنّ هذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقاله، ومن تم الإفراج عنه لاحقاً. مداهمات المنازل تدمير المساكن