ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس، مدعومة بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط وضعف الدولار، بينما جاءت بيانات أضعف من المتوقع عززت بيانات التضخم الأمريكية وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي. ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.6% ليصل إلى 3,373.09 دولارًا للأوقية، اعتبارًا من الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 1.5% لتصل إلى 3,393.80 دولارًا. انخفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في شهرين تقريبًا، مما جعل السبائك المقومة بالدولار أكثر جاذبية للمشترين الأجانب. وصرح كيلفن وونغ، كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في وساطة أواند للتداول عبر الانترنت، بأن ضعف مؤشر الدولار يُمثل حافزًا قويًا، مضيفًا أن "الاختراق الصعودي" لمستوى المقاومة عند 3,346 دولارًا أدى إلى عمليات شراء فنية. دعمت المخاطر الجيوسياسية المتزايدة أصول الملاذ الآمن، حيث أعلن الرئيس دونالد ترمب يوم الأربعاء عن نقل الموظفين الأمريكيين من الشرق الأوسط بسبب تزايد المخاطر الأمنية وسط تصاعد التوترات مع إيران. في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار المستهلك الأمريكي بأقل من المتوقع في مايو، مدفوعةً بانخفاض أسعار البنزين، على الرغم من أن التضخم قد يتسارع بسبب الرسوم الجمركية على الواردات. وقد دفعت هذه البيانات ترمب إلى تجديد دعواته لخفض كبير في أسعار الفائدة. وقال وونغ: "من المحتمل أن نرى مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتحرك بسرعة أكبر من المتوقع، بالنظر إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك، والتي لا تُثير القلق بشكل خاص في هذه المرحلة". ويتوقع المتداولون خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول نهاية العام. وينتظر المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي المقرر صدورها الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش للحصول على المزيد من المؤشرات على مسار خفض أسعار الفائدة. في غضون ذلك، قال ترمب يوم الأربعاء إن واشنطن وبكين اتفقتا على إطار عمل لاستعادة الهدنة الهشة في الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، مما قد يؤدي إلى تجنب فرض رسوم جمركية أعلى. وأضاف ترمب أنه قد يمدد الموعد النهائي المحدد في 8 يوليو لإجراء محادثات تجارية مع دول أخرى قبل تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة. وجاء ارتفاع أسعار الذهب بشكل حاد حيث تعزز الطلب على الملاذ الآمن نتيجة تزايد المخاوف بشأن العمل العسكري مع إيران، بينما أثارت تعليقات الرئيس دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية رد فعلٍ يتجنب المخاطرة. وحققت أسعار السبائك بالفعل بعض المكاسب هذا الأسبوع وسط تزايد حالة عدم اليقين بشأن محادثات التجارة بين الولاياتالمتحدةوالصين. وبينما يبدو أن المحادثات قد حققت بعض التقدم، إلا أن عدم وجود تفاصيل واضحة حول الاتفاقية أبقى المستثمرين على عزوف كبير عن المخاطرة. شكّلت التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، وخاصة بين إيران وإسرائيل، نقطة دعم رئيسية للذهب، بعد أن أفادت عدة تقارير بأن إسرائيل تستعد لمهاجمة إيران في حال تعثر المحادثات النووية مع الولاياتالمتحدة. وأكد ترمب يوم الأربعاء أن الولاياتالمتحدة تسحب أيضًا قواتها من العراق ودول أخرى في الشرق الأوسط، وسط مخاوف من مزيد من العمل العسكري. وأظهرت تقارير أخرى أن وزراء إيرانيين هددوا بضرب قواعد أمريكية في المنطقة في حال نشوب صراع. جاءت عناوين الأخبار المتعلقة بإيران بعد أيام قليلة من إشارة ترمب إلى أنه يفقد الثقة في المحادثات النووية مع طهران، وخاصة بعد قوله إنه لن يُسمح لها بتخصيب المزيد من اليورانيوم. مع ذلك، من المقرر أن يُجري المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون المزيد من المحادثات خلال عطلة نهاية الأسبوع. على صعيد التجارة، تراجعت شهية المخاطرة بعد تصريح ترمب بأنه سيرسل رسائل توضح خططه المتعلقة بالرسوم الجمركية إلى الاقتصادات الكبرى خلال الأسبوعين المقبلين، مما بدد الآمال في إبرام المزيد من الصفقات التجارية الأمريكية. حتى الآن، لم توقع الولاياتالمتحدة سوى اتفاقية تجارية مع المملكة المتحدة، وأعلنت عن إطار عمل تجاري مع الصين هذا الأسبوع، دون تقديم أي تفاصيل رئيسية بشأن الأخيرة. وأثر تزايد حالة عدم اليقين على الدولار، واستفادت منه أسعار المعادن عمومًا. تفوقت العقود الآجلة للبلاتين في الأداء، حيث ارتفعت بنسبة 0.8% لتصل إلى أعلى مستوى لها في أكثر من أربع سنوات عند 1,251.65 دولارًا للأونصة، بينما ارتفعت العقود الآجلة للفضة بنسبة 0.7% لتصل إلى 36.515 دولارًا للأونصة، لتبقى قريبة من أعلى مستوى لها في 13 عامًا. بينما انخفض البلاديوم بنسبة 1.1% ليصل إلى 1068.19 دولارًا. وأفاد محللو جولدمان ساكس بأن الارتفاع الأخير في أسعار البلاتين، والذي شهد خروج المعدن الأبيض من نطاق تداول استمر قرابة عقد من الزمان، من المرجح أن يكون قصير الأجل. شهد البلاتين ارتفاعًا حادًا منذ أواخر مايو، حيث انطلق ارتفاعه الأولي بفضل تقرير صناعي إيجابي. وقد أدى هذا بدوره إلى زيادة التكهنات بشأن تباطؤ العرض وزيادة الطلب، مما أدى إلى زيادة مراكز الشراء على المعدن. شهدت المكاسب الأخيرة ارتفاعًا في تداول البلاتين بنسبة 37.3% حتى الآن في عام 2025، متجاوزًا ارتفاعًا بنسبة 28.6% في الذهب. وتتوقع شركة حي اس، أن يتراجع سعر البلاتين إلى نطاق تداول يتراوح بين 800 و1150 دولارًا للأونصة، مشيرةً إلى تباطؤ طلب المستهلكين الصينيين على مجوهرات البلاتين. ومن المتوقع أيضًا أن يؤثر تراجع الطلب على ضوابط الانبعاثات في صناعة السيارات، في ظل تزايد استخدام السيارات الكهربائية، إلى جانب قوة الإنتاج في جنوب أفريقيا، سلبًا على أسعار البلاتين. من بين المعادن الصناعية، ارتفعت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.5% لتصل إلى 9,699.70 دولارًا للطن، بينما ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية للنحاس بنسبة 0.4% لتصل إلى 4.8242 دولارًا للرطل.