استقرت أسعار الذهب أمس الأربعاء، مع موازنة بيانات الوظائف الأميركية القوية نسبيًا لشهر أبريل لحالة عدم اليقين المستمر بشأن العلاقات التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين والمخاوف الاقتصادية العالمية. استقر سعر الذهب الفوري عند 3,351.49 دولارًا للأوقية (الأونصة)، كما استقرت عقود الذهب الأميركية الآجلة عند 3,375 دولارًا. وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى أواندا: "نتوقع عودة المشترين الذين يستثمرون في انخفاض الأسعار، ولا تزال الأمور غير مؤكدة، لا سيما فيما يتعلق بالعلاقة التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة، وحتى بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة أيضًا". ومع ذلك، قال تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد: "ساعدت بيانات الوظائف في تهدئة بعض المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي المحتمل على الاقتصاد الأميركي من الرسوم الجمركية، مما يُبقي الطلب على أصول الملاذ الآمن كالذهب تحت السيطرة". وأشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ قد يعقدان محادثات في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمعالجة الخلافات التجارية. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي للسفير الأميركي في بكين إنه ينبغي على الولاياتالمتحدة تهيئة الظروف اللازمة لعودة العلاقات الثنائية إلى "المسار الصحيح". وأظهرت البيانات الاقتصادية ارتفاع فرص العمل في الولاياتالمتحدة في أبريل، على الرغم من ارتفاع حالات تسريح العمال إلى أعلى مستوى لها في تسعة أشهر، مما يُشير إلى تراجع ظروف سوق العمل. تفاقمت المخاوف الاقتصادية العالمية بعد أن حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من تباطؤ اقتصادي أشد من المتوقع، حيث تُلقي سياسات إدارة ترمب التجارية بثقلها على الاقتصاد الأميركي. وقال وونغ: "من المؤكد أن تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيكون عاملاً داعماً آخر لزيادة الطلب الآمن على المدى المتوسط". وأكد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي موقفهم الحذر من السياسات، مشيرين إلى مخاطر التوترات التجارية وعدم اليقين الاقتصادي، ويميل الذهب إلى تحقيق أداء جيد خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي. ظلت أسعار السبائك مرتفعة، حيث ظل الطلب على الملاذ الآمن مدعومًا بحالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الأميركي، خاصة بعد أن ضاعف ترمب رسومه الجمركية على الصلب والألمنيوم. كما أدى تصعيد العمل العسكري بين روسياوأوكرانيا، إلى جانب التقارير التي تفيد بفشل المحادثات النووية بين إيرانوالولاياتالمتحدة، إلى إبقاء الأسواق متوجهة بشكل كبير نحو الملاذات الآمنة. وكان أداء الذهب المتذبذب يوم الأربعاء مدفوعًا بشكل رئيسي بتحسن في شهية المخاطرة، بعد الاعلان عن لقاء أميركي صيني مرتقب. وقد تساعد هذه المحادثات في تجديد مفاوضات التجارة بين الولاياتالمتحدةوالصين، التي أقرت واشنطن بتعثرها في الأسابيع الأخيرة. وكانت الولاياتالمتحدةوالصين قد اتفقتا في مايو على خفض رسومهما الجمركية، وإن كان ذلك مؤقتًا. في حين أن الهدنة التجارية قد قلصت بعض الطلب على الذهب كملاذ آمن، إلا أن المعدن الأصفر لا يزال يحظى بطلب جيد نسبيًا، خاصة في ظل تزايد حالة عدم اليقين بشأن التوصل إلى اتفاق تجاري دائم. شهد المعدن الأصفر طلبًا متجددًا هذا الأسبوع بعد أن شنت أوكرانيا سلسلة من الضربات المدمرة ضد روسيا، كان آخرها انفجار تحت الماء استهدف جسرًا يربط روسيا بشبه جزيرة القرم. وشهد الدولار بعض القوة هذا الأسبوع وسط تكهنات بشأن محادثات التجارة الأميركية الصينية، بينما تلقى أيضًا عروض شراء قبل بيانات الوظائف غير الزراعية الرئيسية المقرر صدورها يوم الجمعة. كما تلقى الدولار دعمًا من تأكيد العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أن أسعار الفائدة ستبقى دون تغيير على المدى القريب. وفي المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 34.40 دولارا للأوقية، وارتفع البلاتين 0.3 بالمئة إلى 1076.86 دولارا، وخسر البلاديوم 0.9 بالمئة إلى 1001.42 دولار. من بين المعادن الصناعية، تلقت أسعار النحاس بعض الدعم من آمال تخفيف الضغوط الاقتصادية على الصين، أكبر مستورد، خاصة إذا استمر الحوار بين واشنطنوبكين. وارتفعت العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.2 % إلى 9643.10 دولارا للطن، في حين ارتفعت العقود الآجلة للنحاس في الولاياتالمتحدة بنسبة 0.2 % إلى 4.8750 دولارات للرطل. في بورصات الأسهم العالمية، ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الأربعاء، مدعومةً بأسهم التكنولوجيا، وانخفض الدولار مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة على الصلب والألومنيوم حيز التنفيذ، مما يُمثل أحدث فصل في الحرب التجارية التي هزت الأسواق معظم العام. وانصبّ تركيز المستثمرين على وتيرة المفاوضات التجارية وعدم إحراز تقدم يُذكر. ويوم الأربعاء هو الموعد النهائي للشركاء التجاريين للولايات المتحدة لتقديم مقترحاتهم بشأن صفقات قد تُساعدهم على تجنّب تطبيق رسوم ترمب الجمركية الباهظة في "يوم التحرير" خلال خمسة أسابيع. وأشارت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية إلى افتتاح مرتفع مع انطلاق اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي الذي يستمر يومين، حيث من المتوقع أن يُخفّض البنك أسعار الفائدة يوم الخميس. في آسيا، ارتفعت أسهم كوريا الجنوبية، وعملتها، حيث عزز فوز المرشح الرئاسي الليبرالي لي جاي ميونغ في الانتخابات الآمال في تحفيز اقتصادي سريع وإصلاحات سوقية وتخفيف حالة عدم اليقين السياسي. وقفز مؤشر كوسبي القياسي بأكثر من 2 % ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أغسطس 2024. وهذا ما رفع مؤشر أم اس سي آي الأوسع نطاقًا لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنحو 1 %. وارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 0.8 %، بينما قفزت أسهم تايوان بنسبة 2 % بعد أن عززت شركة الذكاء الاصطناعي العملاقة إنفيديا، الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء. وأظهرت البيانات زيادة في فرص العمل في الولاياتالمتحدة في أبريل، لكن عمليات تسريح العمال ارتفعت، مما يشير إلى تباطؤ سوق العمل مع تأثير الرسوم الجمركية على التوقعات الاقتصادية. وينصب اهتمام المستثمرين على مكالمة محتملة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الصيني شي جين بينغ في وقت ما من هذا الأسبوع مع تصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم. اتهم ترمب الصين يوم الجمعة بانتهاك اتفاقية جنيف لإلغاء الرسوم الجمركية والقيود التجارية. وأكدت بكين أنها ستحمي مصالحها، وأن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة. وارتفعت الأسهم الصينية يوم الأربعاء، حيث ارتفع مؤشر الأسهم القيادية بنسبة 0.58 %، بينما ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.56 %. وقال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في ساكسو بنك في سنغافورة: "قد تكون الأسواق قد فقدت حساسيتها تجاه عناوين الأخبار التجارية، لكن محادثات ترمب وشي لا تزال محط الأنظار. ويبدو التوصل إلى اتفاق كبير مستبعدًا، ومع ذلك، فإن أي تصعيد قد يثير موجة من العزوف عن المخاطرة". في غضون ذلك، وقّع ترمب إعلانًا تنفيذيًا يُدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم الأربعاء إعلانه المفاجئ الأسبوع الماضي برفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، والتي كانت سارية منذ مارس، من 25 % إلى 50 %. وقال تييري ويزمان، الخبير الاستراتيجي العالمي في سوق الصرف الأجنبي وأسعار الفائدة في ماكواري: "نعتقد أن رسوم الصلب والألومنيوم نموذجٌ للرسوم الاستراتيجية الأخرى القادمة، والتي يُرجّح أن تبقى سارية". وأضاف: "مع ذلك، لا يزال هناك زخمٌ ضئيلٌ لارتفاع الدولار الأميركي". وأدت الرسوم الجمركية المتقطعة التي فرضها ترمب إلى هروب المستثمرين من الأصول الأميركية بحثًا عن ملاذات آمنة، بما في ذلك الذهب وعملات أخرى، هذا العام، إذ يتوقعون أن تؤثر حالة عدم اليقين التجاري سلبًا على الاقتصاد العالمي. وصرحت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأن الاقتصاد العالمي في طريقه إلى التباطؤ من 3.3 % العام الماضي إلى 2.9 % في عامي 2025 و2026، مُقلصة بذلك توقعاتها لشهر مارس، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى تداعيات الحرب التجارية. وارتفع الدولار يوم الأربعاء بنسبة 0.18 % مقابل الين ليصل إلى 144.225 ينا. واستقر اليورو عند 1.1368 دولار. وبلغ مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، 99.31، وهو مستوى قريب من أدنى مستوى له في ستة أسابيع عند 98.58 الذي لامسه يوم الاثنين، وانخفض المؤشر بنسبة 8.5 % هذا العام. استقرار سعر الذهب الفوري عند 3,351.49 دولارًا للأوقية