تطابقت المواقف وتحققت الأهداف، وتكرَّس التناغم وتجسد التلاحم وأضحت الشراكة الاستراتيجية أعمق من المحيط وتعانق السماء، قد يكون هذا الوصف الأبلغ لمخرجات جولة سمو ولي العهد لمصر والأردن وتركيا التي اختتمت أول من أمس، هذه الجولة التي قد تكون قصيرة في زمنها إلا أنها عميقة وثرية في مخرجاتها الاستراتيجية، إن من حيث تطابق المواقف أو تنسيق السياسات، أو من حيث توحيد الجهود وإيجاد توافقات ومقاربات وحلول عادلة لقضايا المنطقة والعالم الإسلامي، فضلاً عن التعامل مع المعطيات السياسية المتجددة. ديناميكية الأمير محمد بن سلمان، وسرعته في تحقيق الإنجاز بحنكة، ودقته في الأداء بحكمة، وقدرته على ترجمة رؤية القيادة السياسية ببصيرة خلال وقت قياسي، كل ذلك جعله مثالاً نوعياً لقائد ملهم للعالم أجمع. لم تكن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى مصر والأردن وتركيا بروتوكولية على الإطلاق، كونها حققت أهدافاً استراتيجية طويلة المدى، وعكست دور المملكة حيال التقارب والتلاحم، وما تشكله الرياض من عمق استراتيجي في المحيط الإقليمي والعربي والإسلامي. لقد أثمر الحصاد النهائي لجولة الأيام الثلاثة التي قام بها ولي العهد لمصر والأردن وتركيا، عن استثمارات تقترب من 30 مليار ريال في مصر، وشراكات إنتاجية واستثمارية في التقنيات الرقمية والمدن الذكية والذكاء الاصطناعي مع تركيا، وتعاون استراتيجي لافت في قطاعات التعدين والبنية التحتية بالأردن. وأجمع الخبراء العرب على أن جولة ال72 ساعة حققت نتائج استراتيجية مبهرة، بعثت برسائل إيجابية عن الدور القيادي لعراب رؤية المملكة 2030، والمكانة التي يحظى بها على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وعكست الدور الذي تضطلع به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قلب العالم الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط.