تراجعت أسعار النفط يوم الاثنين حيث أدت عمليات الإغلاق واسعة النطاق في الصين والبيانات الاقتصادية الضعيفة في البلاد إلى تأجيج المخاوف من حدوث ركود عالمي، على الرغم من أن السوق وجدت بعض الدعم مع اقتراب الاتحاد الأوروبي من فرض حظر على استيراد الخام الروسي. ونزل خام برنت 28 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 111.27 دولارا للبرميل الساعة 0934 بتوقيت جرينتش وتراجع خام غرب تكساس الوسيط 9 سنتات أو 0.1 بالمئة إلى 110.40 دولارات للبرميل. وصعد كلا الخامين القياسيين، الذي قفز حوالي 4٪ يوم الجمعة الماضي، في وقت سابق بأكثر من دولار واحد للبرميل، مع وصول خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوياته منذ 28 مارس عند 111.71 دولارا. وقالت باربرا لامبرخت، محللة الطاقة في كوميرزبانك، إن انخفاض أسعار النفط "يرجع بشكل رئيس إلى البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة، حيث إن إجراءات الإغلاق لها تأثير مباشر على ثاني أكبر سوق في العالم". وتشير التقديرات إلى أن 46 مدينة في الصين تخضع للإغلاق، مما أثر على التسوق وإنتاج المصانع واستخدام الطاقة، وبالأخص وقود النقل، شريان النفط. وأظهرت أحدث البيانات الصينية أن مبيعات التجزئة في أبريل تقلصت بنسبة 11٪ تقريبًا عن العام السابق، بينما انخفض إنتاج المصانع بنسبة 2.9٪ على أساس سنوي. وتماشيًا مع الانخفاض غير المتوقع في الإنتاج الصناعي، عالجت الصين 11٪ أقل من النفط الخام في أبريل، مع معدل الإنتاج اليومي الأدنى منذ مارس 2020. لكن أسعار النفط وجدت بعض الدعم حيث أعرب دبلوماسيون ومسؤولون من الاتحاد الأوروبي عن تفاؤلهم بشأن التوصل إلى اتفاق بشأن حظر مرحلي للنفط الروسي على الرغم من مخاوف بشأن الإمدادات في شرق أوروبا. وقال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ يوم الاثنين إن النمسا تتوقع أن يوافق الاتحاد الأوروبي على العقوبات في الأيام المقبلة. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك إن الكتلة ستحتاج لبضعة أيام أخرى للتوصل إلى اتفاق. وقال ناوهيرو نيمورا، الشريك في ماركت ريش ريسك أدفيزوري: "مع الحظر المزمع من قبل الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي والزيادة البطيئة في إنتاج أوبك، من المتوقع أن تظل أسعار النفط قريبة من المستويات الحالية بالقرب من 110 دولارات للبرميل، حتى تتجه إلى الانخفاض أواخر هذا العام بسبب ضعف الطلب العالمي". وفي الوقت نفسه، سجلت العقود الآجلة للبنزين في الولاياتالمتحدة أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الاثنين حيث أدى انخفاض المخزونات إلى تأجيج مخاوف الإمدادات. وقال كازوهيكو سايتو، كبير المحللين في فوجيتومي للأوراق المالية: "ستظل أسعار النفط صعودية، خاصة عقد خام غرب تكساس الوسيط على المدى القريب، حيث استمرت أسعار البنزين الأمريكي في الارتفاع وسط ضعف واردات المنتجات البترولية من أوروبا". وفي أماكن أخرى، أدى قلة الاستثمار في حقول النفط، بسبب مباشر من توجيهات وكالة الطاقة الدولية، لعدم تمكن بعض دول أوبك + من الإنتاج وفق الحصص المتفق عليها، فضلاً عن خسائر الإنتاج الروسي الذي تقلص بسبب العقوبات التجارية والمالية والتسويقية للطاقة. وأظهر أحدث تقرير شهري من أوبك أن إنتاجها في أبريل ارتفع بمقدار 153 ألف برميل يوميًا إلى 28.65 مليون برميل يوميًا، متخلفًا عن الزيادة البالغة 254 ألف برميل يوميًا التي تسمح بها أوبك بموجب اتفاق أوبك +. إضافة إلى الضغط، عالجت الصين 11 ٪ من النفط الخام أقل من العام السابق، مع انخفاض الإنتاجية اليومية إلى أدنى مستوى منذ مارس 2020 حيث قلصت المصافي عملياتها بسبب ضعف الطلب بسبب عمليات الإغلاق الوبائية الواسعة. وقال دانيل ماكارثي، استراتيجي الأسواق في "ديلي اف اكس" تتوقف أسعار النفط الخام عند المستويات المرتفعة الأخيرة بعد تحول معنويات المخاطرة. وتجد أسعار النفط الخام دعما حيث أدت الرغبة في المخاطرة في البداية إلى رفع الأسواق. وحاولت أسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ الارتفاع لكن البيانات الصينية الضعيفة قوضت المعنويات. وكان النفط الخام أكثر ليونة قليلاً في الجلسة الآسيوية يوم الاثنين بعد أن ارتفع مقابل الارتفاعات الأخيرة. ويتم تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بأقل من 109 دولارات بينما يقل عقد برنت عن 110 دولارات. وانتعشت الأسواق في بداية الأسبوع، لكن بيانات النشاط الاقتصادي الصيني الضعيفة للغاية قلصت الرغبة في المخاطرة. وجاء الإنتاج الصناعي الصيني بنسبة -2.9٪ على أساس سنوي حتى نهاية أبريل مقابل 0.5٪ المتوقعة، وجاءت مبيعات التجزئة عند -11.1٪، بدلاً من -6.6٪ المتوقعة و -3.5٪ سابقًا. فيما يظل تأثير سياسة بكين المتمثلة في عدم التسامح مطلقا مع كورونا له تأثيره الكبير. وكان الدولار الأسترالي هو الأكثر تأثراً بالأخبار، حيث انهار تحت 69 سنتاً مقابل نظيره الأمريكي مرة أخرى. كما انخفض الدولار النيوزيلندي بينما استفاد الدولار الأمريكي والين الياباني أكثر من غيرهما. في وقت جاء اعلان أرامكو السعودية، التي أصبحت مؤخرًا أكبر شركة في العالم، عن زيادة في الأرباح على خلفية ارتفاع أسعار النفط، داعما للسوق. وبلغ صافي ربح الربع الأول 39.5 مليار دولار مقابل 31.1 مليار دولار للربع الرابع من العام الماضي.