ذات يوم أخذت قراري بأن أتخفف من العادات اللي تثقلني وليست ذات فائدة أو أهمية كبيرة، لم تكن ملحوظتي هذه وليدة اللحظة، إنما نتيجة بعد حضوري لجلسة علاجية إثر حادث مروري تعرضت له، وقد تبين لي أن هذا الحادث ما كان هذا إلا نتيجة تراكمات لظروف مررت بها وقررت تجاهلها غير مدركة آثارها على المدى البعيد، كانت الطبيبة قد عرضت علي رسما بيانيا يظهر التحولات وأثر هذه التراكمات على حياتي وأن اللاوعي عند الإنسان يخزن في ذاكرته الظروف القاسية فيتم ترجمتها لاحقا عبر تصرفاتنا غير مدركين للأثر الرجعي لتلك الظروف. في ظل وتيرة الحياة السريعة التي نعيشها قد نغفل ونتجاهل بعض الأحداث والتفاصيل غير مدركين تأثيرها ولن نحظى بتجربة أن نعيش متخففين من الأعباء ما لم نقف لأنفسنا ونتأمل ما يحدث لنا من تغيرات وأن نعرف مسبباتها، أي أن نمسك بمفاتيح الأمور ونعيد ضبط ما يحتاج أن نضبطه. يعتبر الإيثار من الصفات النبيلة للإنسان ولكنه سوف يعود عليك بنتائج غير حميدة إن أسرفت فيه، ساعد ما دمت قادرا على ذلك ولا تحمل نفسك أكثر من طاقتك، إن صعب عليك الأمر فأنت غير ملام على ذلك، في اعتذارك عن حضور المناسبات التي لا تجد نفسك فيها انتصارا لذاتك، انشغالك بأمور الآخرين وما يستجد من أحداث في حياتهم إعاقة لتطورك ونجاحك، القلق المستمر وكثرة التفكير لا يساعدان ولن يسرعا مجريات الأحداث فالتوقف عن إشغال العقل بما يرهقه يساعدك على النظر إلى أمور أكثر أهمية في حياتك، إن أصابك الحزن -فاحزن- وأعط مشاعر الحزن حقها وساعدها على الخروج منك، تعود أن يشاركك المسؤولية من هو قادر على ذلك من أفراد الأسرة، كثرة الجدال لا تأتي بخير، تعامل مع الضغوط والمشكلات بتجزيئها والنظر لكل جزء وحله، أعط جسدك حقه من الراحة فهو معينك الوحيد ورأس مالك، توارث بعض العادات عن الأهل قد لا يتوافق مع المرحلة التي نعيش -تخلص منها- واتبع ما يتطلبه واقعك، الادخار ثقافة ومن الضروري أن توازن بين مصروفاتك ودخلك الشهري، لست ملزما بقراءة كتاب لم يستهويك فقط لأجل إتمام عملية القراءة، وظيفتك مهمة لك لكنها ليست كل حياتك. إن إرهاق ذاتك لا يجعلك في مصاف البشرية، وكي يكون حضورك ذا فاعلية في مجتمعك عليك أن تهتم بنفسك أولا وأن تكون صافي الذهن وذا رؤية واضحة، تحديات الحياة لن تقف ما دمنا نتنفس ولنتغلب عليها يجب أن نكون أقوياء من الداخل أولا.