في مطلع سبتمبر 2025؛ صرّح نتنياهو بأن إسرائيل «لن تتوانى عن ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا»، موجهًا تحذيرًا مبطَّنًا لقطر بسبب استضافتها قيادات من حركة حماس. جاء هذا التصريح في وقت تلعب فيه قطر دورًا دبلوماسيًا مهمًا في التهدئة والتوسط بين الأطراف، وردَّت الخارجية القطرية بوصف التصريح ب«التهديد المتهور»، مؤكدةً رفضها لأي تدخل في سيادتها. نتنياهو، منذ بداياته السياسية، يعيش صراعًا داخليًا على الشرعية أمام منافسيه، سواء في الداخل الإسرائيلي أو على الساحة الدولية. هذا الصراع يدفعه دائمًا إلى اتخاذ مواقف تُظهره ك«قائد لا يُقهَر»، قادر على فرض شروطه على أي طرف، حتى على دولة ذات سيادة كقطر. في التحليل النفسي؛ يُعد هذا نمطًا من «التعويض النرجسي»، حيث يسعى الفرد إلى تعظيم صورته خارجيًا للتغلب على شعور داخلي بعدم الكفاءة أو التهديد من فقدان السيطرة والسلطة. يُعرف هذا في علم النفس السياسي ب«قلق السيطرة»، والذي يدفع بعض القادة إلى اتخاذ قرارات تصعيدية لاستعادة الشعور بالقوة والهيمنة، وهذا النوع من النرجسية يرتبط غالبًا بسلوك «كل شيء إما معي أو ضدي»، ويقود إلى قرارات راديكالية أو تهديدات، وهذا ما فعله ضد قطر واختراق سيادتها وضرب الوفد المفاوض من حماس. نتنياهو ليس أول زعيم يستخدم التهديد الخارجي كأداة سياسية داخلية. بل كانت هناك حالات عدة، كان البُعد النفسي - المتمثل في الحاجة للهيبة أو الخوف من الضعف - يلعب دورًا جوهريًا، من خلال نمطيَّة التفكير الثنائي الذي يُبسِّط الواقع ويُبرر العُنف. تصرفات نتنياهو الأخيرة تجاه قطر واختراق سيادتها؛ تكشف عن دوافع تتجاوز السياسة التقليدية إلى الاستخدام العسكري، وتُظهر شخصية تخشى فقدان الهيمنة، وتُوظف الخطاب التهديدي كوسيلة لتعزيز صورتها داخليًا وخارجيًا، وهُنا تتقاطع السياسة بالهوية، والمصلحة بالخوف، والسلطة بالنرجسية.