خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    أمير جازان يرعى حفل افتتاح مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية    إصابة حركة القطارات بالشلل في ألمانيا بعد سرقة كابلات كهربائية    تشكيل الهلال المتوقع أمام الفتح    كيسيه يعلق على الخسارة أمام الرياض    جوارديولا: الضغط يدفعنا إلى الأمام في الدوري الإنجليزي    الشاب عبدالله بن يحيى يعقوب يعقد قرآنه وسط محبيه    أعمال نظافة وتجفيف صحن المطاف حفاظًا على سلامة ضيوف الرحمن    وزير الشؤون الإسلامية يعقد اجتماعاً لمناقشة أعمال ومشاريع الوزارة    أمريكا: اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان    أستراليا تقدم الدعم للقضاء على الملاريا    إصابة مالكوم وسالم الدوسري قبل مباراة الهلال والفتح    "واتساب" يتيح مفاتيح المرور ب "آيفون"    فرصة لهطول أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة    "زرقاء اليمامة" تعيد الأضواء ل"مركز فهد الثقافي"    الأخضر تحت15 يخسر من سلوفينيا في بطولة ديلي نازيوني    اتفاق سعودي – قبرصي على الإعفاء المتبادل من التأشيرة    "المُحليات" تدمِّر "الأمعاء"    مقامة مؤجلة    492 ألف برميل نفط يومياً وفورات يومية    حرب نتنياهو .. إلى أين ؟    نار «الأصلية» أم هجير «التشاليح» ؟    هوس «الترند واللايك» !    صعود الدرج.. التدريب الأشمل للجسم    تقنية مبتكرة لعلاج العظام المكسورة بسرعة    التنفس بالفكس    أمير حائل يرفع التهنئة للقيادة نظير المستهدفات التي حققتها رؤية المملكة 2030    مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل يهنئ القيادة نظير ماتحقق من مستهدفات رؤية 2030    أمير جازان ونائبه يهنئان القيادة بما تحقق من إنجازات ومستهدفات رؤية المملكة 2030    افتتاح المعرض التشكيلي "الرحلة 2" في تناغم الفن بجدة    هيئة السوق المالية تصدر النشرة الإحصائية للربع الرابع 2023م.    الصحة: رصد 15 حالة تسمم غذائي في الرياض    الأخضر تحت 23 عاماً يواجه أوزبكستان في ربع نهائي كأس آسيا    تحول تاريخي    المملكة تبدأ تطبيق نظام الإدخال المؤقت للبضائع    الهمس الشاعري وتلمس المكنونات    «ألبرتو بُري» يتجاوز مأساته    أمين الرياض يحضر حفل السفارة الأميركية    لو ما فيه إسرائيل    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس جمعية «قبس»    أرامكو السعودية و«الفيفا» يعلنان شراكة عالمية    ريال مدريد في مواجهة صعبة أمام سوسيداد    مقال «مقري عليه» !    محمية الإمام تركي تعلن تفريخ 3 من صغار النعام ذو الرقبة الحمراء في شمال المملكة    تشجيع الصين لتكون الراعي لمفاوضات العرب وإسرائيل    خلط الأوراق.. و«الشرق الأوسط الجديد»    تفكيك السياسة الغربية    القيم خط أحمر    سلمان بن سلطان يرأس لجنة الحج والزيارة بالمدينة    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة ال82 من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية    إطلاق برنامج تدريبي لطلبة تعليم الطائف في الاختبار التحصيلي    استمرار هطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة على المملكة    أمير عسير يعزي الشيخ ابن قحيصان في وفاة والدته    التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن وكالة الأونروا    أدوات الفكر في القرآن    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدد من الفائزين:رعاية سموه للجائزة أكبر داعم وحافز للمهتمين بهذه الدراسات
فيما يرعى الأمير سلمان غدا جائزة سموه للدراسات التاريخية:
نشر في الجزيرة يوم 24 - 12 - 2005

يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز مساء غدٍ الأحد حفل توزيع جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية على الفائزين بها في فروعها السبعة وذلك بقاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض.
وبهذه المناسبة قال معالي وزير التعليم العالي ونائب رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز الدكتور خالد العنقري: يعدّ الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي من أهم المعايير التي يعتمد عليها في الحكم على مدى تقدم الأقطار، وفي الدول التي يزيد وعي أبنائها وحرصهم على تقدمها، تسهم الجهود الذاتية والمبادرات الفردية من رجالات هذه الدول وأعلامها في مساندة مسيرة التعليم والبحث العلمي وذلك بالتبرعات وتخصيص الجوائز العلمية، إيماناً منهم بأن مسؤولية النهضة العلمية والبحث العلمي ليست مقصورة على الدولة وأجهزتها فحسب، بل تستوجب هذه النهضة إسهام كل من يستطيع، فالوطن للجميع ونهضته العلمية وسام تزدان به صدور أبنائه وترتقي بها سمعتهم. والمملكة العربية السعودية، بحكم كونها مهداً للإسلام، تؤمن ويؤمن شعبها إيماناً، لا يداخله مس من الشك، بأن الاهتمام بالعلم وتشجيعه والاهتمام بالبحوث العلمية هو مطلب قرآني إسلامي بالدرجة الأولى قبل أن يكون سبيلاً للرقي والتنمية، فالآيات التي تنادي بالنظر والتأمل في خلق الكون والسماوات والأرض أكثر من سبعين آية.
إن هذه الجائزة التي يتبناها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان، والأمير سلمان غني عن التعريف في معظم أقطار أمتنا الإسلامية، إذ إن مكارمه ومآثره الخيّرة تتناقلها الألسنة وتملأ الأسماع، وهو مشهور بحبه للخير، دون التطلع للثناء من أحد، اللهم إلا إيماناً وتمسكاً بفضائل الإسلام واستمراراً لما درج عليه أبناء عبد العزيز -رحمه الله- من حب البذل والعطاء. إن هذه الجائزة تضيف رافداً من روافد الإنتاج الفكري العلمي المعاصر في مملكتنا الحبيبة، وتؤكد أن نهضتنا العلمية ليست مجرد وثبة مصطنعة مصيرها الهبوط، بل هي عهد وإصرار على المضي بخطى واثقة إلى آفاق أكثر تقدماً ورقياً وأمناً إن شاء الله.
إن مجالات هذه الجائزة لتتسع لتشمل تاريخ الجزيرة العربية عبر الأزمنة والعصور المختلفة بجوانبه المتعددة والمتكاملة، بحيث يمكن أن تتناول البحوث المرشحة للجائزة جانباً أو أكثر من الجوانب الدينية أو السياسية أو العسكرية أو الجغرافية، أو الاقتصادية أو الآثارية أو الأدبية أو العمرانية. والجدير بالذكر أن بعض مجالات هذه الجائزة تتيح للباحثين والباحثات التقدم مباشرة للترشيح، وبعض آخر لا يتم الترشيح له إلا من الأقسام العلمية المختصة وذلك فيما يتعلق بجوائز رسائل الماجستير والدكتوراه، والجدير بالذكر أن الجائزة تمنح كل عام.
وصفوة القول في موضوع هذه الجائزة أنها خطوة موفقة، موضوعاً وتوقيتاً؛ لدعم البحث العلمي، مما يسهم في إبراز تراث الجزيرة العربية بصفة عامة والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة ويبين دورها في خدمة الإسلام، ولا شك أن مثل هذه البحوث تزيد التمسك بهويتنا المتميزة وتعيد الثقة إلى شبابنا فيزيد حبه لوطنه وتقديره لدور أجداده، وكما قيل بحب الأوطان تعمر البلدان ويعم الأمان. إنني لأتوقع بإذن الله، في ظل هذه الحوافز ذات القيم المالية والأدبية الكبيرة، وفي ظل توافر مصادر بحثية ووثائق عديدة حرصت الجامعات على توفيرها، إضافة إلى تنوع وسائل الاتصال البحثية وتعددها بصورة طيبة، كل ذلك سوف يغري كثيراً من الباحثين الجادين على الإبداع مما يبشر بمزيد من البحوث المتميزة.
*******
كما تحدث إلينا الدكتور فهد بن عبد الله السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز الذي قال: يتساءل الكثيرون ونحن اليوم نحتفل بهذا الحشد العلمي والفرح الوطني بجائزة ومنحة الأمير سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية بتشريف كريم ورعاية كبيرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة، يتساءلون؛ عن نهضة دارة الملك عبد العزيز التي تحققت في مدة وجيزة وتمكنت من خلالها من تجاوز ما لم يتحقق لها في العقدين الماضيين.
ومرد ذلك التساؤل هو تلك الظروف الصعبة التي كانت تمر بها الدارة من جهة وما عرف عن الدارة من ضعف ونقص في إمكاناتها المختلفة من جهة أخرى.
والحقيقة أن قصة هذا التطور والتغير يطول أمر سردها، ولكن الأهم هو أن مفتاح ذلك التغيير الذي يدل على جوانب كثيرة هو تلك الشخصية النادرة التي تولت إدارة أمور الدارة من محبة وحرص وإخلاص، وذلك هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
وأذكر في هذا المقام جانباً من جوانب ذلك المفتاح في موقف لسموه عند رئاسته لأول مجلس إدارة للدارة في مبناها القديم بالمعذر.. فعندما بدأت الجلسة الأولى وجّه سموه كلمة موجزة مرحباً بالأعضاء ومذكراً إياهم بمسؤوليتهم وما هو متوقع منهم كمجلس إدارة لأحداث التغيير ومساندة الجهود التي تبذل في هذا الجانب.
وبعد انتهاء سمو الأمير من تلك الكلمة التوجيهية التي رسم فيها معالم عمل المجلس سألني عن نظام الدارة هل هو موجود ضمن الأوراق التي كنت أستعين بها في تلك الجلسة، فقلت لسموه: إنه موجود، فطلب مني بأن أقرأ نظام الدارة مادة مادة. وبعد الانتهاء من قراءة مواد النظام تحدث إلى الأعضاء قائلاً لهم: إننا مطالبون بتحقيق ما في هذا النظام كي تنهض الدارة بشكل صحيح. ثم التفت سموه نحوي، وقال: أنتم في الدارة مسؤولون عن تحقيق أهداف الدارة المنصوص عليها في هذا النظام، وسنتابعكم بشدة ونعاونكم بقوة.
هذه الكلمات وهذا الموقف هو فعلاً مفتاح التغيير بعد توفيق الله -عزّ وجلّ- حيث التزمت الخطط والبرامج والمشروعات بما نص عليه نظام الدارة وانطلقت الدارة من خلال هذا التوجيه، وساندها في ذلك متابعة صارمة من سمو الأمير في جميع التفاصيل من أجل تذليل أي صعوبة أو مشكلة.
ومن عناصر مفتاح التغيير ما لمسته من سمو الأمير سلمان في أثناء العمل بالدارة إلى اليوم من وفائه بوعده بأن يدعم الدارة إذا التزمت بتحقيق أهدافها ونشطت من خلال ذلك.
ولقد سعدت كثيراً عندما زرت سموه في مكتبه خلال المئات من الزيارات التي كنت أقوم بها ولا أزال لعرض بعض الموضوعات على سموه، ووجدت سموه يقلب في الملفات التي تعرض عليه من إدارات الإمارة المتعددة ليبحث عن ملف من خارج الإمارة وهو ملف معاملات الدارة.
وقال لي سموه: إنه يرتاح دائماً وهو يطلع على ما يخص الدارة لاهتمامه الخاص ومسؤوليته، ويقوم بتقديمه على بعض الملفات الأخرى دون التأثير على تلك الأعمال التي تحظى بلا شك باهتمام سموه، حيث لا يترك المكتب إلا وجميع المعاملات قد قرأت بدقة وحظيت بالتوجيه المناسب.
والجانب الآخر الذي ربما لا يعرفه البعض عن سموه يتمثل في أنه يتحدث مع المسؤول عن المعاملة مباشرة عن الموضوع الذي يعرض على سموه، ولقد تشرفت بتلقي الكثير من المكالمات الهاتفية من سموه تتعلق بموضوعات الدارة وهي في مكتبه أثناء العرض على سموه مما قلل التأخير في البيت فيها، وتجاوز الروتين أو اللجوء إلى إعادة المعاملات للإفادة عن شيء معين تم تحقيقه من خلال اتصال سموه.
هذه جوانب من مفتاح التغيير، وهناك الكثير التي ربما يتاح لي الوقت في يوم من الأيام أن أسجلها للتوثيق.
وفي هذا الإطار التقينا مع ضيف الله بن دليم بن رازن العتيبي الفائز في منحة رسائل الماجستير الذي قال: أتقدم بالشكر لله على نعمائه التي لا تحصى، ثم أُجزل الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - على ما قدمه ويقدمه من عناية بتاريخنا الوطني المجيد وذلك من خلال ما يقدمه من جوائز ومنح تشجيعية للباحثين في تاريخ الجزيرة العربية عامة، وتاريخ المملكة العربية السعودية خاصة إيماناً من سموه بشرف رسالة البحث العلمي وثقلها على أبناء الوطن.
ولا شك أن هذه المنحة سوف تدفع العديد من الباحثين لإثراء المكتبة الوطنية بدراسات علمية رصينة مستمدة أصولها من مصادر ومراجع أصيلة، مما سيساعد على سد الكثير من الثغرات والحلقات المفقودة في تاريخنا الوطني.
آمل أن تكون هذه الجائزة والمنحة حافزاً للعمل الدؤوب في خدمة هذا الوطن المعطاء والأمة الإسلامية وتراثهما وثقافتهما، ولا يسعني في الختام إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ولدارة الملك عبدالعزيز ممثلة بأمينها العام الدكتور فهد بن عبدالله السماري على احتضانها لهذه الجائزة وما قامت به من جهود علمية في سبيل تحقيق أهداف هذه الجائزة.
حفظ الله صاحب السمو الملكي الأمير سلمان وأبقاه ذخراً لأبناء الوطن من الباحثين والدارسين لتاريخنا الوطني المجيد الذي أرسى قواعده المؤسس الباني جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حتى أقام هذا الكيان الشامخ؛ المملكة العربية السعودية التي تتبوأ مكاناً متميزاً على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي.
كما التقينا مع حسان إبراهيم الرديعان الفائز في منحة الدراسات والبحوث الذي قال: إني أتوجه بالشكر والتقدير الجزيلين لمقام سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز على دعمه المتواصل للباحثين وتشجيعهم وتحفيزهم، كما أتقدم بالشكر والعرفان إلى دارة الملك عبدالعزيز وعلى رأسها أمينها العام الدكتور فهد بن عبدالله السماري الذي عرفته عن قرب واطلعت على أعماله وجهوده ومتابعته الحثيثة لأعمال الدارة حتى غدت الدارة شامةً في جبين التاريخ السعودي في الدعم والإنجازات، وقد كان فريق الدارة الذي قدم مشروع مسح المصادر التاريخية لمدينة حائل نافذة لاطلاع الناس على جهود الدارة المميزة في حفظ المصادر التاريخية، فقد كانت الأعمال والجهود مميزة طوال قيام المشروع في حائل وأعجبت حق الإعجاب بحسن إشراف الدكتور فهد الذي أقام عندنا في حائل ثلاثة أيام كان العمل فيها لا ينقطع، والمتابعة لا تفتر، كما كان الفريق بالأعمال المكلفة: الإعلامي والفني والشفوي وقسم التعقيم والمعالجة يؤدي دوراً مميزاً في حائل مما كان له الأثر الإيجابي في البلدة.
كما ونطمع أن تمدد جهود الدارة إلى الإشراف المباشر على بعض المكتبات الخاصة في حائل، والقيام بإخراج الموسوعات المصورة التاريخية والجغرافية في أقرب فرصة، والكوادر الحائلية جاهزة لمساندة هذا المشروع النافع، وهناك الكثير من المشروعات والأفكار العلمية والتاريخية للمنطقة التي تحتاج إلى جهود متواصلة لإنجازها، ولعل الدارة تكون هي صاحبة السبق في هذه المشروعات.
كما أود أن أشير إلى ان ما أقوم به من بحوث هو خدمة لهذا البلد وأسأل الله أن يكون نافعاً ودافعاً للحفاظ على القيم التي غرستها الدعوة النجدية السلفية ممثلة بقادة هذه البلاد المباركة وعلمائها والمنطلقة من العقيدة السليمة من كتاب الله وسنة رسوله، وأن نبرز دور الأوائل في الكفاح على سلامة العيش والفكر، وأهمية المواصلة للحفاظ على ثمرات هذا الكفاح.
والله أسأل أن يبارك في جهود الدارة وأن ينفع بها البلاد والعباد.. والحمد لله رب العالمين.
ومن جانبه عبّر نايف بن علي القنور الفائز في منحة الدراسات والبحوث، فقال: يحظى البحث العلمي بمختلف فروعه ومجالاته باهتمام كبير من قيادتنا الرشيدة - حفظها الله ووفقها - منذ عهد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وذلك من خلال دعم وتشجيع النشاطات الثقافية والدراسات العلمية والأبحاث المتخصصة التي تبرز هويتنا الثقافية وشخصيتنا الوطنية.
ولا شك أن جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية التي تقوم على الدعم المباشر من سموه الكريم نابعاً من حرص سموه في التعريف بالدور الحضاري والتاريخي للجزيرة العربية وأصالتها المتجذرة على مختلف العصور والأجيال، والتأكيد على أن حضارتنا وتراثنا منهل ثري يمكن أن يغني دراساتنا ويشجع طموحاتنا ويحفز آمالنا في التطلع إلى مستقبل مشرق وواعد بإذن الله تعالى.
كما لا ننسى الدور الذي تقوم به دارة الملك عبدالعزيز في خدمة تاريخ وثقافة الجزيرة العربية عامة والمملكة العربية السعودية خاصة، وفي هذا الإطار فإن تولي الدارة تنظيم وإدارة هذه المنحة سيساهم بشكل كبير في نجاح وتميز هذا المشروع العلمي، كما عودتنا الدارة دائماً على تبني كل ما هو جديد ومفيد من بحوث علمية ونشاطات ثقافية تخدم حضارة وتاريخ هذا البلد العريق.
كما عبّر أيضاً من جانبه عوض عبدالله آل ناحي الفائز بمنحة رسائل الماجستير الذي قال: تأتي جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز كشاهد حي لاهتمام قيادتنا الرشيدة بإحياء تراث وحضارة هذه البلاد الطيبة الذي نشهده في مجالات كثيرة، وما دارة الملك عبدالعزيز إلا مثال حي يجسد هذا الحرص والاهتمام.
لقد جسد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بجائزته هذه أنموذجاً يحتذى به في دعم الباحثين وتكريمهم مادياً ومعنوياً، مما سيشكل سبقاً مهماً في الريادة الفكرية لسموه الكريم، ورافداً كبيراً يعطي حركة البحث العلمي التاريخي في المملكة العربية السعودية حافزاً أكبر لمزيد من الدراسات المستقبلية الجادة التي تجلي الغموض عما خفي من تاريخ بلادنا وذلك لا يتأتى إلا بتوفير الدعم المادي والمعنوي للباحثين وهو ما يحرص على توفيره الأمير سلمان بهذه الجائزة والمنحة التي تضاعف من مسؤولية الباحثين لتقديم دراسات جديدة تخدم تاريخ وحضارة هذه البلاد المباركة.
حقيقة إن دعم سمو الأمير سلمان للعلم والثقافة ليس محصوراً في هذه الجائزة بل إننا نشاهده في ميادين كثيرة ماثلة للعيان والحديث عنها يحتاج لصفحات كثيرة للإلمام بها، غير أن هذه الجائزة والمنحة ستظل سبقاً يسجل لسموه الكريم في دعم حركة البحث التاريخي بمجالاته المختلفة.
ونحن نحتفي بهذه المناسبة السعيدة فإنه لا يسعني إلا أن أوجه كلمات الشكر والتقدير والعرفان لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز على ما يقدمه من إسهامات جليلة في سبيل الفكر والثقافة، سائلاً الله العلي القدير أن يجعل ذلك في موازين حسناته، كما لا يفوتني أن أنوه بالشكر لدارة الملك عبدالعزيز وعلى رأسها سعادة الدكتور فهد السماري على ما تقدمه من جهود في سبيل خدمة تاريخ وتراث هذه البلاد المباركة.
كما التقينا مع الدكتور علي بن محمد العواجي الفائز في منحة الدراسات والبحوث الذي قال: إن منحة وجائزة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، لتأتي من منطلق الحرص العميق والإدراك الواسع على تقديم دراسات علمية مؤصلة وموثقة لتاريخ الجزيرة العربية مهد الحضارات، وموطن الرسالة النبوية الشريفة.. وكيف لا يحرص شخص مثل سموه على هذا التاريخ، وعلى دعم مثل هذه الدراسات، وهو أمير الرياض قلب العروبة النابض، ومركز الثقل في العالم الإسلامي.
إن النظرة الواعية من سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز التي تمثلت في وضع مقاييس لتقويم تلك الدراسات والأبحاث، من خلال المؤسسة الفكرية الرائدة - دارة الملك عبدالعزيز - لهي خير دليل على عنايته وحرصه على أن تنال تلك الدراسات الاهتمام والحرص، حتى تأتي الثمار المرجوة منها على أكمل وجه. حيث أخذت دارة الملك عبدالعزيز على عاتقها العناية بتاريخ الأمة الإسلامية عموماً، وتاريخ الجزيرة العربية خصوصاً، وذلك وفق برامج مدروسة، وآلية منظمة، لتوثيق وحفظ التراث العلمي بكافة أنماطه.
وتأتي منحة وجائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في إطار علمي تتحرك فيه البحوث والدراسات لتكشف عن حقائق مطمورة أو مجهولة للكثيرين ممن يعرفون الكثير عن التراث المجيد للجزيرة العربية، وما أسهم به ذلك التراث من جهود متميزة في تقدم الفكر الإنساني.
وتسهم الجائزة بنصيب وافر في خدمة الحياة العلمية، وذلك من خلال الدعم الذي توفره للدراسات والبحوث التي تسلط الضوء على تاريخ الجزيرة العربية، والمسار الخاص الذي حرك تياراتها وأحداثها في مختلف العصور، وتوضح الهزات الخصيبة التي عاشتها الجزيرة العربية، ولا يمكن بأي حال عزل تلك الأطوار عن واقعنا الحالي، وذلك في انفتاح للحاضر على الماضي وللماضي على الحاضر أيضاً.ومن هنا تأتي النظرة الثاقبة من سمو أمير الرياض، لتولي تلك الدراسات الأهمية التي تستحقها، وهي نظرة جديرة بالتقدير لأنها تدل على موقف ثقافي واسع يعبر عن معرفة عميقة، ودلالة فاحصة أن حضارتنا المعاصرة وتطورها وما سوف تشهده في المستقبل تقوم على أساس تلك الإبداعات التي سادت في جزيرتنا العربية، الأمر الذي يستدع دراستها، واسترجاعها، وتيسير سبل وهكذا فإن هذا التوجه من سموه الكريم يأتي لدعم الباحثين والرواد في دراسات الجزيرة العربية، وذلك لسد النقص في تلك الدراسات، كما أن هذه الجائزة تبرز أيضاً المقومات العلمية لسموه، وحبه للمعرفة.
وأتقدم بهذه المناسبة بجزيل الشكر ووافر التقدير لسمو الأمير سلمان على هذا الدعم والتقدير لجهود الباحثين، إذ لم تشغله أعماله الجمة، وارتباطاته المهمة عن المعرفة والاهتمام بالتراث.
وهذه الروح تأصلت فيه انطلاقاً من قيم الإسلام ومبادئه التي تحض على العلم، واستمراراً لمنهج والده الملك عبدالعزيز آل سعود - الذي تضم الدارة مخزونه الفكري والإبداعي - وأسلافه الميامين الذين حرصوا على تلازم الفكر والسياسة، ودعم العلم والمعرفة.
كما التقينا مع الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية بجائزة الرواد حيث قال: شهد تاريخ أمتنا العربية المسلمة ما شهد من ازدهار حضاري مختلف الجوانب. وكيف لا يشهد ذلك وهو تاريخ أمة كان أول ما أنزل على رسولها العربي الأمين من وحي رب العالمين: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. كان ما تشتمل عليه هذه الآيات الكريمة من مدلولات وإيحاءات راسخاً في أذهان كل من وهبهم الله ما وهبهم من فكر نير، سواء كانوا في مراكز القيادة السياسية في دولة الإسلام العربية، حضارة أو في أمكنة الصدارة الاجتماعية في مجتمعات الدول الإسلامية المتعاقبة عبر القرون.
ولقد كان من جوانب ذلك الفكر النيّر تفاني أناس في طلب العلم، وتضحيتهم في سبيل الوصول إلى المعرفة. وكثير من أولئك المتفانين المضحين كان العشق لما قاموا به دافعهم، وكانت منفعة الأمة هدفهم، ولعل هذا كان أبرز ملامح الفرق بين الحضارة الإسلامية ذات الوجه العربي المشرق، التي يسأل الباحث فيها نفسه ما الهدف مما أقوم به؟ والحضارة الغربية - بكل ما حققته من نجاح في العصر الحديث -، التي يسأل الباحث فيها نفسه كيف أصل إلى ما اتطلع إليه من معرفة دون التركيز على ما يترتب على وصوله إليها من نتائج؟
وما كان وجود ذلك التفاني في طلب العلم وتلك التضحية من أجل الوصول إلى المعرفة إلا متزامناً مع وجود مواقف نبيلة من الدعم والتشجيع والتقدير من قبل قيادات سياسية مجيدة وأسر مقتدرة كريمة. بل إن من أفراد تلك القيادات والأسر من جمع بين الدعم والتشجيع والتقدير لطلاب العلم والباحثين والتحلي بما اتصف به هؤلاء من تفانٍ في البحث وتضحية في سبيل التحصيل المعرفي.
وأمتنا العربية - بما يتحلى به الدين الإسلامي من مثل وقيم عظيمة - كانت ومازالت ولوداً بالنبلاء وذوي الفضل، عشقاً للمعرفة وبذلاً في سبيل البحث للوصول إليها، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أحد من هم في طليعة النبلاء الأفاضل وأولئك العشاق الباذلين. وهو - وإن كان عالماً بكثير من جوانب المعرفة الإنسانية - فإن عشقه للتاريخ يفوق عشقه لأي جانب آخر.
ومن آيات عشقه للتاريخ، وبخاصة تاريخ وطننا العزيز، تحمله مسؤولية رئاسة مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، التيت توالى عطاءاتها الخيرة تشديعها للباحثين في تاريخ الوطن وحضارته، وتنفيذاً لمشروعات متعددة الجوانب في ذلك التاريخ وهذه الحضارة، إضافة إلى رئاسته لمؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية، التي من أولوياتها تمويل الدراسات المفيدة في جغرافية الجزيرة العربية وتاريخها، ونشر تلك الدراسات.
وعشف الأمير سلمان - مؤرخ هذا الوطن العزيز من آل سعود - لهذا التاريخ وضّاء المحيّا فيّاض الندى. ومن ثمار ذلك أن أنشأ جائزة باسمه تمنح للباحثين في مجال تاريخ الجزيرة العربية من السعوديين، تقديراً لمن كانت لهم ريادة في ذلك المجال وتشجيعاً لمن يثرون بدراساتهم جانباً من جوانبه. وها هي ذي جائزته السخية غمامة يهمي غيثها أول مرة على أولئك الرواد وهؤلاء الباحثين، وكل مكرّم منهم عبر عن شكره الجزيل على ذلك التقدير وهذا التشجيع.
كما ألتقينا مع الدكتور بريك بن محمد العمري أستاذ مساعد بكلية الدعوة وأصول الدين الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الفائز في منحة الدراسات والبحوث الذي قال: إنها قصة حب بل قل قصة عشق تربط الأمير بتاريخ الجزيرة العربية، حتى أصبح واحداً من رواد هذا التاريخ القائمين عليه، ولا غرو في ذلك فهو ابن هذه الأرض التي ولد عليها ونشأ وترعرع في ربوعها فصار يبادلها حباً بحب وعطاء بعطاء، وما هذه الجائزة التي نحن بصدد الحيث عنها وعن صاحبها إلا غيض من فيض من عطاءات هذا الرجل ودعمه وحبه للجزيرة العربية وتاريخها العظيم، وسيذكر هذا التاريخ هذا الرجل جيداً وسوف ينصفه ويعطيه حقه بإذن الله تعالى، إن من يعرف الأمير سلمان جيداً يعرف أنه كان ولا زال تاريخاً معبراً لقلب الجزيرة العربية عاصمة العواصم العربية رياض الخير والحب والعطاء، رياض المملكة العربية السعودية، هذه المدينة العملاقة التي بناها وأسسها قبل مئات السنين أسلاف سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الأماجد، أسسوها في وسط صحراء الجزيرة العربية عاصمة لملكم وقاعدة حصينة لمملكتهم، فتألقت وتلألأت حتى أضحت تضاهي العواصم العالمية تطوراً وحيوية وتقدماً.
استلمها سلمان بن عبدالعزيز مدينة صغيرة لا تتعدى مساحتها بضع كيلومترات ومازال يرعاها وينميها ويطورها حتى أصبحت مدائن الرياض وليس مدينة واحدة مستمداً العون من الله تبارك وتعالى ثم من إخوان له في النسب وفي العقيدة وفي الانتماء ومن حكومة رشيدة آلت على نفسها النهوض بهذا البلد وبأبنائه ليرتقوا به وبهم إلى مصاف الدول المتقدمة في العالم. يتوسط عقدهم أشقاء سلمان بن عبدالعزيز من ملوك وأمراء أبناء عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، ذلك الصقر المغوار الذي أرسى دعائم هذا البلد الكريم وأسسه على تقوى من الله تبارك وتعالى ونور من كتابه وهدى من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولازال هذا الدعم والتأييد يلقاه الأمير سلمان بن عبدالعزيز من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى وأمده بعونه وتوفيقه الذي كان ولا يزال مع الأمير سلمان يداً بيد وقلباً بقلب في تنمية وتطوير هذه المدينة العظيمة منذ أن كان نائباً ثانياً ولياً للعهد في عهد أخيه ورفيق دربه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي يعتبر بحق رائداً من رواد النهضة والتطوير والبناء في المملكة العربية السعودية.
إنه تاريخ حافل لسلمان بن عبدالعزيز في الرياض قلب الجزيرة العربية، فلا غرابة إذ إن يكون الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض أحد رواد تاريخ الجزيرة العربية، وقد آن الأوان لتكريم هذا الرجل تكريماً يليق بما قدمه لهذه المدينة العظيمة وأهلها وتاريخها من إنجازات عظيمة، وانى على يقين بأنه سوف يأتي اليوم الذي تتسابق فيه مدينة الرياض وأهلها ومحافظاتها وإداراتها الحكومية وشركاتها ومؤسساتها الثقافية والاجتماعية على تكريم (سلمان الرياض) ويبقى السؤال هو من يحوز قصب السبق في ذلك، وأرجو أن يكون ذلك من نصيب المؤسسات الثقافية وفي مقدمتها هذا الصرح العملاق الذي ننهل من معينه ونحصد منه ما زرعه سلمان من جهد ودعم حتى أصبحت دارة الملك عبدالعزيز من المؤسسات الثقافية المتميزة المختصة بالتاريخ ليس محلياً أو إقليمياً بل عالمياً وهكذا أراد لها الأمير سلمان حفظه الله وأراد لها القائمون عليها وعلى رأسهم أمينها المخلص ذو الخلق الرفيع الدكتور فهد السماري وفقه الله حينما أطلقوا لها العنان لتتخطى المحلية ثم الإقليمية إلى العالمية.
إن من يتعرف على دارة الملك عبدالعزيز عن قرب سوف يرى ما تتميز به هذه المنشأة الثقافية من إمكانات وأنشطة يندهش منها وبها من لا يعرفها، فهي لم تعد داراً للتوثيق والنشر فقط بل أصبحت أكاديمية علمية يتلقى فيها طلبة العلم من أكاديميين وغيرهم والدورات التدريبية وتمنح الدبلومات التخصصية علاوة على دورها الأساسي البارز محلياً وإقليمياً في نشر الثقافة التوثيقية للتاريخ المحلي والإقليمي، وتحظى بتقدير واحترام المؤسسات.
ويقول الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري: أحمد الله العلي القدير الذي وفقني للحصول على هذه الجائزة التقديرية والتي تمنح لأول مرة تقديراً لجهود الباحثين في تاريخ الجزيرة العربية. لم تكن فكرة تقدير الباحثين وتشجيعهم مستغربة من إنسان عرف كثيراً بدعمه وتشجيعه للباحثين في تراثنا العربي والإسلامي، وهو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، حيث كان قائداً لسفينة العلم والمعرفة (دارة الملك عبدالعزيز) والتي ارتبط اسمها دائماً بكل أعمال الدعم والتشجيع للباحثين في تاريخ الجزيرة العربية، اتباعاً لما كان عليه مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأبناؤه من بعده، وزاد من نشاطها اهتمام صاحب السمو الكريم في حفظ وتوثيق الكثير من الجوانب المتعلقة بتراث الجزيرة العربية وآثارها.
إن تقدير العلماء وتشجيع الأبحاث العلمية اعتدنا عليهما في المملكة العربية السعودية من قبل حكومتنا الرشيدة، وهو استمرار لسلوك الإسلام وحكام المسلمين في تشجيع العلم والعلماء، والأمثلة على هذا الدور الفريد الذي كان المسلمون سباقين فيها كثيرة، ويزخر التراث الإسلامي بعدد كبير من قصص دعم العلماء وتشجيعهم من قبل الخلفاء وحكام الدول الإسلامية المتعاقبة منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة خلت، إذ كان لتشجيع الخلفاء للعلماء دور كبير في النهضة العلمية في العصور الإسلامية والتي أثرت العالم كله بكثير من الاكتشافات التي خدمت الإنسانية في شتى جوانب الحضارة إلى يومنا هذا تأسياً برسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - عندما خلع بردته على كعب بن زهير عندما أنشده قصيدته (بانت سعاد) والتي أصبحت أنموذجاً للمدائح النبوية في مختلف العصور الإسلامية. والجائزة التقديرية التي تقدمها دارة الملك عبدالعزيز وهي استمرار لهذا الدور في دعم العلم والعلماء لإثراء العلوم التي تخدم الإنسانية.
وكما كان لهذه الجائزة التقديرية دور في استمرارية ذلك النهج الذي قام به المسلمون، فكذلك لهذه الجائزة دور كبير في إثراء مستقبل الدراسات التاريخية لمنطقة الجزيرة العربية عامة وللمملكة العربية السعودية خاصة، حيث ستشجع هذه الجائزة الطلاب الباحثين في تاريخ الجزيرة للتسابق لنيل شرف الحصول عليها من خلال أبحاثهم، وتلك نعمة مَنَّ الله بها على الباحثين وطلاب العلم.
ويقول عبدالله بن محمد أبو داهش: ليس بغريب على هذه الدولة السعودية الرائدة الاهتمام بالعلم وطلابه، إذ هي دولة العلم قامت على أساسه، ونهضت برسالته منذ تأسست الدولة السعودية الأولى، وزكى واقعها العلمي، ومنذ توحدت أرجاء هذه المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حيث أنشئت مديرية المعارف في الحجاز سنة 1344ه، وأفتتح المعهد السعودي سنة 1346ه، وصدرت الصحف منذ نحو سنة 1343ه، واتصلت النقلة وتوحد المذهب الديني، وعمر القضاء، واتسعت الحسبة، فالناس في سعادة وحبور، انصرف أبناء هذا الوطن السعيد لبناء حياتهم الفكرية، وخدمة دينهم ووطنهم.
هذه دولةُ المكارمِ والرَّأْ
فتى والمجد والنَّدى والأيادي
أما جائزة ومنحة الأمير سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، فهي مباءة العلم ودوحته تمثل حقيقة صاحبها، وحبه للعلم وأهله.
إن السماحة والمرؤة والنّدى
في قُبة ضربت على ابن الحشرج
أراد بها تشجيع العلم، وإذكاء جذوته، إذ تنطوي هذه الجزيرة العربية على تراث ضخم لا يفتقه إلاّ هذا العطاء المعنوي والمادي من لدن سموه، هناك همم علمية، ومراكز بحثية تسعى للإسهام العلمي، وتستحق التشجيع. فمن الحق أن بيئات الفكر والأدب في بلادنا ذات حاضر مجيد، ويحتاج درسها لهذا التشجيع لتفرف قلوب الباحثين، وتينع دوحة العلم لتساقط أحلى الجنا. ولعل سينهض بتحقيق المخطوطات، وعقد الندوات، وإصدار المؤلفات، وكتابة البحوث الجادة الأصيلة هذه الجائزة، وما في أرجهائها من منح ودراسات. فجزى الله سموه الكريم عن هذا العطاء الجنة والرضوان، ووقى الله مقامه من كل مكروه، وحفظ لنا أمن بلادنا ومكانتها وكفانا شر الحاسدين ولله التَّنوخي القائل:
وكيف يداوي المرءُ حاسدَ نعمةٍ
إذا كان لا يرضيه إلاَّ زوالها
ومن جانبه عبر الدكتور عبدالله بن يوسف الشبل عن سعادته بهذه الجائزة حيث قال: لقد أنعم الله على بلادنا الحبيبة (المملكة العربية السعودية) بنعم عظيمة أجلها نعمة الإسلام، فهي مهبط الوحي، ومنبع رسالة الإسلام الخاتمة، ومهد اللغة العربية وعاء العلوم الإسلامية ومفتاحها، ثم هي مع كل هذا موطن المسجد الحرام قبلة المسلمين، والمسجد النبوي، حيث أطلقت الدعوة لنشر الحنيفية السمحة.
وهيأ الله لهذه البلاد قيادة راشدة يقوم عليها رجال مخلصون هم: المؤسس لهذا الكيان وأبناؤه البررة، ومن هؤلاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي عرفته أول عهده بإمارة الرياض عام 1375ه - 1956م عندما كان يقتطع جزءاً من وقته للعمل في شرطة الرياض ليوافق على منح الجوازات وتذكرة المرور البرية، ثم يوقع عليها، عرفت فيه حبه الشديد لوطنه وغيرته على مواطنيه. وتمت هذه المعرفة عندما كنت مسؤولاً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وخاصة عندما عهد إلي الإشراف الإداري على (مشروع المدينة الجامعية) الذي دعمه - جزاه الله خيراً - منذ أن كان فكرة، وتابع مراحل تنفيذه متابعة دقيقة، وذلل ما يعترضه من عقبات. إن لشخصية سموه جوانب متعددة جمعت بين الحنكة الإدارية، والحكمة السياسية، وطول الباع في الثقافة العامة والخاصة، فقد وهبه الله تعالى - ملكات عديدة يهمنا منها في هذا المقام شغفه بالقراءة والسرعة فيها مع استيعابه لما يقرأ وأنعم الله عليه بذاكرة قوية تحفظ ما يقرأ، وما يمر عليها من أشخاص حتى اشتهر بذلك - حفظه الله وأدام عليه نعمه - وإن المتخصصين ليشعرون بالخجل أمام سموه إذا ما سألهم عن المؤلف أو المترجم من الكتب وانطباعهم عنه، ثم يعرض آراءه الصائبة، وملحوظاته القيمة فيما يقرأ.وإضافة إلى ما سبق فهناك بعض الملامح لشخصيته الوطنية الرائدة لعلي أوجزها فيما يلي:
1- تربى الأمير سلمان في مدرسة والده العظيم الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية وتلقى منه المبادئ السامية، والأخلاق النبيلة، وحضر مجالسه، واستمع إلى ما كان يدور فيها من حوار بين الملك وشعبه، وفتكونت في مخيلته ثروة من المعلومات المتنوعة من الشريعة والأدب والتاريخ وعلم الأنساب والدبلوماسية.
2- عاصر الأمير سلمان إخوانه الملوك سعوداً وفيصلاً وخالداً وفهداً - رحمهم الله - وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - فأسهم في عودهم بتحقيق منجزات حضارية في عاصمة البلاد، كما عرف شخصيات كثيرة في مجالات مختلفة، فأفاد من خبرتها، وعلمها وأطلع على منجزاتها.
3- ومن خلال مجالسه الرسمية وغير الرسمية، يلتقي الأمير سلمان عدداً كبيراً من المواطنين والمقيمين والزائرين على اختلاف مشاربهم فيحاورهم ويحاورونه، فيلمسون في شخصيته فكراً ناضجاً، وتسامحاً واضحاً، وحباً للاستزادة من معين العلم والمعرفة.
4- وفي رحلاته الخارجية، نجد الأمير سلمان يركز على المعالم الثقافية ويسهم في دعم المراكز التي تقدم الإسلام بصورته الحقيقية للمتلقي الغربي، مهتماً بكل جديد يفيد الوطن، حتى وفق في عرض صورة المملكة عامة والرياض خاصة بكل جوانبها عبر معارض متجولة.
5- لقد تضافرت هذه العوامل في إبراز جهود الباحثين السعوديين والعرب في مناسبة الاحتفاء بمرور مائة عام على تأسيس المملكة، فكان فارس هذه المناسبة، والمحرك الفعلي للمشاركين، مما أنتج أعمالاً علمية رائدة ستبقى مراجع موثوقة عن هذه البلاد، موجهاً دارة الملك عبدالعزيز لاستقطاب حركة الإبداع في الميادين التي تدخل في اختصاصها، باذلاً جهده ووقته في سبيل شموخ الدارة كأكاديمية بحثية لها مكانتها المحلية والإقليمية والعالمية. لقد كان - حفظه الله - راعياً للباحثين والباحثات، وجاءت فكرة رغبته في إنشاء منحة وجائزة عليمة سنوية للمبدعين والمبدعات في تاريخ الجزيرة العربية تتويجاً للعوامل السابقة التي كانت تؤطر شخصيته التي امتازت بأريحية، وكرم برزت في أعماله الخيرية. أما تكريمه لعدد من الرواد، فهذا ديدن الكرام وهو منهم، وأسلوب درج عليه ملوك آل سعود. فجزى الله الأمير سلمان على هذا المشروع العلمي الجاري خير الجزاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.