يؤدي الرئيس حسني مبارك اليمين الدستورية في جلسة يعقدها مجلس الشعب اليوم ليبدأ فترة ولاية خامسة كأول رئيس منتخب من بين أكثر من مرشح للمرة الأولى في تاريخ مصر القديم والحديث. وسيلقي مبارك خطاباً قالت مصادر في الحزب الوطني الحاكم إنه سيؤكد الوفاء والعهد في حماية الوطن وأمن مصر واستقرارها ورعاية مصالح الشعب والعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجميع المصريين من دون تفرقة او تمييز. كما سيؤكد مبارك حرصه على تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي دخل على أساسه الانتخابات الرئاسية ونال ثقة الناخبين بنسبة 88.6 في المئة. وسيعرض الجهود التي تبذلها مصر محلياً ودولياً من أجل تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والتسوية السلمية للصراع العربي - الاسرائيلي، وكذلك التأكيد على أمن واستقرار العراق ورفض أي محاولات لتقسيمه، ومساندة الفلسطينيين في تحرير الاراضي المحتلة وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي. ومن المقرر أن يلقي رئيس البرلمان الدكتور أحمد فتحي سرور كلمة يهنئ فيها رئيس الجمهورية بفوزه في الانتخابات. وتبدأ مراسم أداء اليمين الدستورية بعزف الموسيقى العسكرية السلام الجمهوري وتطلق المدفعية 21 طلقة عند اداء اليمين، ثم يلقي رئيس الجمهورية خطابه امام اعضاء المجلس وعدد من المدعوين من كبار الشخصيات والقادة العسكريين وشيخ الازهر وبابا الاسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية والمفتي والمحافظين وبعض السفراء. وسيحضر الجلسة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي وصل الى القاهرة أمس. ووسط استعدادات من جانب القوى السياسية بما فيها الحزب الوطني الحاكم لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، أكد رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف أن ما تشهده مصر من اصلاح سياسي"ينبع من أجندة مصرية خالصة"، وتحدث عن برنامج يتبناه مبارك بقوة يقضي بالاستمرار في عملية الاصلاح خلال الفترة المقبلة حيث سيتم إلغاء قانون الطوارئ واستبدال قانون لمكافحة الإرهاب به، الى جانب توسيع سلطة مجلس الوزراء وتدعيم حرية الصحافة والتعبير، وسيادة القانون والتوازن بين السلطات التنفيذية والتشريعية. وكان نظيف يتحدث في لقاء مع مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الديبلوماسية العامة كارين هيوز التي تزور مصر حالياً في إطار جولة تشمل أيضاً السعودية وتركيا. وأكد أهمية التعاون بين مصر والولايات المتحدة في حل القضايا الاقليمية خصوصاً. وأشادت هيوز، في تصريحات صحافية عقب اللقاء، بالانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر ووصفتها بأنها"تاريخية حيث اتيح للمرة الأولى للناخب المصري أن يختار رئيسه في شكل مباشر الى جانب اتاحة الفرصة لجميع المتنافسين في انتخابات الرئاسة للوصول الى وسائل الإعلام وعرض برامجهم بكل حرية". وأعربت عن أملها في أن يتم البناء على هذه الخطوة لدعم التجربة الديموقراطية في مصر من خلال اجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في جو من الشفافية والحرية. وأعربت عن اعتقادها بأن العلاقات المصرية - الاميركية يمكن أن تزداد قوة على طريق مزيد من تبادل الزيارات بين المسؤولين ورجال الاعمال وايضاً مختلف شرائح المجتمع المصري والاميركي حيث أن الاتصالات الشخصية تسهم في تحسين العلاقات وتبديد سوء الفهم. وأضافت هيوز انها ناقشت مع رئيس مجلس الوزراء استمرار برامج المعونة الاميركية لمصر والعمل على زيادة الصادرات المصرية للسوق الاميركية بما يسهم في توفير مزيد من فرص العمل للمصريين، الى جانب اهمية الاسراع في مفاوضات التوصل الى اتفاق للتجارة الحرة بين مصر والولايات المتحدة لدعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وقال الناطق باسم مجلس الوزراء الدكتور مجدي راضي ان لقاء نظيف مع المسؤولة الاميركية جاء في اطار سلسلة اللقاءات التي تعقدها الحكومة المصرية مع المسؤولين الاميركيين لدعم العلاقات بين الجانبين. وقال إن اللقاء تناول اهمية التواصل بين الشباب المصري والاميركي بما يحقق مزيداً من التفاهم بين الشعبين ليرقى الى مستوى التفاهم بين الحكومتين. من جهة أخرى تعقد الأمانة العامة للحزب الوطني وهيئة مكتبها اجتماعاً اليوم عقب جلسة تنصيب الرئيس حسني مبارك لمناقشة الاستعداد لعقد المؤتمر السنوي الثالث للحزب المقرر الخميس المقبل وكذلك بحث الخطة التفصيلية لخوض الانتخابات البرلمانية في صورتها النهائية والتي تم الانتهاء من إعدادها. وتواصل لجنة التطوير في الحزب اجتماعاتها لإعداد التفاصيل النهائية لعقد المؤتمر السنوي الثالث للحزب التي تعقد جلساته على مدار يوم الخميس ويتضمن جلستين صباحية ومسائية يتم خلالها استعراض اربعة تقارير يقدمها الأمين العام للحزب صفوت الشريف والامين العام المساعد أمين التنظيم كمال الشاذلي وأمين السياسات جمال مبارك وامين الشؤون المالية والادارية الدكتور زكريا عزمي.