توالت ردود الفعل العالمية المنددة بالعملية الاستشهادية على تقاطع طرق مجدو قرب مدينة حيفا شمال اسرائيل، فاعتبرها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان "جريمة قتل متعمد من دون رحمة"، ووصفها الرئيس الاميركي جورج بوش بأنها "هجوم ارهابي وحشي". وندد بها كل من روسياوفرنسا وألمانيا والاتحاد الاوروبي. نيقوسيا، واشنطن، موسكو، ليبرفيل - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - صرح الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر في مؤتمر صحافي أمس بأن "الرئيس الأميركي يدين بأقصى شدة الهجوم الارهابي الوحشي الذي وقع في اسرائيل"، مضيفاً "ان الهجوم يؤكد ان هؤلاء الارهابيين ليسوا فقط ألد اعداء شعب اسرائيل الذي يريد السلام بل ايضاً الشعب الفلسطيني وتطلعاته الى حياة افضل"، ودعا السلطة الفلسطينية الى اعادة تنظيم أجهزتها الأمنية للحيلولة دون تكرار مثل هذه الهجمات. واشار فلايشر الى ان موقف الرئيس جورج بوش لم يتأثر بالهجمات، وانه ماض في محاولة التفاوض من اجل وقف النار والوصول في نهاية الامر الى دولة فلسطينية "تعيش في سلام وامان جنباً الى جنب" مع اسرائيل. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان العملية الاستشهادية بأنها "جريمة قتل متعمد من دون رحمة" وقال: "ان قتل المدنيين الابرياء لا يمكن ابداً تبريره اياً كانت الاهداف السياسية. وينبغي بذل كل الجهود لاحالة المسؤولين عن هذا العمل الوحشي الى القضاء". ودعا انان، الذي يزور روسيا حالياً، المجتمع الدولي الى مواصلة البحث عن سبل تؤدي الى حل سلمي للنزاع في الشرق الأوسط، مضيفاً انه "لا ينبغي ان نمكن اعداء السلام من اخراج العملية عن مسارها". من جانبه أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو ان موسكو "تدين بحزم الجريمة الجديدة التي ارتكبها المتطرفون الفلسطينيون"، ورأى ان منفذيها يريدون احباط الجهود الرامية الى تطبيع الوضع والتحضير لعقد مؤتمر دولي، ودعا السلطة الفلسطينية الى "اتخاذ اجراءات ملموسة لوضع حد للاعمال الارهابية". واشار الى ضرورة "اصلاح اجهزة الامن الفلسطينية في أسرع وقت ممكن لرفع مستوى فاعليتها في مكافحة الارهاب" داعياً في المقابل "السلطات الاسرائيلية الى التحلي بضبط النفس للخروج من الازمة بالوسائل السياسية". وقرر المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية آفي غيل اختصار زيارته الى روسيا التي التقى خلالها نائبي وزير الخارجية الروسي إضافة الى كوفي انان. وصرح وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دي فيليبان في ليبرفيل بأن "فرنسا تدين بكل حزم هذا الاعتداء الارهابي الجديد"، واعتبر ان "اعمالاً بهذه الوحشية معيبة لمنفذيها ولا تخدم القضية التي يدعون الدفاع عنها". واضاف: "لا يمكن لأي نضال سياسي ولا أي شيء تبرير مثل هذه الجرائم. ان هذه المأساة الجديدة تجعل من الملح اكثر من اي وقت مضى مقاومة الارهاب واعادة اطلاق الحوار السياسي". وتابع فيليبان لدى مغادرته العاصمة الغابونية متوجهاً الى السنغال "ان فرنسا تريد ان تعبر للضحايا واقاربهم وللشعب الاسرائيلي عن عميق مواساتها في المحنة التي يمرون بها". وأعلن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان بلاده "تدين بشدة هذا الاعتداء الجديد الذي يأتي قبيل زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لواشنطن"، وأشار في بيان الى ان هذه العملية "تهدف بوضوح الى عرقلة الجهود التي تبذل لاستئناف المفاوضات" في اطار عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية. وفي بروكسيل دان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عملية التفجير، وقال في بيان: "ادين بلا اي تحفظ الهجوم الارهابي الذي وقع اليوم في شمال اسرائيل" مقدماً تعازيه الى اسر الضحايا، ومشدداً على ان "العنف يؤدي الى مزيد من العنف. وليس من شأن اعمال الترويع سوى نسف الآمال في تحقيق السلام والتسبب في المزيد من المعاناة". ودان وزير الخارجية النروجي يان بيترسن العملية "بشدة" وقال في بيان: "ان افكاري ومشاعري تتجه اولا الى عائلات الضحايا والجرحى، لكني احرص ايضا على التعبير عن استنكاري للمسؤولين" عنها. ودانت ايطاليا "من دون تحفظ" العملية، ودعت السلطة الفلسطينية الى "تكثيف محاربة اولئك الذين يواصلون السير في طريق العنف داخل الحركة الفلسطينية". كما دان رئيس الوزراء الاسباني رئيس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي خوسيه ماريا اثنار الموجود في روما العملية، وقال خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الحكومة الايطالية: "ادين هذه العملية غير المقبولة". من جهته، عبر الناطق باسم الحكومة اليونانية تيليماكي هيتيريس عن "روع الحكومة اليونانية امام هذا العمل"، ودان "بقوة قتل المدنيين الاسرائيليين". وفي ستراسبورغ عبر مجلس اوروبا عن "استنكاره وصدمته"، وقال الامين العام للمجلس ولتر شويمر في بيان: "ان الذين تبنوا هذه العملية يجب ان يفهموا انهم، وبعيداً عن كسب تأييد الاسرة الدولية لقضيتهم، لا يقومون الا بابعادها عنها، وعليهم ان يتوقعوا في احد الايام تقديم الحساب امام القضاء عن سقوط هذا العدد من الضحايا الابرياء". ومن جهته دان الفاتيكان بقوة العملية "التي نفذها اعداء السلام".