اعتبر رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود ان غياب السلام العادل والشامل القائم على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية 425 و242 و338 لا سيما ما يتعلق بانسحاب اسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وحق الشعب الفلسطيني في العودة الى أرضه سيبقى مصدراً لعدم الاستقرار في المنطقة والعالم ويشكل شرارة دائمة لرفض هذا الواقع. وذكّر لحود في كلمة ألقاها أمس أمام السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي في لبنان خلال اللقاء التقليدي مع بداية كل عام بأحداث 11 أيلول سبتمبر المأساوية وبأن "لبنان كان من أوائل الدول التي دانت الارهاب بكل أشكاله داعياً الى تحديد مفهوم واضح للارهاب وعدم الخلط بينه وبين حق الشعوب في الدفاع عن نفسها وازالة الاحتلال عن أرضها". وقال لحود: "ان تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط بسبب ممارسات اسرائيل واستمرار احتلالها الأراضي العربية المحتلة ورفضها تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والدعم المطلق الذي تتلقاه، على رغم ذلك، من دول عدة، رسخ في أذهان الرأي العام العربي شعوراً بالغبن والظلم والتطرف ناتجاً من انعدام العدالة وازدواجية المعايير التي تتعامى عن ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل فيما تنعت بالارهاب من يقاوم احتلال اسرائيل". ودعا الى اعادة مراجعة شاملة على المستوى الدولي للوضع "تلافياً لاستمرار تفاقمه في اتجاه الأسوأ، لا سيما بعد أحداث 11 أيلول ومحاولة اسرائيل التعمية عن احتلالها عبر ركوب الموجة المضادة للارهاب ومحاولة استدراج بعض الدول الى منطق خطير وأعوج يستجلب الضغط علي الموقف العربي ويؤدي الى مواجهة بين الغرب من جهة والعرب والمسلمين من جهة اخرى، والى تأجيج المشاعر العدائية المتبادلة بين الطرفين. وفي هذه الحال لن نكون جميعاً بمنأى عن الخطر، كما لا ينبغي لاسرائيل ان تظن ان هذه السياسة ستودي الى استقرارها وحماية احتلالها لأراضي العرب الى ما لا نهاية". وإذ اعتبر "ان التطور الكبير الذي شهده القرن العشرون جعل العالم صغيراً بحيث انه لا يمكن عزل المشكلات الاقليمية عن الانعكاسات الدولية المباشرة لها" أوضح "ان لبنان ينظر بأمل الى دور الدول التي يمثلها الديبلوماسيون في إيجاد حل سريع وعادل لأزمة الشرق الأوسط، هذه الأزمة التي ستبقى مصدراً مهماً لعدم الاستقرار الدولي والاقليمي طالما لم تتم معالجتها ضمن مبادئ الحق والعدالة والقرارات الدولية". شاكراً الدول "التي تبدي تفهماً وتعاطفاً مع موقف لبنان وتساعده في مواجهة الاستحقاقات والصعوبات وفي تنمية قدراته لمعالجة الأعباء الاقتصادية والاعمارية". وكان عميد السلك الديبلوماسي في لبنان السفير البابوي المونسنيور لويجي غاتي القى كلمة اعتبر فيها "ان الشعور بالظلم وخيبة الآمال المشروعة في تقرير المصير وفي الحرية واحترام كرامة الشخص البشري من أسباب الأزمات العميقة التي لا تصيب هذه المنطقة فقط، بل البلدان الأخرى من العالم أيضاً التي تسعى الى التجمع والتواصل في ما بينها، لذلك نسعى جميعنا الى العدالة". واعتبر "ان لا سلام من دون عدالة ولا عدالة من دون مسامحة ومن دونهما لا سلام على الصعيدين الوطني والدولي". وكان لحود أكد أمام القناصل الفخريين في لبنان ثقته بمستقبل لبنان من خلال تضامن ابنائه وتماسكهم.