لازم الصحافي التونسي توفيق بن بريك امس مستشفى "بيتيه لا سالبيتريار"، الذي ادخل اليه فور وصوله من تونس الى العاصمة الفرنسية، لاجراء فحوص طبية، فيما واصل اضرابه عن الطعام الذي بدأه في الثالث من نيسان الماضي. وكان بن بريك الذي قرر الاضراب عن الطعام احتجاجاً على القيود المفروضة على الصحافة في تونس، وعلى اعتقال السلطات التونسية لشقيقه جلال، قال فور نزوله من الطائرة في مطار شارل ديغول: "جئت الى فرنسا حاملاً معي اضرابي وتونس" التي شبهها "بالجزائر الصامتة". اضاف انه سيسعى الى مقابلة الرئيس الفرنسي جاك شيراك "لاحدثه عن تونس التي تغني وترقص، ولأريه تونس الشرطة حيث النجوم هم المديرون في اجهزة الأمن والتعذيب". وقال انه عازم على مواصلة اضرابه "حتى رحيل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي" أو حتى ادخاله السجن "حيث سيتسنى لي رؤية شقيقي". وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" الأوروبية التي تتخذ من باريس مقراً لها، أفادت انها تقوم بالمساعي اللازمة لكي يستقبل الرئيس شيراك الصحافي بن بريك. وبالنسبة الى امكان حصول مثل هذا اللقاء قال مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" ان السلطات الفرنسية المعنية على اتصال مع المنظمة الأوروبية التي تتولى الدفاع عن حرية الصحافة والصحافيين: "لنرى كيف يمكن أن نساهم في التهدئة وفي حمل بن بريك على وقف اضرابه عن الطعام". واستبعدت أوساط مطلعة امكان استقبال شيراك لبن بريك، لأن ذلك من شأنه أن يشكل سابقة "تحمل كل صاحب مطلب وكل محتج على رهن وقف احتجاجه بمقابلة الرئيس الفرنسي له". وأفادت ان من الممكن أن يتم استقبال بن بريك من جانب احدى الجهات الرسمية منها مثلا وزارة الخارجية، وان كل هذا قيد الدرس حالياً. وكان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أوضح أول من أمس ان بن بريك، حصل على تأشيرة دخول الى فرنسا لمدة ثلاثة أشهر "لأسباب انسانية" وليس من أجل "مواصلة كفاحه" من الأراضي الفرنسية. ورفض الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، توضيح ما إذا كانت السلطات الفرنسية طلبت من بن بريك عدم الادلاء بتصريحات أثناء وجوده في فرنسا. واكتفى بالقول ان "فرنسا لا تشجعه على مواصلة اضرابه عن الطعام ولا على الاستمرار في انتقاد السلطات التونسية"، من دون أن يعني ذلك أن هناك اتفاقاً على شروط اقامته. وحاولت "الحياة" الاتصال ببن بريك في المستشفى لكنها أبلغت بأن الزيارات والمكالمات معه محصورة بأفراد أسرته.