قرر الصحافي التونسي توفيق بن بريك البقاء في باريس ومواصلة اضراب عن الطعام بدأه في 3 نيسان ابريل الماضي، بعد رفض الجزائر السماح له بدخول أراضيها. وكان أعلن قبل يومين أنه يعتزم زيارة الجزائر الخميس لتعليق اضرابه عن الطعام، معرباً عن امتنانه للتضامن الذي أبدته الصحافة الجزائرية معه. وأوضحت ل"الحياة" فيرجيني لوكوسول من منظمة "مراسلون بلا حدود" الأوروبية التي تتخذ من باريس مقراً وتتولى الدفاع عن قضية بن بريك، ان الصحافي التونسي كان يعتزم التوجه إلى الجزائر على متن طائرة تابعة للخطوط الجزائرية، لكن موظفين في الشركة أبلغوه أنهم تلقوا أوامر من الجزائر بعدم السماح له بالصعود إلى الطائرة. وأشارت إلى أن موظفي الشركة "لم يعطونا أي سبب رسمي لهذا القرار الذي يثير دهشتنا ودهشة الصحافة الجزائرية، ولا نفهم ما حصل ولم نأخذ في الاعتبار مثل هذا الاحتمال، خصوصاً في ضوء التغطية الإعلامية التي حظيت بها قضية بن بريك في الجزائر". وذكرت ان رئيس تحرير "الوطن" الجزائرية عمر بلهوشت، الذي كان وصل إلى باريس لمرافقة بن بريك خلال الرحلة إلى الجزائر، قرر البقاء في العاصمة الفرنسية تضامناً معه. وأشارت إلى أن الصحافة الجزائرية تسعى إلى الحصول من السلطات على توضيحات لأسباب منع بن بريك من التوجه إلى الجزائر، مؤكدة ان الأخير يمتنع عن الكلام منذ رفض السماح له بالصعود إلى الطائرة، ولم يحضر المؤتمر الصحافي الذي كان يُفترض ان يتحدث خلاله أمس، واصفة اياه بأنه "منهار". يذكر ان بن بريك وصل إلى باريس في 4 أيار مايو الجاري وخضع لفحوص طبية في أحد مستشفياتها بعدما فقد الكثير من وزنه نتيجة اضرابه عن الطعام. وراهن على احتمال تبني السلطات الفرنسية قضيته واحتجاجه على "القيود" المفروضة على العمل الصحافي في تونس، لكن فرنسا أبدت عدم رغبتها في أن تتحول القضية إلى مصدر احراج جديد لها في علاقاتها مع تونس. وكان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين حض تونس على اتخاذ "خطوات جديدة على طريق الانفتاح والديموقراطية"، لكنه أوضح لاحقاً ان بلاده استضافت بن بريك لايجاد مخرج "إنساني" لقضيته وليس كي يواصل حملته على النظام التونسي.