طالب الاتحاد الأوروبي ليبيا بأن تقبل "بشكل رسمي ومكتوب وغير مشروط" المبادئ التي وردت في مؤتمر الشراكة الأوروبية - المتوسطية من اجل انخراطها في الخطة الاقليمية ولدعوة العقيد القذافي الى بروكسيل. وقال الناطق باسم الاتحاد ريكاردي ليفي ان المفوضية "ليست معنية بفرص التقاط الصور الجماعية وانما تهتم بحدوث اختراق ملموس". وكان خبراء الشؤون الشرق الأوسطية في الاتحاد رفضوا في اجتماع الثلثاء الماضي في بروكسيل ما يشبه الشروط التي تضعها طرابلس لانضمامها الى خطة برشلونة، وذلك رداً على اعلان ليبيا قبولها مبادئ خطة الشراكة الأوروبية - المتوسطية لكنها اقترحت اقصاء كل من السلطة الفلسطينية واسرائيل حتى توصلهما الى حل عادل ودائم. كما فجرت المذكرة الليبية الى المفوضية والتي تضمنت هذا الاعلان خلافاً داخل مجلس السفراء العرب في بروكسيل. وانتقد السفير الفلسطيني شوقي الأرملي في شدة الاقتراح الليبي. وقال ان "الخطوة الليبية "مخيبة" لأن الفلسطينيين شاركوا على مدى اعوام، ضمن البلدان العربية، في الضغط على الاتحاد الأوروبي من اجل انخراط طرابلس في مسيرة برشلونة. وأضاف ان القيادة الفلسطينية ستطرح المشكلة على مستوى جامعة الدول العربية، وفي اجتماع خبراء دول الشراكة في السابع من الشهر المقبل في بروكسيل. وتشير المذكرة التي احالتها ليبيا الى سفراء الاتحاد في طرابلس، الى "رغبة الجماهيرية في الانضمام الى آلية برشلونة وقبولها المبادئ والالتزامات والأهداف التي ينص عليها اعلان برشلونة في 1995" وبرنامج العمل ومقررات الاجتماعات الوزارية اللاحقة. وتضيف ان ليبيا "ترى ان وجود الكيان الاسرائيلي والسلطة الوطنية الفلسطينية ضمن اطراف برشلونة، قبل حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً ودائماً، من شأنه ان يؤثر سلبياً على سير آلية برشلونة، ويعرقل خطاها، ويحول دون انجاز اهدافها المرجوة، ولذلك فهي ليبيا ترى وجوب ابقائهما خارج برشلونة في المرحلة الراهنة الى حين تسوية قضية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي ويعم السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط". وعلق سفير عربي مطلع على الوثيقة الليبية بأن طرابلس "أرادت لفت انتباه الأوروبيين الى تعطل خطة الشراكة على مدى اعوام بسبب التعنت الاسرائيلي خصوصاً في اعوام حكم بنيامين نتانياهو". وأضاف ان الفقرة المعنية "تعد مجرد ملاحظة لأن قبول ليبيا مبادئ برشلونة يعني التزاماً بشكل آلي لقواعد القانون الدولي منها المتصلة بالنزاع العربي - الاسرائيلي".