السيدة الفاضلة أم أحمد، كاتمة أسرار الحي وحاملة مفاتيح خزنة الأخبار والحكايات، وهي مهمة اضطلعت بها منذ سنين عندما كانت تعيش في تلك الحارة المنسية في وسط الرياض وقبل أن تنتقل للعيش في فيلا في شمال الرياض وتصبح من سيدات المجتمع اللواتي يتجمعن لشرب الشاي في العصرية في كافيه فندق السعادة ويخرجن للاستراحة آخر الاسبوح ليتحدثن عن آخر موديلات «لوي فيتون» وابن عمه السيد المحترم الذي يصفي ما في جيبك في لحظة السيد «جوتشي» وتوابعهما من كنزو وكريستيان ديور وآخرين، وهذا لا يعني أن حديث أم أحمد هو حديث عن الأزياء والموضة وما ارتدته بنت أم عزيز في زواج أخيها وما أحضرته السيدة «سميرة» في رحلتها الخاطفة لبيروت، وإن كانت هذه المعلومات مهمة فأم أحمد الوحيدة التي تعرف ما إذا كانت الساعة التي ترتديها أم خالد أصلية أو تركيب ألماس، وهي الوحيدة التي تعرف كم المهر الذي دفعه المهندس رجل الأعمال «صالح» لزوجته الثانية؟ كما قلت لكم حديث أم أحمد متنوع، فهي قد تخبركم بلهجة الواثق أن «أبو عبد الله» متزوج مسيار من مدرسة تعمل في شرق الرياض وأنه اشترى لها فيلا بمبلغ مليون ونصف المليون وقد لا تصدقونها لكنكم ستكتشفون بعد سنة أو عدة أشهر أن الحكاية حقيقية، وقد تستغربون كيف عرفت وتسألونها لتجيب:« مصادري الخاصة»، وقد تخبركم أن عودة الابن الضال «سالم» من أمريكا ليس بسبب المضايقات كما تقول أمه بل لأنه كاد أن ينحرف فأحضره أبوه ليكمل دراسته هنا بدلاً من أن يفقد ما بقي له من أخلاق بعيدا عن عينيه، وقد تخبركم أن سبب عدم اتمام زواج منيرة وسعد أن الأولى تريد شخصا أغنى وأكثر مالا وأن الثاني مظهر وصيت لكن جيبه ليس بعامر، وعلى سيرة «عامر» هي الوحيدة التي ستخبركم أن عامراً لم يطلق زوجته بل هي التي طلبت الطلاق لأنها اكتشفت أنه متزوج في بلد عربي قريب، وأنه ندم وطلق الأخرى وهي يحاول استجداء عطف الأولى وقدرتها على النسيان وهي لا تريد أن تنسى. وأم أحمد أدام الله عليها لقافتها ليست متخصصة في الأخبار الاجتماعية فقط، بل لها اهتماماتها السياسية والرياضية، فهي أول من روج لإشاعة تقديم إجازة رمضان، وكي أريحكم مصدر أي إشاعة تدور على أفواه سكان الرياض هي شفاه أم أحمد التي استبدلت الديرم بقلم روج طويل الأمد ماركة «سماش بوكس»، وهي يمكنها أن تخبركم بتفاصيل انتقال لاعب فريق البيبسي إلى فريق الميرندا وعدد الأصفار الموجودة في الشيك الذي يحاول كثير من الصحفيين أن يخمنوا أرقامه، أما عن السياسة، فأم أحمد لها مصادرها في الانترنت وعلى شاشات المحطات الفضائية، وهي من المتابعات بشكل دوري لكل برامج الحوار المنقوشة حرفيا ديكورا وحركة وأداء من المحطات الأجنبية، بعد تعريبها وتحويلها إلى حوارات رافسة مليئة بالزعيق يبحث فيها المتحدثون عن حكم يرفع في وجههم الكرت الأحمر، أما عن أخبار الممثلين والممثلات والمذيعين والمذيعات والمغنين والمغنيات، فهي الوحيدة التي تعرف سر ابتعاد نرفانا عن برنامج القاهرة اليوم ومن هي الكاتبة صاحبة الاسم المستعار التي كشفت أسرار الإدارة التي تعمل بها عبر شبكة الانترنت. قلت لكم أم أحمد متعددة المواهب و تركيزها موزع على جميع الجهات، لذلك يمكنها أن تعمل في أي محطة فضائية أو صحيفة فضائحية، بل إن هناك إشاعة تتداولها بنات الحي اللواتي يطلقون عليها اسما حركيا هو «جهينة» بأن السيدة أم أحمد كانت من المحققين الذين ساعدوا ميليس في تقريره إياه. لماذا أحدثكم عن أم أحمد، هل السبب هو قلة الأفكار أو الرغبة في الاستظراف أو مزيج من الاثنين؟ أنتم فقط تعرفون، لذلك سأسألكم سؤالا آخر: هل تعتقدون أن أم أحمد سيدة ملقوفة وفاضية أم أنها تملك موهبة لا نقدر على استيعابها؟