كيف تحوّل الكثير من العمائر إلى مصادر إزعاج.. عندما تقذف (بحمم) اسمها .. البيارات.. وسط الشوارع.. حتى سالت شوارعنا كالأودية.. وسط إهمال وعدم مبالاة الجهات المعنية.. وعدم التفاتها إلى هذه المشكلة الكبيرة.. حتى صارت روائح شوارعنا مزيجاً بين (شكمانات) عوادم السيارات وما بين البيارات؟ ** يندر.. أن تسير في وسط شارع تجاري.. وبالذات في أحياء الشرق.. إلا وتجد نهراً يجري اسمه.. بيارة. ** هؤلاء التجار الذين يستثمرون في هذه العمائر التجارية.. لماذا لا يوجدون بيارات في حجم العمارة؟ وإذا فاضت.. فلماذا لا يبادرون بشفطها ؟ ** تمر مع أحد الشوارع وتشاهد أكثر من عمارة تقذف ببياراتها وسط الشارع.. حتى تجتمع ثلاث أو خمس بيارات.. لتشكل وادياً كبيراً يؤذي الجميع.. ولو أردنا ان نحصي أضرار هذه الأودية المنسابة في شوارعنا.. لاكتشفنا.. أنه يصعب حصرها.. فمثلاً: - أولاً: هي تشوه شكل شوارعنا.. وتعطي منظراً بذيئا مؤذياً.. نسيناه قبل أربعين سنة.. وها هو اليوم يعود بشراهة. - ثانياً: تنبعث منه روائح كريهة للغاية مزعجة.. تشمها وأنت داخل سيارتك.. أو حتى أصحاب البيوت.. تؤذيهم في منازلهم وتزعجهم.. أما مراقبو البلديات الفرعية وكافة منسوبيها.. فهم عكس الناس تماماً.. ويقال.. إنهم متى شموا رائحة مياه البيارات.. فتحوا (الدَّرايش) وبدءوا يستنشقون الهواء (النّقي) وهم يرددون (آه.. يا سلام). ** لقد قرأت تقريراً صحياً يقول.. إن الروائح المؤذية.. هي عبارة عن سموم ضارة.. تضر بالصحة.. وهي مجرد روائح. - ثالثاً: إن هذه البيارات.. نجاسات.. فبمجرد أن تلامس ملابسك.. يجب عليك خلعها وغسلها.. لأنه لا يصح أن تصلي فيها.. فهي كما يعلم الجميع.. نجاسات. - رابعاً: إنها وراء تكاثر وتناثر الحشرات والبعوض الضارة.. التي تعمم الأمراض وتنشرها بيننا. - خامساً: إن هذه البيارات.. مليئة بالأوبئة والأمراض.. ومنها يأتي التهاب الكبد الوبائي.. الذي أخذ في الانتشار في السنوات الأخيرة.. وأعتقد أن (مغص) البيارات أخطر مليون مرة من إنفلونزا الدجاج. ** ثم إن وجود هذه البيارات تجري في شوارعنا هكذا.. يَعكس أموراً أخرى منها: ** أولاً: أن أصحاب هذه العمائر.. مستهترون .. لا يهمهم شيء. لا يهمهم الصحة.. ولا النظافة.. ولا الوعي.. ولا مدينتهم. - ثانياً: أن روائح البيارات التي نسيناها قبل أربعين سنة.. في الشميسي والسبالة.. ومنفوحة.. والحبّونيّة.. وأم سليم.. عادت اليوم إلى الأحياء الجديدة بشكل لافت للنظر.. أو كما يقولون (عادت.. تِدِق طْبُولها). ** أما كيف عادت.. ولماذا عادت.. وكيف استهتر الناس هكذا.. فالإجابة.. لدى الجهات المسؤولة.. ** أخيراً.. سؤال نوجهه للمسؤولين في وزارة الصحة.. أيهما أخطر.. إنفلونزا الدجاج.. أم مغص البيارات؟! ** وهل (العَطْسِه) أخطر من (الفَطْسِه)؟!! ** وأيهما أقرب.. بيارة بحي الروضة.. أو دجاجة في تايلاند؟!!