** يبدو لي.. أن البعوض هذا العام.. قد أعلنها «غزواً مبكراً» وانقضاضة قوية وسريعة ومكثفة.. تملأ كل مكان.. ** وفوق كثافته وسرعة انتشاره وتكاثره.. فبعوض هذا العام «2002م» من فئة الوزن الثقيل.. حتى إذا شاهدتها وهي تطير.. خيل لك انها حشرة أكبر. ** وحتى أنواع المبيدات.. تبدو ضعيفة أمام هذا الزحف البعوضي الشرس.. ** والمسألة.. لاتتعلق بحي دون آخر.. بل إن أسراب البعوض تملأ كل مكان.. ** فلو ذهبت إلى الاستراحات أو حتى.. التفت في المسجد أو الاسواق أو الدوائر.. لوجدت ان الجميع «يتحكك» والجلد أحمر ملتهب ** يقول أحدهم.. إن بعوض هذا العام.. يصلح أن يكون «روبيان» ** ويقول آخر.. أنه «جِخْدِبْ» وليس بعوضاً.. ** ويقول ثالث.. إن هذا صنف آخر.. وجيل جديد من البعوض.. ربما دخلت فيه الهندسة الوراثية.. أو هو صنف قادم من مكان بعيد لايهمه المبيدات بجميع أصنافها. ** البعوض كما هو معروف.. أحد أبرز أسباب نقل الأمراض.. ومتى وُجد في مكان.. ساعد في نقل الأمراض المختلفة لأنه ينقل من الدم الى الدم.. وهذا أمر خطير جداً.. فهو يأخذ من دم شخص ويعطي ويأخذ من دم شخص آخر.. وربما ساعد في نقل أمراض خطيرة للغاية.. ما دام بهذه الكثرة.. وهذه القوة.. وهذا الانتشار. ** الناس تتساءل عن السبب الحقيقي وراء تكاثر البعوض وتبحث عن المستنقعات في الرياض. ** والسبب الحقيقي.. ربما يعود إلى ان بيارات الرياض.. عادت مرة أخرى الى ممارسة هوايتها.. وساحت شوارعنا بالمجاري.. حتى أنه ليندر أن تجد شارعاً من الشوارع غير المشمولة بالمجاري.. وهي سالمة من بيارتين او ثلاث او خمس «تجري» بشكل «سلس وطبيعي» وتزكم الأنوف بالروائح الكريهة.. وفوق ذلك.. نجاسات وأمراض ومرتع للبعوض والذباب وسائر الحشرات الاخرى. ** البلديات الفرعية.. تختلف من بلدية إلى أخرى.. فهذه نشطة.. ويندر وجود بيارات «سائحة». ** وبلدية أخرى.. أطلقت العنان.. ووجد أصحاب العمائر والمطاعم راحتهم التامة.. ويشكرون سعادة رئيس البلدية وأصحاب السعادة مساعديه.. وكل أصحاب السعادة المراقبين ورؤسائهم.. على الكسل والغياب التام عن المراقبة. ** شوارعنا.. صارت كالشعاب بالبيارات.. وليت الامانة ترسل مراقبين من عندها يراقبون البلديات الفرعية ويقفون على كسلها وإهمالها. ** ليت الأمانة تخصص هاتف شكاوى يعمل على مدار «24» ساعة لتلقي مثل هذه الشكاوى. ** تخيل.. أنك تتصل ببلدية فرعية وتقول لمدير المراقبة أو رئيس البلدية.. أو.. وكيله ** تقول.. ان الشارع الفلاني غارق بالبيارات و«إذا ماعليك كَلافِهْ.. تعالوا شوفوا الوضع» فيرد عليك ويقول لك «تعال وقدم معرضاً» وليته يقول.. أبشر و«يطنِّش». ** يقولون.. نحن لانلتفت لشكاوى الهاتف.. وكل من لديه مشكلة.. عليه مراجعة البلدية.. ولو ذهبت هناك.. لبدأت الاعذار.. المراقب «برَّا» المراقب مشغول.. المراقب «مْصَخَّن» تعال بكرة.. ** بعوض هذا العام.. مشهور بالسمنة والضخامة.. والسبب.. هو تلك الشعاب من البيارات التي أمنت له مرتعاً خصباً للنماء. ** عشرات الشوارع داخل مدينة الرياض.. اشتهرت بالبيارات السائحة على مدار «24» ساعة.. وبالذات أيام الخميس والجمعة.. ** أما في عطلة الأعياد.. فالشوارع شعاب كاملة «تعجز عن قطعها».