أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) إطلاق عملية جديدة لتعزيز دفاعاته على جناحه الشرقي، المتاخم لروسياوبيلاروسياوأوكرانيا، في خطوة وصفها مراقبون بأنها أكبر استعراض للقوة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية. وتأتي العملية، التي حملت اسم «الحارس الشرقي»، عقب توغل طائرات مسيّرة روسية في الأراضي البولندية، ما أثار مخاوف من توسع رقعة الصراع. تعزيز الدفاع قال القائد الأعلى لقوات ناتو في أوروبا، الجنرال الأمريكي أليكسوس غرينكويش، إن العملية ستضيف مقاتلات فرنسية من طراز رافال، وطائرات إف-16 دنماركية، وفرقاطة ألمانية، بالإضافة إلى أنظمة دفاع برية بريطانية. وأكد أن هذه التعزيزات ستسد الثغرات الدفاعية، وتمكّن التحالف من تركيز قواته بشكل أفضل عبر الجناح الشرقي. ورحبت بولندا بهذه الخطوة، ووصفتها بأنها «ردع نشط واستعداد للدفاع حيثما دعت الحاجة»، في وقت تواصل فيه الطائرات الروسية المسيّرة التوغل في أجوائها. وعلى الرغم من نفي موسكو استهداف بولندا، وادعاء بيلاروسيا أن المسيّرات انحرفت بسبب التشويش، أصر زعماء أوروبيون على أن هذه التوغلات استفزاز متعمد. أولوية قصوى على الجانب السياسي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نشر ثلاث مقاتلات رافال في بولندا، مؤكدا أن «أمن القارة الأوروبية هو الأولوية القصوى». من جهتها، فرضت بريطانيا حزمة جديدة من العقوبات استهدفت 70 سفينة روسية ضمن ما يعرف ب«أسطول الظل»، بالإضافة إلى شركات وأفراد من روسيا ودول أخرى تتهمهم لندن بتزويد موسكو بمعدات عسكرية. في حين أجرت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفات كوبر، أول زيارة إلى كييف منذ توليها المنصب، وأكدت تضامن بلادها مع أوكرانيا التي تشهد تصاعدا في هجمات الطائرات المسيّرة الروسية. وقالت إن المملكة المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفته ب«الغزو البربري» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما رافق الدعم البريطاني زيارة مفاجئة للأمير هاري إلى كييف، للقاء جرحى الجيش الأوكراني. زيادة الإنتاج أعلنت الدنمارك بدورها نيتها في توسيع التعاون الدفاعي مع أوكرانيا، وزيادة الإنتاج العسكري هناك، بينما واصلت بولندا العمل مع كييف لتطوير قدراتها في مواجهة الطائرات المسيّرة. وفي واشنطن، أكدت السفيرة الأمريكية بالوكالة لدى الأممالمتحدة، دوروثي شيا، أن الولاياتالمتحدة «ستدافع عن كل شبر من أراضي ناتو»، منددة بما وصفته ب«الانتهاكات المزعجة» للمجال الجوي البولندي. أما الاتحاد الأوروبي وأكثر من نصف دزينة من الدول الأعضاء فدعوا موسكو إلى وقف الحرب فورا، واعتبروا التوغلات الأخيرة استفزازا خطيرا. مناورات عسكرية في المقابل، بدأت روسيا مناورات عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا، في إشارة إلى تعزيز تحالفها الدفاعي مع مينسك. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن المفاوضات متوقفة حاليا، لكن قنوات الاتصال لا تزال مفتوحة. أما أوكرانيا، فأكد رئيسها فولوديمير زيلينسكي أن موسكو لن تتوقف إلا عندما تُستنزف مواردها الحربية. وأعلنت كييف تنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت ميناء بريمورسك النفطي الروسي على بحر البلطيق، الذي يُعد مركزا رئيسيا لتجارة النفط الروسي خارج العقوبات. والتطورات الأخيرة تبرز تداخل البعدين العسكري والدبلوماسي، مع تصعيد «ناتو» إجراءاته الدفاعية، بينما روسيا ماضية في توسيع عملياتها، وتبقى أوكرانيا ساحة المواجهة المباشرة التي قد تحدد مستقبل أمن القارة الأوروبية. • «ناتو» يطلق عملية «الحارس الشرقي»، لتعزيز دفاعاته على الجناح الشرقي. • فرنسا تنشر مقاتلات رافال، والدنمارك طائرات إف-16، وبريطانيا أنظمة دفاع وعقوبات جديدة. • بولندا تعتبر التوغلات الروسية استفزازا متعمدا. • بريطانيا توسع العقوبات وتعلن دعمها الكامل لكييف. • الدنمارك وبولندا تعززان التعاون الدفاعي مع أوكرانيا. • الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يدينان الانتهاكات الروسية ويؤكدان دعم «ناتو». • روسيا تجري مناورات عسكرية مع بيلاروسيا، وتؤكد استعدادها للحوار. • أوكرانيا تنفذ هجمات مسيّرة على ميناء نفطي روسي رئيسي.