توجه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل اليوم السبت في ظل توتر مع حلفاء للولايات المتحدة بالشرق الأوسط بعد الغارة الجوية التي شنتها إسرائيل لاستهداف قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطر وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. وقبل مغادرته، أكد روبيو للصحفيين مجددا أن الولاياتالمتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير راضين عن الغارة. وقال روبيو إن علاقة الولاياتالمتحدة بإسرائيل لن تتأثر، لكنه سيناقش مع الإسرائيليين كيفية تأثير الغارة على رغبة ترامب في ضمان عودة الرهائن المحتجزين لدى حماس والقضاء على المسلحين وإنهاء الحرب في غزة. وأضاف "ما حدث قد حدث... سنلتقي بهم. سنتحدث عما يخبئه المستقبل". وتابع "لا يزال هناك 48 رهينة يستحقون إطلاق سراحهم على الفور دفعة واحدة. وما زال أمامنا عمل شاق بعد انتهاء هذه الأزمة لإعادة إعمار غزة بطريقة توفر للناس جودة الحياة التي يطمحون إليها جميعا". وقال روبيو إنه لم يتحدد بعد من سيتولى تلك المهمة ومن سيمولها ومن سيشرف على العملية. وبعد زيارته لإسرائيل، من المقرر أن ينضم روبيو إلى ترامب في زيارته المقررة لبريطانيا خلال أيام. وشنت إسرائيل غارة جوية في الدوحة يوم الثلاثاء في محاولة لاغتيال قادة حماس السياسيين، في ما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه تصعيد أحادي لا يخدم المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية. وأثار شن الغارة على أراضي دولة حليفة للولايات المتحدة تنديد دول عربية أخرى على نطاق واسع، وعرقل محادثات بوساطة قطر لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن الذين احتجزهم مقاتلو حماس في هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 والتي أسفرت عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة وفقا للإحصاءات الإسرائيلية. وذكرت السلطات الفلسطينية أن الهجوم الإسرائيلي اللاحق على قطاع غزة أودى بحياة ما يربو على 64 ألف شخص، وتسبب في أزمة جوع واتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية. واجتمع روبيو مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في البيت الأبيض أمس الجمعة، في لقاء يعكس تداخل المصالح في المنطقة والتي سيسعى روبيو إلى تحقيق التوازن بينها خلال زيارته. وفي المساء، أقام الرئيس الأمريكي مأدبة عشاء لرئيس الوزراء في نيويورك. وتأتي زيارة روبيو قبل اجتماعات رفيعة المستوى للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الجاري، والتي من المتوقع أن تعترف فيها دول، مثل فرنسا وبريطانيا، بدولة فلسطينية. وقالت الولاياتالمتحدة إن مثل هذا الاعتراف سيشجع حماس. وألمح روبيو إلى أن هذه الخطوة قد تدفع إسرائيل إلى ضم الضفة الغربية، وهو ما يسعى إليه أعضاء متشددون في حكومتها. ووقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفاقا يوم الخميس للمضي قدما في خطة توسيع المستوطنات، مما سيؤدي إلى تقسيم الضفة الغربية، وهي من الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها. وحذرت الإمارات الأسبوع الماضي من أن القيام بذلك سيعد تجاوزا للخط الأحمر وسيقوض اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولاياتالمتحدة وقادت إلى تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل في عام 2020.