سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ادانات وقلق على مستقبل عملية السلام وتظاهرات حاشدة . موسكو تتجنب تحميل اسرائيل المسؤولية ونواب روس يدعون الى القضاء على "حماس". أوروبا تعتبر الاغتيال انتهاكاً للقانون الدولي
دان الاتحاد الاوروبي بشدة عملية اغتيال اسرائيل الزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية الشيخ احمد ياسين واعتبرها انتهاكاً للقانون الدولي. واقر وزراء الخارجية للبلدان الاعضاء بأن عملية الاغتيال تؤدي الى نسف الجهود الهادفة الى خلق ظروف للعملية السلمية. وقال مصدر ديبلوماسي ان عملية الاغتيال "لا تنسف المحاولات التي تبذلها مصر والاردن فحسب، بل الجهود الاميركية والاوروبية لدفع الاصلاحات السياسية في المنطقة العربية بأكملها". ويعتقد المصدر نفسه بأن عواقب العملية "قد تطاول النقاشات التي ستجريها القمة العربية لمسيرة السلام مطلع الاسبوع المقبل في تونس. واستبعد امكان اتخاذ الاتحاد اجراءات ضد الدولة العبرية، لافتاً الى "لغة البيان الشديدة حيال اسرائيل فيما عملية الاغتيال استهدفت زعيم حركة كان الاتحاد وضعها في قائمة المنظمات الارهابية". وذكر البيان الاوروبي ان الاتحاد كان عارض دائماً عمليات الاغتيال من دون محاكمة "ليس لانتهاكها القانون الدولي فحسب بل لانها تنتهك ايضاً مفهوم القانون الذي يعد قاعدة مكافحة الارهاب". ودان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان عمليات الاغتيال "في وقت نحتاج فيه الى مزيد من التعبئة لاستئناف عملية السلام". وعبّر نظيره الالماني قبل بدء اجتماعات وزراء الخارجية امس في بروكسيل عن "القلق الشديد"، مشيراً الى ان الاتحاد كان دائماً عارض عمليات الاغتيال غير القانونية. ورأى مسؤول السياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا ان اغتيال الشيخ ياسين فجر امس الاثنين "كان خبراً سيئاً للغاية وشكلاً من اشكال الاعمال التي لا تساعد على خلق الظروف التي نحتاجها لدفع جهود السلام والحوار". وأكد الاتحاد الاوروبي في بيان اصدره وزراء الخارجية ظهر امس انه كان دان دوماً الاعمال الارهابية التي ارتكبتها "حماس" والتي ادت الى قتل مئات الاسرائيليين. وأكد البيان حق "إسرائيل في حماية سكانها ضد الهجمات الارهابية. لكنها ملزمة حق القيام بذلك في نطاق القانون الدولي". في باريس، دان الرئيس جاك شيراك "اغتيال ياسين من دون تحفظ"، وقال ان "فرنسا مثلها مثل الدول الاوروبية تدين الارهاب وكل اعمال العنف خصوصاً عندما يتعلق الامر بأعمال منافية للقانون الدولي". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية هيرفي لادسوس ان باريس تدين العمل الذي تعرض له الشيخ ياسين "مثلما دانت دائماً مبدأ الاعدامات خارج الأطر القضائية، لأنها منافية للقانون الدولي". واضاف ان هذا العمل ينطوي على تهديدات شديدة الخطورة ومن شأنه ان يعيد تصعيد التوتر في المنطقة بأكملها، وان "العنف لا يمكن ان يشكل حلاً". ودعا كل الأطراف الى ضبط النفس، معتبراً ما حصل ضربة موجهة الى الجهود المبذولة لاستئناف العمل السياسي. قلق روسي ولا إدانة أحجمت موسكو عن التنديد بعملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين واكتفت بالإعراب عن قلقها ودعوة الاطراف الى "ضبط النفس"، فيما اعتبر برلمانيون روس العملية الاسرائيلية جزءاً من الحرب على "الارهاب". ودعا عدد منهم الى "توحيد جهود المجتمع الدولي من أجل القضاء نهائياً على نشاط حركة حماس". وأصدرت الخارجية الروسية بياناً مقتضباً خلا من التنديد بعملية الاغتيال وتجنب تحميل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية عن المضاعفات المتوقعة. واعتبر البيان الروسي ان "مقتل ياسين وتوعد المنظمة الفلسطينية بأعمال انتقامية يفتح الباب لموجة جديدة من العنف في المنطقة"، معرباً عن قلق موسكو من التطورات المحتملة. ودعا "الاسرائيليين والفلسطينيين الى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية". وجدد اهمية العودة الى تطبيق خطة "خريطة الطريق" واعتبرها المدخل الوحيد لمواجهة الارهاب والعودة الى طاولة المفاوضات. واستغرب ديبلوماسي عربي تحدث الى "الحياة" لهجة البيان الروسي واعتبر انه لا يتناسب مع دور روسيا كأحد راعيي عملية السلام وركن من أركان المجموعة الرباعية. ولفت الى ان الخارجية الروسية تستخدم اشد العبارات في ادانة العمليات الانتحارية الفلسطينية. وكانت موسكو وصفت العمليات التي تستهدف الاسرائيليين اكثر من مرة بأنها "بربرية ووحشية". ودان الفاتيكان أمس عملية الاغتيال، واصفاً اياها بأنها "عمل عنف لا يمكن تبريره في إطار دولة القانون". وقال الناطق باسم الفاتيكان جواكيم نافارو فالس إن "الكرسي الرسولي يضم صوته إلى صوت المجتمع الدولي لإدانة عمل العنف الذي لا يمكن تبريره في إطار دولة القانون". وأضاف مستشهداً بتحذير وجهه البابا يوحنا بولس الثاني في 12 كانون الثاني يناير متوجهاً إلى ممثلي إسرائيل والفلسطينيين لدى الكرسي الرسولي ان "الخيار المسلح واللجوء إلى الإرهاب من جهة والانتقام من جهة أخرى واذلال الخصم والدعاية الحاقدة لا تؤدي إلى نتيجة". وأضاف البابا حينها ان "احترام التطلعات المشروعة للطرفين والعودة إلى طاولة المفاوضات والتزام ملموس من المجتمع الدولي يمكن وحدها أن تفضي إلى بداية حل". وختم الناطق باسم الفاتيكان يقول: "السلام الحقيقي والدائم لا يمكن أن يأتي نتيجة عرض للقوة فقط، فهو ثمرة تحرك اخلاقي وقانوني".