سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ايطاليا تهيئ لمفاوضات فلسطينية - اسرائيلية في صقلية ورئيس وزرائها معجب ب"ديموقراطية" اسرائيل . برلوسكوني مترئساً أوروبا يتذكر صراعه مع الشيوعيين وقصة حب في باريس
يبدي رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني بعض الواقعية في الحديث عن برنامج رئاسته الاتحاد الأوروبي، في مقدمه مفاوضات الدستور التي ستنطلق في تشرين الأول اكتوبر المقبل. فهو لا يقلل من قيود المرحلة وتصميم بعض البلدان على معاودة فتح النقاش على مسائل شائكة مثل حجم صوت كل منها في المجالس الوزارية، أو مطالبة بولندا وغيرها من الدول المحافظة بتسجيل المرجعية المسيحية في ديباجة الوثيقة التاريخية التي قد ينال بيرولوسكوني شرف استكمالها مع نهاية العام. في عشاء مع عدد من الصحافيين المعتمدين لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، ومنهم ممثل "الحياة"، لم يبد برلوسكوني قلقاً مما يقال عنه في عواصم أوروبا كافة، حتى ان الصحافة باتت تعتبره "رجل أوروبا المريض". كما انه يتهرب من المآخذ عليه. بدأ حديثه عن "زلة لسانه في البرلمان الأوروبي عندما هاجم احد النواب الاشتراكيين من المانيا، ونصحه بالمشاركة في فيلم عن النازية وان يضطلع فيه بدور "الكابو"". وقال: "اعتذرت وأعربت عن أسفي وأحس بالألم" حيال الشعب الألماني. وهو فرض، من ناحية اخرى، على أحد وزراء الدولة من "رابطة الشمال" الاستقالة بعدما شتم الأخير السياح الألمان. يصبح برلوسكوني اكثر اشراقاً عندما يتحدث عن نجاحاته الاقتصادية والسياسية، لكنه يعرج على مواضيع أخرى باستفاضة. انه يجيد اللغة الفرنسية ويذكر انه تعلمها خلال غرامه مع امرأة فرنسية في مرحلة الدراسة في جامعة السوربون. يروي من دون تحفظ انه اضطر الى الغناء في ملهى ليلي لتوفير دخل يمكنه البقاء في باريس الى جانب عشيقته. غنى برلوسكوني الشاب في ملهى يقع في شارع "بيغال" الشهير في العاصمة الفرنسية، ويضع تجربة الليالي الحمراء في باريس ضمن نجاحات حياته، ويقول: "لم أخسر مشروعاً، بنيت المدن وامتلك محطات التلفزيون وفزت في أكبر مباريات كرة القدم، وانا الوحيد الذي فاز أربع مرات بكأس أوروبا". وعلى غرار نجاحاته الاقتصادية يرى في تجربته السياسية نجاح حملة قادها ضد خصومه الشيوعيين الذين يطنب في الحديث عنهم قائلاً: "انهم تسربوا الى داخل اجهزة الدولة والقضاء ووسائل الاعلام"، ويعطي الانطباع بأنه الزعيم السياسي الوحيد في ايطاليا الذي حمل راية "تحرير" البلاد من سيطرة الشيوعيين، بعد الاتحاد السوفياتي السابق. وبدا كلامه هنا أشبه بالخطابات الايديولوجية في عقد السبعينات. فينسب الى خصومه الشيوعيين حصولهم في مرحلة ما على 60 في المئة من الأموال التي كانت قدمتها الاستخبارات السوفياتية "كي جي بي" للأحزاب الشيوعية الأوروبية. يعاني برلوسكوني من الصورة التي تنقلها وسائل الاعلام عن ثروته وتدخله في شؤون القضاء، ويقول انه يواجه مناهضة مئة في المئة من وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية. وتبدو مهمة تغيير صورته وتجميلها في وسائل الاعلام اكبر المهمات التي يواجهها في حياته السياسية. وهو يتطلع الى انجاز برنامج اصلاح المؤسسات 24 مشروعاً لجعل ايطاليا بلداً فيديرالياً على غرار المانيا وسويسرا. وبعد انجازها قد يتحفظ برلوسكوني عن خوض الانتخابات، إلا ان المشكلة ستواجه حزبه "فورتزا ايطاليا"، فكيف سيستمر من دونه. يبدي برلوسكوني الماماً بالقضايا الدولية، بل لعله صاحب "رؤية" في مستقبل الاتحاد الأوروبي وجيرانه من روسيا الى المغرب. فهو يساند مثلاً "دمج كل من روسيا واوكرانيا ومولدافيا وتركيا واسرائيل في الحيز الأوروبي". ويشرح ذلك بدوافع ايديولوجية ومصالح أمنية مشتركة، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين "اختار طوعاً دمج روسيا في المنظومة الاقتصادية والديموقراطية الثقافية الغربية". ويمكن للاتحاد الأوروبي التعاون مع روسيا في مجالات مكافحة الارهاب والدفاع والأمن الأوروبي "لأسباب المصالح والقيم المشتركة". وحسب برلوسكوني فإن "اسرائيل تشارك الاتحاد الأوروبي في قيم اقتصاد السوق والديموقراطية والثقافة الغربية" ويكرر اقتناعه بأن اسرائيل "تعد الديموقراطية الوحيدة في المنطقة". ويبدي من ناحية اخرى بعض الحماس للعمل من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط وقال ان المسؤولين يهيئون مكاناً ما في صقلية لاستضافة المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وسيزور برلوسكوني "صديقه" الرئيس جورج بوش في مزرعة الأخير في الولاياتالمتحدة نهاية الاسبوع المقبل. وقال انه سيدعو "الى مؤتمر دولي واعداد خطة خماسية لإعادة بناء فلسطين". ويبرر عدم لقائه مع الرئيس عرفات في رام الله بالشروط التي وضعها ارييل شارون على زواره. وتعد الرئاسة الايطالية لجمع وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ونظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 22 تموز يوليو الجاري في بروكسيل. ويتبرأ رئيس الوزراء الايطالي من مفاهيم "الصراع بين الحضارات" وما نسب اليه في السابق من حديث عن "تفوق الحضارة الغربية على الاسلام". وقال ان الرئاسة الايطالية للاتحاد الأوروبي ستشهد قيام "مؤسسة الحوار بين الثقافات" خلال اجتماع وزراء خارجية "بلدان مسيرة برشلونة" في الخريف المقبل. ويدافع برلوسكوني من ناحية اخرى عن ليبيا "لأن العقيد القذافي يبذل جهوداً لتغيير سياسته الخارجية والاقتراب اكثر فأكثر من الغرب". ويتوقع ان ينقل رئىس الوزراء الايطالي هذه الرسالة الليبية الى الرئيس بوش نهاية الاسبوع المقبل.