أكدت "رئاسة" منطقة "بونت لاند" بلاد بونت التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال شرقي الصومال منذ 1998، ان العقيد عبدالله يوسف الذي كان يتنافس مع جامع علي جامع على رئاسة المنطقة منذ آب اغسطس الماضي، دخل امس الى مدينة غروي عاصمة هذه الدولة المعلنة من جانب واحد بعدما استعاد سيطرته على كل اقاليمها الخمسة إثر معارك عنيفة. واوضحت ان يوسف بدأ مشاورات مع اعيان القبائل تمهيداً لاعلان حكومة جديدة في غضون اسبوع. وأوضحت ان "جهاز الامن الرئاسي" ينسق مع ديبلوماسيين اوكرانيين وجورجيين ومع زعماء قبائل محليين لاطلاق السفينة الكورية الشمالية "جنليل" التي "خطفها قراصنة" قبل حوالى اسبوعين مع طاقمها المؤلف من ستة اوكرانيين وجورجيين قبالة ساحل "بلاد بونت". وكانت معارك عنيفة اندلعت مطلع الشهر بين قوات الزعيمين الخصمين يوسف وجامع ادت الى مقتل اكثر من مئة شخص واصابة حوالى 90 بجروح من قوات الطرفين في مدينتي قيادسام على بعد 85 كيلومتراً جنوب غربي مرفأ بوصاصو وغردو على بعد 240 كيلومتراً غرب بوصاصو. وقال المستشار السياسي ل"رئيس" بلاد بونت عوض عشرة في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" ببوصاصو امس: "دخل الرئيس عبدالله يوسف اليوم امس الى مدينة غروي بعد محاولات من جامع علي جامع استمرت حوالى ثمانية شهور للاستيلاء على السلطة في بلاد بونت خلافاً للدستور... وفر جامع وعدد وزرائة الى جيبوتي، فيما لجأ عدد آخر من حكومته الى هرغيسا عاصمة ارض الصومال المجاورة". وكانت هيئة تمثل بعض قبائل المنطقة انتخبت جامع علي جامع "رئيساً" في تشرين الثاني نوفمبر الماضي بدل عبدالله يوسف "الرئيس" المؤسس لبلاد بونت الذي اعلنها منطقة حكم ذاتي العام 1998. ولم يعترف يوسف برئاسة جامع وطرده في 8 أيار مايو الماضي من مدينة بوصاصو العاصمة الاقتصادية للمنطقة والمرفأ الكبير فيها. وقال عشرة: "إن قوات يوسف شنت حملات عسكرية واسعة لتطهير المنطقة من قوات جامع التي تحولت الى قطاع طرق، خصوصاً سيطرتها على الطريق الذي يربط بين بوصاصو وخردو. وسيطرت قواتنا على هذا الطريق في الثاني من الشهر الجاري، وعقدنا اجتماعات عدة بين زعماء القبائل من أجل تثبيت الامن والوئام. ومن المقرر ان يعلن العقيد يوسف حكومته خلال اسبوع، كما يستعد للمشاركة في مؤتمر المصالحة الذي دعت اليه الحكومة الكينية في 16 من الشهر المقبل". السفينة المخطوفة ونفى مدير مكتب يوسف في بوصاصو اسماعيل حاجي وارسمه، في اتصال هاتفي آخر اجرته "الحياة"، أي علاقة للسلطات المحلية في بوصاصو بخطف السفية اليونانية المسجلة في كوريا الشمالية "جنليل". وقال: "نواصل اتصالاتنا مع بعض اعيان القبائل الذين يمكن ان يقنعوا خاطفي السفينة باطلاقها وطاقمها الاوكراني والجورجي... ليس لدينا معلومات كاملة عن وضع الطاقم بسبب عدم وجود اتصالات منتظمة مع الخاطفين. إذ لا يوجد هاتف على متن السفينة، وتجري الاتصالات عبر راديو لاسلكي. ونتوقع ان تنجلي الامور مع نهاية الاسبوع الجاري".